د. سعد الصالحي : مراثي غيلان (الجرعة الرابعة) (ملف/17)

شفيقة أخت العصملي

بيبيتي شفيقة، أخت جدي حارز العبو (العصملي)، كانت هي الأكبر سنا منه، وقد إعتدنا الإستعانة بها عندما كانت أمي تتعرض لإحتمال إسقاط جنين مبكر من بطنها المليئة بالشحم وطيور الدراج ولحم القوازي لسهرات أبي وفخفختها بذلك بين الخطار . تأتي بيبيتي شفيقة صحبة خالة أبي، بيبيتي أم خزعل العورة، في باصات الخشب من قرية جيزاني الإمام إلى دارنا في راغبة خاتون ببياض وجهها وزرقة عينيها لتبدو جميلة على الرغم من إنحناء ظهرها وقد جاوزت السبعين عاما، لا تنثر من الكلمات إلا ألأحن، ولا تستعجل إلا الحديث عما يثير ضحكنا من نوادر أقاربنا في سقي البساتين قبل غروب الشمس وقد عادت البنات بالهايشة التائهة بعد أن إكتشفن أنها مازالت مربوطة خلف باب البستان الخشبي العملاق ولم تتحرك من مكانها قيد أنملة منذ الصباح، لكنها راحت تثغو جوعا وعطشا من غباء الجميع بنسيانها فتية وفتيات .
صحوتُ عليهن فجر اليوم التالي، ونثاث مطر خفيف يغمر حديقة الدار الخلفية، أرقب بيبيتي شفيقة بيدها سكين وجفجير، وبيد بيبيتي أم خزعل لفة بيضاء تحملها بوقار ورهبة وهي تصيح على أمي :
– يمة نجاة، فوتي جوة، وكافي تبجين، كل النسوان تطرح، الله اللي ينطي والله اللي ياخذ ..
فترد عليها بيبيتي شفيقة :
– دادة أم خزعل، على كيفج وياهه، هذا ثالث ولد تطرحه .
– غير من ورة مشتهاتها للزقنبوت وهلكد ما تزوع من كثر الأكل .. منين إبتلينا بهالمصلاوية ؟!
صوت نحيب أمي يؤلمني وأنا أرقد تحت إبطها مفتقدا ولادة أخ وحيد لي يعينني على كسر عين أخواتي الوكيحات، تعود شفيقة وأم خزعل وقد دفن الجنين شرعيا بين أغصان الياس زعما أنها الشجرة التي أنبتها الله بطيبها وخضرتها الدائمة لتظلل قبور طيور جنته .

تخونوه

شاهدتُ نميراً وأنصتُّ لعزفه على الأكورديون صحبة محمود عازف الكمان ألأول بآنسجام روحي دفعني للصمت وأنا أرقبُ مسحة الحزن المتدفقة من عينيهما على أنغام مقدمة أغنية تخونوه لعبد الخليم حافظ . أحببتُ في نميرٍ صبره على خدمته العسكرية في وحدات القتال المحترقة خلال سنين الحرب العراقية الإيرانية حتى توسطت له بنقل إلى مدرسة الموسيقى العسكرية في باب المعظم في بغداد .
كانت لحظة فارقة يوم إستمعتُ لصوته عبر هاتف مستشفى الرشيد العسكري الداخلي ليخبرني أنه يرقد في ردهة المراتب المصابين بألأمراض العصبية . تركتُ خفارتي في ردهة الوجه والفكين وأسرعتُ مهرولاً إلى تلك الردهة المشؤومة، سلمتُ عليه بحرارة وقبلته وجلستُ على سريره متفاجئا بصحته الجيدة، طلبتُ من ممرض الردهة أن يجلب لي طبلته لأقرأ ما فيها، وكما أخبرني فقد كان يعاني من صداع بسيط ولكنه مستديم على الرغم من المسكنات التي بات يتناولها بشكل مستمر، قرأت التشخيص :
(ورم دماغي خبيث في الفص الخلفي من المخ) ..!
قال لي بصوت فيه الكثير من الأسى :
– دكتور، خابرت كل أصدقائي بمدرسة الموسيقى العسكرية بس ولا واحد منهم إجاني، آني والله مشتاق أشوفهم وخصوصاً محمود الكمنجاتي .
عدتُ صباح اليوم التالي إلى ردهته كي أطمئن على حالته من الطبيب المختص، وجدتُ السرير فارغاً، سألتُ ممرض الردهة :
– إبني وين نمير؟
– سيدي البارحة ورا نص الليل إنطاك عمره .
توفي نمير، وآمتنعتُ عن زيارة مدرسة الموسيقى العسكرية، ولم أعد أستمع لأغنية تخونوه إلا بعد أن أكون مخموراً جداً كي أسترجع تلك المسحة الحزينة التي رأيتها في عينيه قبل خمسة وعشرين عاماً .

بالسلامة ياوطن
(إلى قصي شبر .. بعد فوات ألأوان)
وحين كنتُ آمراً لإحدى الوحدات الطبية أثناء الحرب العراقية الإيرانية عام 1985، علمتُ أن عازف الكمان الأول في الإذاعة والتلفزيون يخدم كجندي مشاة في الخنادق الأمامية، مما دعاني إلى التوسط لنقله إلى وحدتي كي أحفظ حياته وفنه العظيم .
إعتاد منتسبوا وحدتي الإستمتاع بالتلصص على سهراتنا معاً بعد منتصف الليل ونحن نلحن الأغاني ونؤلف المقطوعات الموسيقية، وقد وجدوا فيه شخصاً يلازمني حتى في واجبات صحة الميدان مصطحباً معي قيثاري، أو إخلاء المصابين من ميادين المعارك على الرغم من أنني نسبته لعمل مكتبي في الوحدة .
سرعان ماتوطدت علاقتنا عائلياً وفوجئ الوسط الفني في العراق بهذه العلاقة بين ملحن شاب وموسيقي من أساطين أساتذة آلة الكمان لاسيما وأن أستاذ العود الفنان الدمث علي الإمام إلتمس مني يوماً :
– عيني دكتور، دير بالك عليه، تره هذا (باغانيني) العراق ..!
قضينا معاً سنتين في الجبهة المشتعلة، ثم عدتُ لإكمال دراستي العليا في تخصصي الطبي وعاد هو بعد نهاية الحرب محاولاً حياته كما عهدها في بغداد، لكنه وقع أسير الإدمان على الكحول بشكل مفرط فأملق وطلق زوجته وراح يصيح مخموراً :
– صرعتُ الموتَ لكنَّ البقاءَ ظل يصارعني في كل واد، فلمَ تركني الصديق الذي احتملني طيلة تلك السنين؟
كنتُ حينها بعيداً عنه أمارس مهنتي في مدينة نائية، ولم تكن المسافة هي التي أبعدتنا، بل عضات نيوب الحصار وسنين جدبها . حتى مضت بيننا عشرون عاماً، لأجدني أكتمل بعزلتي في تلك البقعة النائية أجتر ذكريات ألحاني ومؤلفاتي الموسيقية معه عبر أشرطة كاسيتات كانت تضم صـــدى سويعات الليالي التي قضيناها معاً في الوحدة الطبية .
وجدوا عام 2002 في صبيحة صيفٍ على الرصيف المقابل لمقهى (أبو ناطق) في الصالحية، جثةً شديدة الهزال غارقة ببحر من القيء والكحول .. ولم تكن تلك سوى جثة الفنان الكبير وأستاذ آلة الكمان ألأول في العراق، الموسيقار العظيــم الذي ألف اللحن الخالد :
(بالسلامة يا وطن … ما هزتك ريح) .

معلمات كنعان

كانت أجمل عزيمة لأمي هي عزيمة معلمات كنعان في المدرسة الإبتدائية للبنات، نغسل الممشى ثم نرش الحديقة ويكون الهول مرتباً بالفرش على القنفات وطبلات الفورميكا تتوسد عليها مواعين الكرزات ونحن محضرين مفاجأة قناني البيبسي كولا بعد الشاي والكعك .
كنَّ خمس معلماتٍ مبرقعاتٍ بالبوشي تتهافت منهن رائحة البخور بعباءاتهن السود المهفهفة وهن يضحكن بابتساماتٍ مازلتُ أفتقد شهيتها ويطلبن من أمي أن أغني لهن ماحفظته من أغاني عبد الحليم حافظ، فإنزويتُ في ظلمة غرفة نوم أمي وأبي واقفاً وحدي بغير خجل أغني أول مرة تحب يا قلبي بصدى صوت تسمعه المعلمات بصمت إعجاب لا أستطيع نسيانه، وكانت ست منى الشقراء بأثر أخت بغداد جميلةٍ على خدها الأيسر تبكي وهي تحتضني وتقول :
يمة .. إنته شكد حلو .

خبز ركاكــ

جدتنا (نَـقْــشِــين)، والدة نعمت علي الشكرجي، زوج خالتي سعاد المصلاوية،كانت بهية، ضخمة البنيان، ضحوكة بصوت ناعم لا ينسجم مع حجم زيها الكردي المتعدد الطبقات والألوان .
نلتم حولها وهي تخبز الركَـــاكَــ على الصاج ثم تقلبه بخفة حاوٍ بتلك العصا القصيرة على الوجه الثاني وتمده كأنها تمد توقنا لشهيته . في تلك ألأثناء تكون خالتي سعاد قد ملأت الدار زعيقاً بالسباب والشتائم وبلهجة كردية قحة متناولة جدتنا نقشين بأقذع الألفاظ لتثبت أنها سيدة الدار، لكن نقشين كانت تتغاضى وتسمع ما يعجبها فقط، تنظر إلينا مبتسمةً ثم تناولنا رغيف رقاق مع قطعة معلاق مشوية على صفحة الصاج الساخنة .
بقي حبنا يزداد لجدتنا نقشين حتى توفيت وهي تتوسد حضن خالتي سعاد المصلاوية التي كانت عيونها تدر حينئذٍ دمعاً ومحبة لؤلؤيةً من مآقيها لعمتها نقشين .
ما زالت أذكر أمي وهي تصف أختها سعاد :
– طابور عسكر ما يكسر عينها .

سينما الخيام

والله العظيم كانت أمي حريصة أشد الحرص على أن أتمتع ببغداد حين سفرنا إليها لزيارة بيت جدي المصلاوي
حسين بانزين في الشالجية. ها هي تناول خالي قحطان الطالب في الخامس الثانوي والعارف بكل زواغير بغداد نصف دينار كي يأخذني للسينما ، وكانت (الخيام) هي المفضلة لديه لجودة أفلامها ورفاهية ديكورها وصفاء الأغاني الرائعة التي تصاحب إنتظارنا قبل مقدمات الأفلام السريعة . كنتُ أجد في ذلك الطقس السينمائي عالماً أسطورياً ظل يصاحب ذاكرتي حتى في الأحلام والكوابيس .
يأخذ بيدي خالي قحطان بعد الخروج من السينما إلى مطعم فلافل (أبو سمير) المجاور لبوابة السينما حيث نرتكن مقعدين على سلم المطعم المزدحم بالزبائن . لقد كانت الصمونة مع طبق الفلافل بحباته الأربع مصاحبا بالزلاطة وبطل البيبسي غاية السعادة بالنكهة والحميمية معه وهو يعيد علي سرد قصة فلم (أم الهند) ودور البطل (برجو) الذي سيتحول إلى إيقونة درامية في علاقاتي مع أصدقائي من عشاق السينما .
أحببتُ خالي قحطان حد النخاع ، وأحببتُ فيه تحمله ثقلي وهو يشيلني على كتفه من محطة الباص إلى الدار في الشالجية حيث تستقبلنا أمي وقد سعدت بنومي على كتف أخيها الصغير .. قحطان .. والذي ما علم أنه يحمل على كتفه من سيعشق زوجته فيما بعد .

سندباد الشيخ عمر

هو سائق سيارة أجرة شوفرليت 54 على الخط من (باب الشرجي) إلى (باب المعظم)، ذلك في العام 1961 وحتى أعوامَ لم أعلم متى انتهت، كان ذلك هو جدي (رضا دريب) زوج خالة أبي بيبيتي (سعدية بنت كاظم الدبش) والدة رازقية الحنونة، وسجودة التي تزوجت عمي صاحب أبو عيون الباصورك، وفتحية التي خلفت أسمن بنات وصبيان في عائلته العجيبة، جاء بهم جميعاً من (هبهب) وأسكنهم معه أبناء وبنات وأزواج وزوجات وأحفاد في طابق عمارة واحد في (الشيخ عمر) يتقاسمون فيه معاً الهول والمطبخ والحمام … سميناهُ كذلك (جدو رضا الأعضب) لعوق ولادي في يده اليسرى، لكنه رغم ذلك كان من أمهر سائقي السيارات والفيترية في شارع الشيخ عمر .
الجميل في أمر جدي (رضا دريب) أنه كان قد (إستكعد) المطربة وحيدة خليل في خمسينيات القرن الماضي لعامين وصرف عليها نصف إيراد سيارته التكسي وتباهى بذلك بين كل أعمامي وأخوالي وحتى زوجته (بيبيتي) سعدية التي تباهت بهذا وكأنه امتياز لها أيضاً، لأنه بسبب ذلك كان كريماً (لكطع النفس)، يولم على العرق المستكي الباجة لكل أقاربه على سطح العمارة المطلة على ساحة السباع في الشيخ عمر متنبئاً عبر حديث شيق أن المطربة وحيدة خليل سوف يكون لها شان اجل مما نتصوره، تأكدت صحة روايته في ولديه (رزوقي) الحداد الذي أصبح عازفاً ماهراً للكمان، و (هوبي) أبو السينمات الذي ما زال لحد هذا اليوم من أمهر حلاقي علاوي الحلة وقد استوطن داراً في محلة الذهب .. قرب خرائب سينما زبيدة .. إذ يعود من دكانه مساءً ويفترش بعد العشاء الرصيف المقابل للسينما التي تحولت إلى مستودع للسكراب نائحاً بسخرية سوداء:
-(بغداد مبنية بتمر … شَــــلِّــعْ وكُـــلْ خستاوي) .
مات ولم يمت جدي (رضا دريب) أو (رضا الأعضب)، ماتت ولم تمت بيبيتي (سعدية) خالة أبوية، مات ولم يمت (رزوقي) .. ولم يمت أولئك القوم … لكنما أين … (بغداد)؟

نحيب في البياع
رزمنا أمتعة السفر المعتادة بكل خميس من كنعان إلى بغداد مع (الصوغة) التي كانت (علاكة) بيض عرب وديك هراتي أحمر وكيس خام أبيض مليء باللبن الخاثر . حشرنا كل ذلك في صندوق سيارتنا (الأوبل) السوداء وتصدرنا أنا وأختي هناء مع أمي (الكشن الكدامي) لصق أبي .
كان غريباً أن لا نذهب كما اعتدنا إلى بيت جدي المصلاوي (حسين بانزين) في (عكد المعدان) بمحلة (الفضل) ، بل إلى (البياع) وهو حي جديد على أطراف جنوب بغداد إذ أن تلك السفرة كانت لترتيبٍ ما أعده أعمامي وأبناء عمهم بين جدي العصملي مع أخيه الأكبر (توفيق العبو) في بيت عمتي وهي زوجة ابنه (موسى) أول حلاق في هذا الحي .
الصورة بلقائهم بعد فراق دام منذ الحرب العظمى وحتى العام 1965 أسترجعها وقد تهاوى العصملي بالنحيب على رأس أخيه توفيق العبو طالباً منه السماح على الهروب الذي ارتكبه حين التحق توفيق بـ (الســـفر بر) لقتال الإنكليز في الفاو وعاد بإصبع مبتورة يوم كان جدي على الرغم من عصمليته مختبئاً في بيت زوجته الأولى في قرية (جيزاني الإمام) في بعقوبة.
بكيتُ لبكاء الأجداد الطاعنين في الغياب عن بعضهم ، ولبكاء أعمامي وأبناء عمهم فرحاً بمرآهم كل يحتضن الآخر كأطفال شابت رؤوسهم وما شابت بهم السنين ، فقد راح العصملي يفت لحم التشريب وينثره أمام أخيه في جفنة جمعتهما معاً عندما كان النحيب وشهيق زفرة الدموع يعلوان على صوت ضحكهما فرحاً باللقاء بعد أربعين عاماً .. عدنا مع جدي العصملي إلى كنعان صبيحة الجمعة وعدنا بهِ مساءها ثانيةً إلى بغداد كي نسافر صحبة المتبقين من ضيوف البياع إلى النجف لدفن جدنا توفيق العبو .

كنعان 63
كنتُ في الصف الثاني الإبتدائي ساعة لحقتُ أبي باكر صبيحة شتائية باردة وهو يخطو مسرعاً ليلتقي أمام باب دارنا استاد غانم المصلاوي مدير مدرستي الإبتدائية في كنعان حاملاً راديو ترانسستور لا صوت فيه وهو يكرر بوجلٍ :
– أبو سعد ، البث انكطع من الصبح ، يمكن صار انقلاب .
– مو معقولة استاد غانم ؟!
مساءاً عاد البث كذلك إلى التلفزيون وقد تراصت كل العائلة أمامه ، أنا لصق أمي ، وأختيَّ غفيتا مبكراً تحت لحاف ثخين قرب جدتي حذو المنقلة ، كان العصملي يدخن بشراهة غير مألوفة وهو جالس على سريره يرقبُ الشاشة بأبيضها وأسودها .
صاحت أمي فجأة :
– أبو سعد ، لا تخلي الولد يباوع .
عندها رمى أبي البطانية على رأسي وراحت أمي تحتضنني وتئن بصوت خفيض . غير أنني سمعتُ الصوت المعلِّــق وهو يصف مقتل الزعيم . أخرجت رأسي بشدة من تحت البطانية ورأيت الجندي ضاحكاً وممسكاً برأسه وهو يسحبه إلى الخلف . كان خيط الدم المنسال من زاوية فمه واضحاً كأنه كل طريق إلى الموت .. صرختُ :
– لاتكولون مات عبد الكريم .. لا تكولون مات عبد الكريم … لا تكولون …..
صرخت أمي بلوعةٍ على صراخي ثم تهدج صوت نحيب جدي العصملي الشيخ بتؤدة القادرين كرهاً على الإحتمال .. صمت أبي مذ حينها .

… يتبع

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

د. قصي الشيخ عسكر: نصوص (ملف/20)

بهارات (مهداة إلى صديقي الفنان ز.ش.) اغتنمناها فرصة ثمينة لا تعوّض حين غادر زميلنا الهندي …

لا كنز لهذا الولد سوى ضرورة الهوية
(سيدي قنصل بابل) رواية نبيل نوري
مقداد مسعود (ملف/6 الحلقة الأخيرة)

يتنوع عنف الدولة وأشده شراسة ً هو الدستور في بعض فقراته ِ،وحين تواصل الدولة تحصنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *