هشام القيسي
أنشغل بحبك
تمشي معي
تمضي معي
دم لا يهرب
دم يلطم عيني
ولا ينام
فما يخفيه القلب
أجراس مستيقظة
في دورة السفر
وما يخفيه حلم طليق
يحاصر ألمي ،
فيه بعض من عطرها
دمي
يتخطى حدود الكلم
إليها ينتسب
وإليها يصير صدى
يمتد بين عشق يضئ
وعشق جرئ
لا يستسلم للجرح
حيثما تصهل الريح
وحيثما تحمل ثبت التواريخ
وتصيح ،
أبصرها
أبارك سرها وعلنها
فأنا أدرى
يقينا هي أعلى .
الشام شمس تمسح الأخطاء
والشام دم برئ يحصي أحزانه
وكل الخراب الذي أحتشد
لم يحمل معنى في مساره
ولم يقل سوى كفر
أمطره عدد وعدد ،
هذا الدهر اللقيط
هذا الرعب الموبوء
يكشف ذاكرة الظلام
ويكشف أرق الرغبة الملتهبة
إنه الليل
لم يرسم سوى لعبة
تتشكل في البرية
على مركبة عتيقة للأغراب
سواد في الوجوه
سواد في القلوب
ممرات موحلة موغلة
في الاصفرار
تتسلل من بين جراحات
ومن بين صمت
ونزف
يا لهذا البيت العربي الكبير
يا لهذا النواح في فراغ الجهات
لم يعد خيمة صوب الأمل
أو يفتح بابا يقصد اتجاهه ،
بؤسا يتناسل الأغراب
ليس تخطئهم مجون المسافات
بؤسا
بؤسا
بؤسا يجيئون .
يا شام
أنشغل بحبك
وإن طال السفر
ستنادمين طيور الحمام
والحب الساكن في جذور الأشجار
سيبهر الكلام
فالقلب يبقى خطاي
والقلب يفتح بابه لأساي
وما كان العشق للشام
سوى محبة أحملها
وأتحملها بنفس الملامح
وبكل الجوارح
ويا شام
منك ابتدأ الكلام
وبك سيكون الكلام .