علي أبو ضحى الجعفري: تأملات في قصيدة “هل يخاف علي؟” للشاعر ماجد مطرود
2020/03/23
ادب, نقد
51 زيارة
يمكن الحفر. في هذا النص الملغز المفتوح على فضاء القصص الديني باستعمال ثيمة البئر والخيانة .وهذه الاشارة تعمل في كل النص من بدايته.لتمنحه ابعادا اجتماعية ونفسية .فالاقصاء الذي يشعر به الكاتب توضح في المفردات .البئر. الخيانة .الذئب المكلفة بادوار قمع الذات وتغريبها .وهو ماكان يجري على سطح النص.من وقائع الاستلاب الفكري والجسدي.في فضاء اخر من النص هناك فعل عنيف اجراه الشاعر.وهو الاحتجاج على وجود الابار والكمائن وهي تطالعه كل يوم كوجوه اللصو٨ص والمخادعين .فحاول حذفها من حياته.والابقاء على يديه النادرة لتكتب نصه الدال على المحبة والصداقة والاخوة .وهذا كان فعلا ناقصا .كما سياتي .في المقاطع اللاحقة فالقلب وهو معادل موضوعي للنبي.ابيضت عيونه ولم يستطع ان يكتشف خيانة الريح وهي اتت كنضير للاخوة الاعداء. وهذه العلاقة بين الاخوة والاب والاخ المغدور تلاقحت مع العناصر السالبة.وهي الريح . والبئر .الذئب . تقابلها العناصر الموجبة.وهي ذات الشاعر وعزيزة الكون .الانثى الداعمة لقلب الشاعر ويمكن ان تكون هي وجه اخرى لذاته المعذبة قميص الشاعر كدليل للبرائة ودليل لخيانة الاخوة. .الاغتراب .الوجع .الحرب .الدماء الابعاد القسري عن الاب وهو يمثل .الوطن علامات .اختزنتها ذات الشاعر وادت ادوارها المتقنة معه لذلك.بدات الريح.في افتتاح النص لتمنح للقارئ علامات عن صراع. ابدي بين البرائة وبين الخيانة ولم تنفع الفراشات.المتجمعة فوق قميص النبي المغيب في تغير اتجاه الريح اوفي منح الاخوة الاعداء قلوب جديدة من العقيق لان العقيق النادر هو في يدي النبي المغيب داخل البئر وهي هنا ترميز فعال للغياب القسري كسجن او كمنفى او اغتيال النص.كان معادلا للنص الديني مع الابتعاد عنه كشكل مغلق .وتاريخي ليستبدله بافق من الخيال يؤشر لللحظه الراهنة ويسحب المعنى اليها وهذا التطابق بين الذات المغيبة وبين الثيمة الفاعلة امد عنوان النص باحالات للواقع القامع للرغبات .وهو واقع رمز له بالبئر المتوافق مع فعل الخيانة وضل حضورا متواصل .مع محاولات الشاعر الخلاص ومواجهة التغيبب المتعمد له بامنيات صاغها من خياله الجميل احدها ان تنقذه الفراشات العالقة بقميصه الابيض من الذئاب المفكره .بحفر الابار هل تستطيع الفراشات مواجهة الاخوة الغادرون .وهل تستطيع الايدي المصنوعة من العقيق..ردم مايفكر به الذئب هذه امنيات الذات الواقعة تحت تأثير القمع والابعاد .ومازال الاخوة يصنعون للنبي الجميل كمائن ومصائد .تسندهم الريح المخادعة.
هل يخاف عليّ؟
ماجد مطرود
——————
ليس صدفةً
أن يكون حارسا
على أولادهِ
ورقيبا حاذقا
في البراري
ليس صدفة
أن يكون حريصا
على رأسي
وأحلامهِ
على جسدي
واستقامتهِ
ليس صدفة ايضا
أن يظلّ حريصا,
طوال حياته
لأكونَ طريا
قابلا للذوبان
كان يدرك قلبي
وثقوبه،
لساني
وعدته
كان واثقا
في قرارة نفسه
ان يدي من نار
وأصابعي من ماء
لهذا ..
ولأسبابٍ
تخصّ يعقوب
وأولاده
كان يردم كلّ بئر
ويلاحقُ كلَّ ذئب
كان شديد الحرص
على البيت وأبوابه
على النجم ودروبه
لم
يترك
لي
فرصةً
لاكون
وحدي
كان يعلّقني بإصبعه
ويتباهى امام العقيق
يحدّثني ..
عن البحار والبراري
عن الكواكب والنفوس
ويحذّرني
من الريح وخيانتها
من التسلّلِ والأخطاء
كان حريصا جدا
ليجعلَ من قميصي
اسرابَ فراشاتٍ
تحذّرني
من دور الذّئب
في حياتي
——
بلجيكا
قراءة جميلة أسعدتني لانها أخذت النص الى منطقة بعيدة وأحالت مفردات النص الى فعل حركي يوازي الفعل التاريخي والأسطوري
شكرًا لك يا علي، مع تمنياتي لك بالتوفيق والنجاح دائما