شارات طريق القلب
عبد الحسن الشذر
يا محبوبي المتأرجحَ بين الوصل وبين الهجر ولا تختارْ
إني أتعذَّب في الما بين، وليل البصرة ممتدٌّ كالبرِّ،
وزنجُ البصرة يقتتلون مع التجار، وقلبي فانوسٌ
في حضرة عشقِك مشتعل تَحْتَ الأمطارْ
يا محبوبي إمَّا أن تمنحَ عشقك للزنج الفقراءِ وإمَّا
للتجارْ
الليلةَ حينَ مررتُ تحاور بينهمُ عمالُ البحر، أشاروا
لي
بأصابع مُذْهبةٍ بالتبغْ:
هذا النوتيُّ البارحة البحارةُ قد قتلوه!!
هذا النوتي – صهْ لا تسمعْهُ – له محبوبٌ يقتله
تجار البصرة في هذي الليله
في هذي الليلة أغفو في جسدي،
لا خوفًا من دركيٍّ في الدرك السرِّيِّ يلاحقني ويعدّ
خطايَ،
ويكتبُ: مُرَّ على زنجيٍّ صافحه، اختبأتْ
بينَ
الكفّين حمامةُ طفلٍ زنجيٍّ، ثم افترقا!
لكنْ لأراك، فخضرة عشقكَ في جَسَدي
ورأيتكَ – طاوعتُ الكلمات وقلتُ رأيتك – فانوسًا
يتوهَّجُ في ليل البصرة
ورأيت طيور النورسِ وهي مُحمَّلَةٌ برسائل عشقٍ للعشاق
تعود لتذهبَ وهْي محمَّلة برسائلهم للمعشوقات،
تعود لتذهب، ثم تعود لتذهب، ثم بأجنحةٍ
لا تثقلها الأسباخُ تعود لتذهبَ
بين البحرِ وبين الميناءْ
ورأيت «الصاحبَ» ملتفّاً بالماء وبالعشبِ البريِّ
مساءْ
يخرج مصطحبًا عشاقَ وزنجَ البصرة والآتينْ
آه يا معشوقتيَ الشاخصةَ العينين بالشبَّاك، والشباك
باب الانتظارات لمعشوقٍ مُهاجِرْ
حينما أدخل محراب القصيده
فأنا نحوك من منفاي أجتاز المحطات، أسافرْ
أنتهي منها وتنتهيني القصيده
آهِ يا معشوقتي المنتظره
آهِ ما أقربَ شباككِ، ما أبعد شباككِ، لو جئْتُهُ أرتدّ قتيلا
سفرٌ ما بين عينيّ وعينيكِ و«خمبابا» وسيّاف المدينة
فاحلمي آبَ المغني من منافيه لشبّاك «وفيقه»
أوبتي فصلٌ تلاشى الفزع الساكن أحداق عصافيرِ الشبابيك العتيقه