طلال حسن : جنجل وجناجل (حكايات شعبية) (1)

إشارة:
يسرّ أسرة موقع الناقد العراقي أن تبدأ بنشر كتاب جديد للمبدع الكبير “طلال حسن” عنوانه “جنجل جناجل” وهو مجموعة من الحكايات الشعبية العراقية ضمن مشروعه المهم عن أدب الأطفال. وقد نشرت أسرة الموقع العديد من الكتب للمبدع سابقاً في غزارة صحّية باهرة لهذه القامة المبدعة الكبيرة التي تُعد ثروة من ثروات وطننا. نهنىء الأستاذ طلال حسن على هذا المنجز الجديد ونتمنى له الصحة الدائمة والإبداع المتجدّد.

الحورية والصياد

اصطاد الصياد ، ذات يوم ، سمكة كبيرة جميلة ، ورغم حاجته إلى المال لم يبعها ، بل بنى لها حوض ماء واسعاً ، ووضعها فيه .
وخرج الصياد ، في اليوم التالي ، إلى النهر ليصطاد السمك ، فنزعت السمكة جلدها ، وإذا هي حورية ، غاية في الرقة والجمال ، وفي الحال ، قامت بتنظيف البيت ، وترتيبه ، ثم ارتدت جلد السمكة ، وعادت إلى الحوض .
وعاد الصياد إلى البيت مساء ، ودهش بما رأى ، وازدادت دهشته حين تكرر هذا الأمر في الأيام التالية ، وتعمد أن يعود في أحد الأيام مبكراً ، وفوجىء بوجود الحورية ، وقد أعجب بها ، وطلب منها الزواج ، فوافقت وتزوجا .
ورآها أحد أتباع السلطان ، وبهره جمالها ، فأعلم السلطان بما رأى ، وأرسل السلطان في طلب الصياد ، وأراد أن يُعجزه ، ليجبره على طلاق زوجته فيتزوجها هو ، وطلب منه أن يأتيه برغيف خبز يكفيه هو وحاشيته .
وعاد الصياد إلى البيت مهموماً ، وحالما علمت زوجته بالأمر ، ذهبت إلى أختها في النهر ، فأعطتها رغيف الخبز ، وأخذ الصياد الرغيف إلى السلطان ، فطلب منه هذه المرة ، أن يأتيه بطفل لا يزيد عمره عن الشهر ، فيدخل عليه ، وينطق بالسلام .
وكما في المرة السابقة ، ذهبت الحورية إلى أختها في النهر ، فأعطتها ما أرادت ، وفي اليوم التالي ، دخل الصياد على الملك ومعه الطفل ، فقال الطفل للسلطان : السلام عليكم ، يا مولاي .
وتعجب السلطان مما رأى ، وسأل الصياد عن حكايته ، فقصها عليه من البداية حتى النهاية ، وحين أدرك السلطان مدى تعلق الزوجين أحدهما بالآخر، تراجع عن رغبته في الحورية ، وأكرم الصياد ، وجعله واحداً من حاشيته .
حكاية شعبية من الموصل ـ العراق

جنجل وجناجل

كان يا كان ، كان هناك خشفان صغيران ، اسم الأول جنجل ، واسم الثاني جناجل ، يعيشان مع أمهما الغزالة ، في كوخ وسط الغابة ، وكانت أمهما تخاف عليهما من الدامية ، وقد أوصتهما أن لا يفتحا الباب إلا عندما يسمعاها تردد : جنجل وجناجل ، افتحا لامكما الباب ، بقروني الحشيش ، لأثدائي الحليب ، وبفمي الماء .
وخرجت الغزالة ذات يوم ، فجاءت الدامية ، ورددت ما تردده الغزالة قائلة : جنجل وجناجل ، افتحا لأمكما الباب ، بقروني الحشيش ، بأثدائي الحليب ، وبفمي الماء .
وتملك جنجل وجناجل الخوف ، لكنهما ردا على الدامية قائلين : اذهبي ، أنتِ لستِ أمنا ، بل أنت الدامية ، لن نفتح لكِ الباب .
وحاولت الدامية كسر الباب ، لكنها لم تستطع ، فأسرعت إلى بيتها ، وشربت علبة مليئة بالحلو ، وقالت بصوت يشبه صوت الغزالة : جنجل وجناجل ، افتحا لامكما الباب ، بقروني الحشيش ، وبأثدائي الحليب ، وبفمي الماء .
وأسرعت جناجل إلى الباب لتفتحه ، فقال لها جنجل محذراً : جناجل ، لا تفتحي الباب ، هذا ليس صوت أمنا ، بل صوت الدامية .
وضحكت جناجل ، وقالت : أنتَ خائف ، حتى توهمت أن صوت أمنا هو صوت الدامية . وما إن فتحت جناجل الباب ، حتى اندفعت الدامية إلى الداخل ، وبلعت جنجل وجناجل ، ثم خرجت ، ومضت متثاقلة إلى بيتها .
كان الغراب يراقب ما حدث ، وهو واقف على شجرة تطل على بيت الغزالة ، فانطلق باحثاًعن الغزالة ، حتى وجدها ، وأخبرها بما جرى لجنجل وجناجل ، وأسرعت الغزالة إلى الحداد ، وحدت قرنيها عنده ، ثم أسرعت إلى الدامية ، وتصدت لها قائلة : لقد بلعتِ صغيريّ جنجل وجناجل ، تعالي نتناطح ، فإذا غلبتني ابلعيني كما بلعتِ صغيريّ ، وإن غلبتكِ شققتُ بطنكِ ، وأخرجت جنجل وجناجل .
ووافقت الدامية على ذلك ، وبدأ التناطح ، وبعد معركة طاحنة ، غلبت الغزالة الدامية ، وشقت بطنها ، فخرج جنجل وجناجل ، وأسرعا إلى أمهما فرحين ، واحتضنت الغزالة صغيريها ، وقالت :
أنا غزالة غزيلة
وكروني حديد
كلمن ياخذ أولادي
الكينة بالبرية

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| طلال حسن : رواية للفتيان / جزيرة كالوبيوك (1 / 4) .

إشارة : بين وقت وآخر يتحفنا المبدع الكبير “طلال حسن” بنتاج إبداعي جديد في مجال أدب …

| طلال حسن : مسرحية للفتيان – “القلب النابض” – الجزء الثاني. .

بهاتي        : قلب الإعصار .. الأول        : ” ينظر إليه مذهولاً ” …. بهاتي        …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *