جمعة عبد الله : المساهمة في النقاش الدائر حول المخدرات والادمان والنسب والمقارنة (ملف/2)

إشارة :
تبدأ أسرة موقع الناقد العراقي بطرح المقالات التي وصلتها بعد دعوتها الأخوة الأكاديميين والمختصين والكتّاب والقرّاء لمناقشة سلسلة مقالات المشروع الوطني المهم للباحث الأستاذ “عبد الرضا جاسم” حول مشكلة المخدرات في العراق ، والتي أعدنا فيها المقالة الإطارية الأولى من السلسلة مرّتين ووجهنا الدعوة إلى أكثر من 700 كاتب وقارىء برسائل مباشرة .. وقد وصلتنا مقالتان مهمتان من الزميلة د. مها يونس اختصاصية الطب النفسي والأستاذ جمعة عبد الله ، فتحيّة مخلصة لهما على روحهما العراقية الغيور وعلى إيمانهما الصادق بدور الكلمة.

جمعة عبد الله : المساهمة في النقاش الدائر حول المخدرات والادمان والنسب والمقارنة
حلقات النقاش الموضوعي والبناء التي طرقها بموضوعية منطقية الاستاذ عبدالرضا حمد جاسم , لرداً على الموضوعات الهامة في هذا المجال تطرق اليها الاستاذ قاسم حسين صالح . وكلا الاستاذين القديرين , تناول القضايا احساسة والساخنة , التي تورق المجتمع بشكل خطير جداً , هي مشكلة تعاطي المخدرات والادمان والنسب في قوائم الادمان في العراق , أو كل محافظة . وهذه النسب والمقارنة , تتطلب معلومات دقيقة مصادر من جهات مختصة وموثوقة في هذا الميادين , ولا تختص في الاعتماد على جهات أجهزة امنية وبوليسية . وانما ايضاً الاعتماد على جهات طبية مستشفيات خاصة بعلاج المدمنين على المخدرات , ومن مصادر اجتماعية من الباحثين الاجتماعيين . مع الاسف عندنا الباحث الاجتماعي دوره ضعيف جداً , بالمقارنة مع دوره القوي والفعال في الدول الاوربية . تتطلب المعلومات الدقيقة من ذوي الاختصاصات بهذا الجانب من مختلف المهن الطبية والعلمية والنفسية وغيرها . لان مشكلة المخدرات عويصة ومتداخلة , في خطرها وانتشارها وخاصة مع الشباب , وترويجها في السوق السوداء . ان المشكلة متعددة الجوانب والاطراف . وتتم بالمعالجة الطبية والعلمية والاجتماعية , ولا تختصر في اسلوب المعالجة البوليسية . واهم شيء صيغة التعامل الرصين مع مرضى الادمان على المخدرات , بأعتارهم بشر لهم حقوق على المجتمع والدولة , ويتطلب التعامل بروح أنسانية هادفة ونافعة , ويحتاجون الى مساعدة وعناية علاج وتوجيه , وليس التعامل معهم كمجرمين يقعون تحت طائلة القانون واعقوبات بحقهم . لذلك تحتاج المعالجة الى خبرة علمية وطبية واجتماعية , متعددة الجوانب والميادين , لانها اولاً مشكلة اجتماعية تقلق المجتمع في اضرارها السيئة . لذلك يشكو عندنا الباحث والكاتب في الصعوبة البالغة في معرفة المعلومات الدقيقة في نسب تعاطي المخدرات ونسبة المدمنين ومعرفة نسبة النسب الى نسبة السكان . بدليل لاتوجد عندنا مستشفيات خاصة في علاج المدمنين فقط وليس مراجعة المستشفيات العامة , وانما مستشفيات مختصة بهذا الجانب فقط , جانب مرضى الادمان . لذلك تسجيل المعلومات الكاملة عنهم . اسمائهم وعناوينهم وسنوات الادمان وغيرها , حتى تساهم في العلاج كما هو الحال في البلدان الاوربية . وتسجيل الاسماء وعدد المراجعين تتم بشفافية دون حرج , يعني بكل بساطة يعرف كل مستشفى عدد المراجعين المدمنين على المخدرات , حتى تسهل على الباحث الكاتب عملية استقراء المعلومات الدقيقة . يعرف كل باحث اجتماعي , في مسؤوليته في متابعة عدد من الاشخاص المدمنين . دون خجل واحراج . لذلك ليس عندنا في العراق مستشفيات خاصة تتابع مسألة المخدرات والادمان تابعة للدولة . لذلك من الصعب جداً معرفة المعلومات الدقيقة عن حالات الادمان والمخدرات والنسب , وبالتالي من الصعوبة اعطاء نسب محددة . لانه لا توجد مراكز علمية وطبية واجتماعية تهتم بحالات الادمان والمخدرات . والمناقشة الجدية الهادفة من الاستاذ عبدالرضا حمد جاسم . تستند مناقشته من مصادر متنوعة , ومعلومات من مراكز الاختصاص . وليس من الاستطلاعات الرأي , اولاً ليس عندنا شركات قائمة بذاتها في استطلاع الرأي بشكل علمي واجتماعي متعدد الاختصاص وادارة شؤون الرأي بشكل علمي . لذلك لا توجد معلومات ومصادر دقيقة في العراق , في نسب تعاطي المخدرات ونسب المدمنين مقارنة مع السكان او مقارنة في كل محافظة . ومن خلال متابعة حلقات النقاش الدائر , حول المخدرات والادمان والنسب والمقارنة . أجد الاستاذ عبدالرضا حمد جاسم , يستند الى مصادر علمية متنوعة . معلومات دقيقة يستقيها من مختلف المركز ذات العلاقة . ويعتمد على المقارنة الموضوعية الهادفة والرصينة . يعني بعبارة اخرى , يجعل هذه المصادر والمعلومات ذات الاختصاص , هي التي تنطق وتكشف برؤيتها العلمية المنطقية وهي اقرب للواقع . بينما الاستاذ قاسم حسين صالح رغم جهوده المخلصة في اختصاصه العلمي . لكن المعلومات التي يستند عليها . هي اما من مركز الشرطة والحدود في الالقاء القبض على تجار المخدرات , او المعلومات من المستشفيات العامة , وهي حالات قليلة جداً نسبة الى مدمني المخدرات .

الأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح

فالنقطة الاولى , ان الذين يقبض عليهم من تجار المخدرات سوى من الشرطة المحلية والحدودية , هي اقل بكثير ما يروج له من تجارة المخدرات الشائعة الترويج في السوق السوداء , بدليل تعاطي المخدرات في خط د بياني الى الاعلى وليس الى الاسفل . اما من المستشفيات , فهي نادراً ما تسجل حالات الادمان , لانه لا توجد لدينا مستشفيات خاصة للمدمنين فقط , في تسهيل عملية والشفاء مثل الغرب , وحتى مستشفياتهم اذا تطلب الامر . تزويدهم بحقنات مخففة مجاناً , وحتى حقن الابر تعطى مجاناً خوفاً من تلوث الدم , او انتقال امراض من شخص الى اخر ومنها الامراض الخبيثة . والشيء الثالث يستقي معلوماته , من استطلاعات الرأي بجهود فردية وشخصية , وبكل تأكيد لا يمكن الاعتماد عليها . مثلاً يستطلع آراء 250 الى 350 شخص . ليس مقياس دقيق للمقارنة ومعرفة النسب . لان في الغرب شركات عملاقة تضم الكثير من العاملين من مختلف الاختصاصات في الجانب العلمي والطبي والاجتماعي , والنموذج الاستقراء لا يقل عن 1200 شخص , ينتقى العينات بدراسات علمية دقيقة . وتسجل على سبيل المثال : العدد الكلي . اعمارهم . اعمالهم والمهن التي يزاولونها . الحالة الاجتماعية . مناطقهم . تحصيلهم العلمي , من الذكور والنساء , نسبة المشاركة في حقول الاسئلة . نسبة الاجابات على كل حقل . وكثير من المعلومات الاخرى , حتى يـأتي الاستطلاع او العينة الاستطلاعية , هي اقرب الى الحقيقة والواقع. بدليل استطلاعات الانتخابات الرأي تأتي مقاربة جداً لنتائج الانتخابات العامة . وهذه القدرات الكبيرة من شركات استطلاعات الرأي , خارج قدرات الاستاذ قاسم حسين صالح , رغم جهوده المشكورة في هذا الجانب , لانها تحمل ثغرات وعيوب وخلل غير دقيقة في استقراء المعلومات . وكان من الافضل لموقعه العلمي وجهوده الحثيثة , ان يساهم في الحوار والنقاش . حتى تكون الفائدة اكثر . لانها مسألة خطيرة في المجتمع , تجارة المخدرات , ترويجها . الادمان عليها من الشباب . حتى دق ناقوس الخطر للجهات المسؤولة والمختصة . وفتح النقاش عملية صحية وثقافية في العقلية المتطورة . وخاصة ان الاستاذ عبدالرضا حمد جاسم . يتناول هذا الموضوع بشكل رصين وهادف , ومناقشة علمية موضوعية تهدف الى بيان الحقيقة . ليس فيها طعن مريب او تشكيك في نوايا الاستاذ قاسم حسين صالح , وانما الجهود تتكلل في الاغنى والفائدة . لان الموضوع حساس وخطير يحتاج الى محاورة ونقاش بناء فيه فائدة للجميع
جمعة عبدالله

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

د. قصي الشيخ عسكر: نصوص (ملف/20)

بهارات (مهداة إلى صديقي الفنان ز.ش.) اغتنمناها فرصة ثمينة لا تعوّض حين غادر زميلنا الهندي …

لا كنز لهذا الولد سوى ضرورة الهوية
(سيدي قنصل بابل) رواية نبيل نوري
مقداد مسعود (ملف/6 الحلقة الأخيرة)

يتنوع عنف الدولة وأشده شراسة ً هو الدستور في بعض فقراته ِ،وحين تواصل الدولة تحصنها …

2 تعليقان

  1. عبد الرضا حمد جاسم

    الاستاذ جمعة عبد الله المحترم
    محبة و سلام
    شراً جزيلاً على تفضلكم بالمساهمة في هذا النقاش الذي دعا اليه ورعاه الاستاذ الدكتور حسين سرمك حسن و الذي اتمنى ان يتوسع و ان يحظى باهتمام الاساتذة الكرام خدمة للنقد و الثقافة و البحث العلمي
    دمتم بتمام العافية

  2. جمعة عبدالله

    الاستاذ القدير عبدالرضا حمد جاسم
    ان الموضوع الذي طرحته في حلقات , حول المخدرات والادمان , موضع هام وحيوي , قد طرحته بموضوعية رصينة وهادفة . اتمنى ان يشارك الاساتذة الافاضل في الحوار والنقاش الهادف والبناء
    تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *