عبد الهادي الزعر : أشباء صغيرة – – ذات وقع كبير

أشباء صغيرة – – ذات وقع كبير

===============

لو تقرأ : –

– تلك الرائحة – لصنع الله ابراهيم

– الخماسين – لغالب هلسا

– مالك الحزين – لابراهيم اصلان

حينها ستظهر لك الاشياءً الصغيرة التى لم نعرها أهتماما فى حياتنا – – – باذخة الجمال ذات وقع لايمكن نسيانها ابدا لكونها مألوفة وداجنة –

يقول بارت : الدال يمسى دالات اذا انفتح على الازمنة والامكنة المختلفة فالماء والطين والطمى والنار والهواء دالات فارغة اما اذا تفاعلت فيما بينها شكلت تكوينات ذات ابعاد –

فالسرد او الشعر على سبيل المثال مم يتكون ؟ يتكون من حروف والحروف بمثابة (عجائن ) هذه العجائن تولد اشكالا وتكوينات فكرية لاحدود لها أذا رتبت ووضعت فى قوالبها المناسبة وفق الخيال المادى المناط بها فكل مخيالٍ وله قالب خاص به ؛ فالافكار حينما تدوّن لاتفقد سيولة كينونتها الاولى بل تصبح عرضة للأضافة –

تذكرت مسرحية بيكت المسماة ( القاذورات ) وهى من – الادب العبثى- و كما عودنا بيكت سابقا فى مسرحيته الشهيرة — بإنتظار كودو– التى نال من اجلها النوبل والتى قرأناها وشاهدناها فى سبعينيات القرن المنصرم من على شاشة تلفزيون بغداد ممسرحة –

وادب العبث ظهر نكاية أو ردة فعل لما أقترفته الحرب العالمية الثانية وقادتها من المعسكرين الحمائم والصقور محور و- – – وما خلفته تلك الحرب التى دامت اربعة سنين من دمار وموت زؤام فالعالم بعيد الحرب الطاحنة بحاجة الى من يخفف العبأ عن كاهله –

تصف المسرحية القاذورات بأنها غطت أرجاء البيوت والحارات والساحات لم يسلم منها لاغرفة ولاحديقة حتى وصلت للشبابيك –

والشوارع فاضت بها بسبب إضراب عمال التنظيف ؛ فأنها عجت بالنفايات لم يتمكن شخصان السير معاً فالسير لشخص واحد فقط بحيث ضاق بحر الشارع فأمسى ضيقاً جداً –

احيانا أسأل نفسى لماذا نستقبل بشغفٍ ( نحن مساكين الشرق المبتلى ) افكار غيرنا العجائبية و الغرائبية الوافدة من وراء الحدود بدهشة مشوبةٍ بالأعجاب والتقدير وفى بلداننا الادهى والاقسى والأمر !؟

ألم تكن حرب بوش الابن حرب عالمية مصغرة على بلدنا العراق أكلت منه الزرع والضرع ولم تكتفى بل اصابت إنسانه بالصميم فأمسى كأعجاز نخلٍ منقعر

والانكى انها سيدت النطيحة والساقطة والمنخنقة ومن لم يأكله السبع فصاروا من علية القوم بلا إذنٍ منا ؟!

صاروا بين ليلة وضحاها سادة وفضلاء وأصلاء والباقون توابع وذيول !!

انا على ثقةٍ ان فى العراق العظيم أدباء وشعراء وساردين يفوقون مثقفى العالم لو تهيأت لهم الترجمة الصحيحة وسبل التسويق ؟

هكذا هو صومويل بيكت ايرلندى عاش ومات فى فرنسا أبدع اشياءً لم يتوقعها الفكرالانسانى المعاصر يقول احد العارفين العراقيين خريج السربون ألتقيته فى احد مقاهى باريس بعد موعدٍ مسبق فوجدته جافاً حاد النظرات لم يبتسم طيلة حديثى معه وقد حدد اللقاء بنصف ساعة فقط وكان صارما بطروحاته –

ذكر الاستاذ الناقد ياسين النصير فى كتابه شعرية الاشياء :

العالم كله يتكون من اشياء صغيرة كالنواة والخلية والبيضة ؛ ذرات تراب لاهوية لها بداية الامر بسيطة ملتفة على بعضها متناهية فى الصغر وبعد حين تتحول الى كائنات لها اسم وحجم ومعنى –

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. صادق المخزومي  : قصيدة الرصيف للشاعر صباح أمين – قراءة أنثروبولوجية.

مقدمة من مضمار مشروعنا ” انثروبولوجيا الأدب الشعبي في النجف: وجوه وأصوات في عوالم التراجيديا” …

| خالد جواد شبيل  : وقفة من داخل “إرسي” سلام إبراهيم.

منذ أن أسقط الدكتاتور وتنفس الشعب العراقي الصعداء، حدث أن اكتسح سيل من الروايات المكتبات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *