
قرآءة في رواية (7 أرواح)
– مروه محمد العميدي-
قراءة في رواية ( ٧ أرواح ) للكاتبة والروائية وئام كريم يوسف المعروفة أدبياً بـ (وئام الموسوي) من مواليد العراق – بابل – ١٩٨٩م ، وهي الأنتاج الأدبي الثالث لها بعد ( أنت هنا ربما أنا هناك) الصادر عن أتحاد الأدباء لعام ٢٠١٣م و ( قريباً كظلي) الصادر عن دار الصواف لعام ٢٠١٥م ، صدرت الرواية باللغة العربية عن دار آشور في عام ٢٠١٩م وتقع في ١٧٣ صفحة من الحجم المتوسط و لوحة الغلاف (للدكتور محمود شبّر) والتي تعبّر عن الغموض أو ربما عن الحياة ما وراء الموت أو عن غرض الرواية في داخل هذه اللوحة التجريبية الرهيبة التي تفكك الرواية الى أدق تفصيل.
أمتازت التجربة الروائية السردية لوئام الموسوي بالنضوج التام بعد أن أستوحتها من وقائع أكل عليها التأريخ مضيفة إليها بصمتها الخيالية المؤنسة لتضع لنا في نهاية المطاف حقائق جديدة ربما تتم مداولتها من قبل الآخرين فيما بعد.
– الفكرة:
دارت فكرة الرواية بين عالمين الحياة والموت مستعينة وئام الموسوي بعنصر المكان الواحد – الحي الواحد – الذي أخذنا الى دهاليز بعيدة في البحث والتنقيب وتأطير صور جديدة للحب النبيل والتضحية السامية بعيداً عن ما هو متعارف عليه و بعيداً عن المصطلحات التقليدية والموروثة.
أما أجوائها فهناك فضاء ساحر وغريب يزيح الستار من أمام الكثير من الحقائق المنسوبة الى كوكبنا المتواضع بما فيه ، ونرى الكاتبة تضع بصماتها بطريقة إسطورية مهذبة وجديدة على غرار ما مضى عبر التأريخ مستعينة بعنصر التشبيه على وجه الخصوص مومياء الرجل الصارخ.
– الشخصيات:
تنوعت الشخصيات في رواية (٧ ارواح) من حيث التوجهات والحركة وحتى الكمون ورغم تعددها لم نلمس أي نوع من طغيان شخصية ما على شخصية أخرى حيث تمكنت الكاتبة من إدارة طريقة سردها وتحريكها للأحداث بشكل محكم بارزة لكل شخصية محورها الخاص الذي تدور حوله وتقفز ضمن نطاق الحدث الحكائي.
ونرى أن الكاتبة سعت جاهدة الى إبراز عنصر المكان والصوت والقدر حيث قدمت وصف شاهق للمكان وأن هذا ماهو إلا أثارة لتخيل القارئ وجذب إتباهه مستعينة بـ ( العتبة ، الشباك ، الضوء ، القارورة ، الكرسي الثابت …وماشابه) ، والصوت الذي جعلت منه نقطة لإنسيابية الأحداث وإمتداداتها و القدر الذي كان له الدور الأكبر في تغيير كيميائية الحدث.
– الحكاية :
تظهر الحكاية على إنها إرتداد حدثي لا بد منه حيث يروي النص (٧ أرواح) قصص قصيرة لكل منها تسمية:( العاشق ، المعشوقة ، الرماد ، الرجل الصارخ ، السارق ، السيد فضل ، حي في ضفة الموتى ، رنين ، السيد مايكل ، دوكوجا) و تشكل بمجموعها رواية كاملة قد تكون سبباً للإنتفاض ضد عالم مزيف مخدوش بالذنوب.
– الخدع السردية :
قدمت الكاتبة تفصيل دقيق عن كل شخصية مع إبراز ملامحها في روايتها فالعاشق يقول :
” كنت الاقوى والأكبر بينهم” والعاشقة تخبرنا أن ذنبها غير المقترف هو الجمال بقولها :
” أما بالنسبة لي فلم يكن جمالي سوى ذنب لم أقترفه” ووالسيد مايكل كان ذو هيئة غربية كما وصفه الرجل الصارخ بقوله : “كان طويلاً ونحيفاً ذا صدر كبير بارز لا أرى رأسه متناسقاً بشكل جيد مع جسده ، شعره أشقر يميل الى الأحمرار وأنفه رفيع وكانت عيناه واسعتين لكنهما تائهتان بنظرات شاردة”. والسارق الذي يقول واصفاً نفسه : “أنا لا أملك أربعة أيادٍ أو ثلاث أقدام ، فلديّ عينان وأنف واحد ” والذي وصف ذاته بطريقة لا قصدية وبسيطة وواضحة بشكلها الساذج العادي وكل هذه ترسم للقارئ مسارات تخيلية تساعده في كشف بناء الرواية.
– اللغة :
منذ أول نص ممكن للقارئ إدراك الجمالية التركيبية والأسلوبية وتنوع الصور التي تنسج بدورها تزاحماً فنياً من التوظيف اللغوي والإستعاري والبلاغي مما تشد القارئ الى الإشتباك مع الأحداث المطروحة وأحتفظت الكاتبة بإستمرارية اللغة الفصحى مُستبعدة اللهجة العامية المكانية.
– صوت الروائية :
هو نقطة إبداع وئام الموسوي في التنقل عبر التأريخ قبل وبعد دون أي إشارة منها تبرز فيها هويتها الأنثوية ومن خلاله كشفت لنا عن إمكانيتها الإبداعية في تعدد أستخدام الضمائر السردية في نصوصها فمرة نراها تتكلم بالأنا والإشارة الذاتية ومرة بضمائر الغائب (هو ، هم).
– التأريخ بعد جمالي للرواية :
وضفت الرواية الجانب التأريخي في نصوصها بعد أ حررته من قيوده الدلالية وقيدته بشخصيات الرواية دون الحاجة الى أي أستعارة أو أقتباس تأريخي خطابي.
– بعض المآخذ على الرواية :
*المبالغة الوصفية والجمل الطويلة والتي من شأنها قطع سلسلة تتبع الأحداث من قبل القارئ رغم جماليتها اللفظية.
*هناك فقرات بحاجة الى تهميش.
*أخطاء مطبعية واردة سهواً.
——————————————
– العنوان : ٧ أرواح
– المؤلف : وئام الموسوي
– النوع : رواية
-عدد الصفحات : ١٧٣
– التقييم :٩.٩