* (ردا على تعليقات موضوعي الأخير)
ألنت وإخوانه:
هل أصبح هو معجزة العلاقات والانطلاق إلى برية الشبكة الكبيرة الواسعة.
أنه الانترنيت وقواعد اللغة الع….صرية.
أن العالم ينفتح ليقربنا زلفى وكأننا دخلنا في شرعة الحياة في -ثراءها – في محاولة لاستنباط الدواخل وهذه خلقتها الحاجة. ولكن، لم أتصور إن لغة التكنولوجيا لها مناخات (جريئة) كما لها مفردات علينا أن نتقن استخدامها واستعمالها كمصطلح يتماشى ولغة التقنية الحديثة والتي لا نستطيع نفيها بل صار اعتمادها من قبل الآخرين عادة يومية ولا يمكن الاستغناء عنها، حتى صارت تقليدا و مدخلا يعتمده معظم المثقفون في العالم وغيرهم كمدخل لاستجابة سريعة لدى المتلقي .
كيف استطاعت ثورة العولمة –التكنولوجيا الحديثة- أن تعيش وبصورة موجزة سريعة بكينونة هذا الصلصال الحساس وبمشاعره ؟
باعتقادي سيبقى الكون حاضنا للكثير من اللغات التي تضاف إلى قاموس العلاقات الإنسانية ومنها اللغة العصرية للانترنيت ولكن هل لنا أن نقلق قليلا تجاه ذلك؟
لا بأس من وضع قانون وأصول لهذه اللغة بل لأنه لا يوجد قانون أو حارس بوليسي لهذا العالم الشاسع من الاتصالات صار اختراق الآخرين وخصوصياتهم أسهل من أي شئ آخر وتدبير كل الحيل بواسطة الفوتو شوب أو الاستنساخ واللصق أو الدخول عليك متى ما شاء!
وللأسف البالغ مازال البعض في الإلف باء من تلك الأصول والقواعد(الأخلاقية) وفي تجاوز القانون العرفي الإنساني باستخدام هذه اللغة السريعة في اتصالها مع الآخرين بشكل يسئ كثيرا لمورو ثنا الأخلاقي بل صار استخدامه برومانتيكية عالية ليعبر بها عن رغباته ليبدو (رجلا آو امرأة) ببدائية عجيبة في زمن متحضر( وما أكثرهم في خلق فضاءات تحمل رومانسية يملأ بها سلاله فينتصر؛ كي لا يشيخ) هذا القول لا يمنع أنه هناك أناس متحضرين مختصرين لهم نقاء السريرة التي أنضجتها شمس الأخلاق في التعامل مع الأخر ضمن نفس الاستخدام لهذه التقنية ولكن بشكل إنساني يحملك أن تشكر الله على معرفته وتواصلك المعرفي معه.
وكالعادة في مجتمعاتنا تبقى المرأة المتضرر الأكبر والأكثر في دخولها هذا العالم المعرفي الشاسع وغيره وتلك ضريبة عليها أن تدفعها شاءت أم أبت لسبب بسيط لأنها تكتب وتنشر و تنشر صورتها مع المقال أو النص لتمارس حرية التعبير عن الرأي،لأنها لا تريد أن تبقى خارج الساحة ومبعدة، وهذا فتح المجال أمام من يتعامل بسطحية الشكل الذي يريد أن يبدو عليه ليفجر ما هو- مطمور في داخله -!!
إن ابتعدت هي عن المشهد وجه أليها الانتقاد أو يتناقدون على إنها إنسان بدائي بعيد عن التحضر أولا يتفاعل ولا حتى فاعلا في مجتمعه! والخ من الصفصطة في الكلام على المنصات
لا ادري من منا البدائي ومن المتحضر؟
شخصيا وقبل ثلاث سنين كنت أرفض كل الإضافات على المسنجر، إلا القليل جدا وربما من يقرأ مقالي هذا سيتذكر ذلك، السبب لأضع واخلق بيني وبين الآخر مسافة ضرورية وكنا في هوس هذا العالم الرقمي ومن اجل احترام الحرية الشخصية وهناك من كرر الطلب وكأنه لا يستطيع العيش بلا ها.
لا عيب في ذلك قط ولكن كان علينا أن ننظم أنفسنا قبل أن يحتوينا هذيان النت وإخوانه..
كم خنا ذاتنا مع الآخر وكم خنا الآخر مع ذاتنا وكأننا كنا نطبق تجاربنا الشخصية هنا، ليس الجميع ناجحا في حياته ، ولا الكثير فاشل ولكن ذلك لا يخلق مبررا للحالة قط.
هل أصغينا إلى لغة الخيانة هنا وهل فعلا هذا شئ حقيقي أصلي؟
هل هكذا صرنا فجأة ومنذ البداية ؟ونحن مازلنا نجهل الكثير.. إذا لماذا؟!
هل صار النت وإخوانه فرصة لاختراق جدار الذات عبر الذات المطمئنة والرغبة في قرصنتها.
البعض يبرر هذا التواصل بأنه الهروب
ممن نهرب ولماذا؟ وهل يستوعبنا المسنجر أو السكايب أو حتى تلك الرسائل الفاشلة؟ على العكس نحن هنا صرنا نعرف أنفسنا أكثر ولا ادري
هل هو هذا الحل الأمثل للتخلص من العقد الاجتماعية في فشل حياة البعض منا،
هل يستنزف المخزون المعطل ؟
هل صار الواقع لحياتنا اليومية قضبانا تنفرج مغاليقة بمجرد نقرة زر ليصبح العالم بين يديك لتصول وتجول كيفما اتفق؟
كل هذا جعلنا أن نبدو غيرنا، وربما اصغر من حجمنا..وما أصعب ذلك.
قبل فترة قصيرة جدا صرت اقبل الإضافات لبعض الأصدقاء شعراء آو أدباء لمعرفة هل باستطاعتنا أن نخلق صيغة مثالية في التواصل رغم بعد المسافة والأنظار، ولكن للأسف أكدت الكثير منها فشلها. وياليتني ما فعلت لأخسر تلك الصور الجميلة التي شكلتها عن شخصيتهم والذين كانوا يمثلون حالة كبيرة عندي على الأقل. بل في فترة أصبح المايل يمثل لي حالة إعياء فصرت ادخل (offline )
(مطفئ خارج الخط). وقد أراحني كثيرا ذلك لفترة ولكن تبقى الحاجة للتكلم مع أقاربك أولادك عملك ..مسالة تتطلب أن تبقى ضمن ذلك المجال (online) ..
فكرت أن اقفل كل شئ في لحظة ما. وفعلا قفلت الفيس تماما واستحدثت لحد ألان ثالث إيميل لي لضرورات، النشر والتواصل اليومي مع اصدقائي وفلذات القلب البعيدين بأقصر وأسرع الطرق..ولم تحل المسألة لان الفكرة والعيب ليس في الايميل الجديد آو القديم ولا في التواصل عبر السكايب ، العيب فينا نحن.
ولم يكن الحديث على المسنجر خلاصة الخلاصة ولا هو معجزة الاصطدام بالبعض على تلك الشاشة قط. ألنت حول أبجدية العلاقات إلى شكل آخر أصبح مع الزمن عادة حقيقية لا نستطيع أن نتجاوزها لأنها يومية وللأسف باختراق عجيب لخصوصيات الآخر فكيف لنا أن نتجنب فخ الشكلية؟
الإيميل كان المحاولة الأولى للخروج من الشكلية القديمة والتحرك على المحور ذاته في المكانية والتراسل القديم ..يا ترى؟
هل سنبدأ بالبحث والاشتغال على معادلات جديدة تنقذنا من العولمة المتدهورة التي أساء بعضنا استخدامها بعقلانية التواصل وعلى ما يبدو هي لغة غير منتهية مستمرة ومحاطة بتحولات حضارية تدفعنا أن نغير جلدنا القديم، أن نغير حركة أصابعنا بدلا من القلم صارت لوحة الكيبورد والمشاعر غيرها والسلوك غيره نسينا أن أجمل ما يميز الإنسان هو سلوكه تجاه الآخر.. لسبب بسيط ذلك يعكس تربيته وتعامله مع الناس (التربية عملية متداخلة، إذ لا تأتي بثمارها المرجوة دون الاهتمام بعناصر أخرى مكملة لها) وعلينا كمثقفين أن نهتم بالمكملات الأخرى، بسلوكياتنا اليومية وتلك هي الفلسفة التربوية وأهدافها وضوابطها والإنسان الواعي خير العارفين كونه العارف الأول في ممارسة وتطبيق هذه القيم على أرض الواقع تلك هي التربية الاجتماعية وهي مسألة مهمة وغاية سامية برأيي ومن لم يغرس في نفسه الفضائل الخلقية، ففاقد الشيء لا يعطيه، سواءً كان في إطاره الأسري الخاص،أو في واقعه الاجتماعي
كما في الحديث النبوي : “إذا لم يعمل العالم بعلمه زلت موعظته عن القلوب”.
لنكن شجرة منتجة وملتزمة فكراً وعملاً بالقيم الإنسانية.ولا (ما يحل للرجل يحرم على المرأة ).إذ علينا أن نقلق كثيرا حيال الأمر.
ملحوظة: ما وصلني من ردود وتعليقات لم تهزني قط ربما تألمت في أول ساعتها لكنها زادتني إصرارا في مواصلة مابدأت أن شاء الله) حسبي الله ونعم الوكيل.
عايدة الربيعي 13-8-2011