عبد الحسن الشذر : المغني بشّار بن بُرْد.. (ملف/9)

عبد الحسن الشذر
المغني بشّار بن بُرْد..

(1)

حيَّرتْه الأغاني
كلُّ صوتٍ صدى
ضائعٌ في المدى
لا قرارْ
حيَّرتْه الأغاني
هو يُطلقها جمرةً
تتنقل ما بين ذاكرة الصخر والناس،
ما بين ذاكرة الناس والصخر
والمنشدينْ
وهي تلقيه فوق الرصيفْ
وتؤجّر منزله لرياح الخريفْ
حيرته الأغاني
ما له والأغاني
وما للأغاني وما لَهْ
ينحني ممسكاً بجذور الأغاني فتطرح أثمارها
فجةً في عراء الكواكب
يسكنها نجمةً ما اهتدى الفلكيون يوماً إليها
فتطرح أثمارها مُرةً في شفاه الحيارى
ما له والأغاني
وما للأغاني وما لَهْ
ولماذا إذن
ليس تترك هذا المغني وحالَهْ

(2)

غيَّرتْه الأغاني
فهُوَ الآن يعزف منفرداً
كاسراً عودَه والربابةَ والناي
تعزف فوق يديه يداهْ
ليس تتبعه جوقةٌ، أو يرد عليه صداه
وهُوَ الآن أعمى.

(3)

يا مياهَ الخليجْ
المغني القديمْ
المغني القديمْ
أرملٌ في ربيع بهيجْ
يا مياهَ البحارْ
يا مياهَ البحارْ
المغني القديمْ
حاسرُ الرأسِ
منكشفٌ قلبُهُ للدوارْ
يا مياهَ المحيطْ
يا مياهَ المضيقْ
يا مياهَ الشطوطْ
يا مياهَ الجرارْ
يا مياهْ المياه
إرفقي بالمغني
واجعلي من يديكِ عصاهْ
فالمغني إذا تاهَ .. تاهْ.

* نشرت بمجلة الطليعة الأدبية، العدد 6، حزيران 1979.

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

د. قصي الشيخ عسكر: نصوص (ملف/20)

بهارات (مهداة إلى صديقي الفنان ز.ش.) اغتنمناها فرصة ثمينة لا تعوّض حين غادر زميلنا الهندي …

لا كنز لهذا الولد سوى ضرورة الهوية
(سيدي قنصل بابل) رواية نبيل نوري
مقداد مسعود (ملف/6 الحلقة الأخيرة)

يتنوع عنف الدولة وأشده شراسة ً هو الدستور في بعض فقراته ِ،وحين تواصل الدولة تحصنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *