مقداد مسعود: الأحد الأول (وحدات شِعرية) (2)

إشارة:
ببالغ الاعتزاز تبدأ أسرة موقع الناقد العراقي بنشر نصوص كتاب شعري جديد للشاعر والناقد الكبير “مقداد مسعود”. أثرى مقداد المكتبة العراقية والعربية الشعرية والنقدية بالعديد من الكتب التي تتطلب وقفة خاصة من النقّأد والقرّاء. مقداد المُنهمّ بالحداثة والتحديث في الثقافة النقدية والشعرية يعمل بصمت وينتج بغزارة محسوبة ، والزهد بالأضواء من سمات أدباء ومثقفي البصرة الفيحاء. فتحية له وتمنيات بالصحة الدائمة والإبداع المتجدّد.

(2)

(بيت في كوت الدخيل/1975 )
مهيبٌ الهدوء هنا
عتبة معشوشبة، كأن أعشابها نابضية، تدوسها الأقدام وتدخل البيت، مع انغلاق الباب،تستعيد الأعشاب وقفتها الناحلة الهادئة .هو بيت ٌ مِن لبِن ٍ مفخور،
يستقبلك حبٌ مفخورٌ يتضوع برائحة الطلع
الحب ُمغروسٌ في مرفع من خشب الكالبتوس
تحت الحب، داخل المرفع الخشبي، علبة حليب نيدو فارغة/ ملأى بموسيقى الناكوط
………………………………………………………………..
أين البيت ..؟!
سألتُ شارعاً، لا يعرف ترابَ شارعٍ محفوفٍ بالشفلح والشيصمله !!

( لهو)
عاطل ٌ
بنعومة أفعى يستهلك فتوة الأشياء، لا نرى الأفعى سنشعرها،عاطلٌ يركض فينا ليستنفذنا .. لا يتذكر شيئا أو أحداً .. منشغلٌ بدورانه على نفسه أو التدحرج من شاهق ٍ أو العوم في صمته، يلهو وكلنا نكترث له . شيخوخة الأشجار منه.. حرائق الغابات وغير الغابات،جفاف العائلات والغيوم، تهجير الطيور وهجرة الآبار…………. ثم يتأملنا ونحن خشب كالح بلا ذاكرة

( تصوير)
تصورتُها
منشفة ً ناصعة َ البياض تتدلى وهي تغطي رسغ الخبّاز وكفه اليسرى
فإذا بها تكذبني.. تقفز في فم التنور وتلتصق خبزة ، بين خبزتين

(إعلام)

شكراً لغضبتي البارحة
صيرّتْ مسبحتي : مركبة ً فضائية ً فمسكتُ الموتيفات بالسبّابة والإبهام،وخلّصتُ الديكور من طبائع الآخرين،نفضتُ ستارة المسرح،مِن الأغبرة ورائحة السكائر وغير السكائر، فتساقطتْ ملابسُ داخليةٌ كثيرة ٌ، لمخلوقاتٍ صنعتها وروّجت لها ثم أهملتها: ثقافة الإعلام .

(مزهرية)

الظل ُ يسقي المزهرية َ، مِن مائه المبتل بزقزقة ِ الحديقة ِ
المزهرية ُ مرتبة في صوتها المهموس،لا أحدٌ ينبش حلمها
كلنا نكتفي بالتأمل في زرقة فخارها،كي نرى ما نريدُ من الفن، لا ما يُريد

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| عدنان عبد النبي البلداوي : “ذكراك نور” مهداة الى روح الشريف الرضي في ذكراه الخالدة .

ذِكراكَ  نورٌ، تسامَتْ فيه دُنـيانا                             يا رائـداً  قــد مَلَكْـتَ القـلبَ أزمانا فكنتَ أصْدَقَ مَــن يَهوَى بناظِـره                           حتى …

| كريم الأسدي : مركبُ الأرض ..

قاربٌ يتحطمُ فوقَ الصخورْ  فيغرقُ طفلٌ ويأفلُ في مقلةِ الأُمِّ نجمٌ ونورْ يريدونَ حريةً وحياةْ  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *