غزالةُ الرجاءِ …… تحرسُ المؤمنين
___________________________
تلوحُ صورُ الأمسِ ترتسمُ في صفحاتِ البالِ بألوانٍ قويةٍ ، و تعزفُ سمفونيتها الحزينةَ على أوتارِ روحي ، في أعلى اللوحةِ نوارسُ بيضاءُ ، طفلةٌ تبتسمُ للقمرُ و ثلاثُ أغنياتٍ
يتأرجُ النهارُ بعطرِ الحبِّ ، السماءُ تلبسُ ثوبها الأزرقَ الموشى بساتانٍ فضيٍّ كأنَّها مزهوةٌ بعقدِ ماسٍ يقلُّهُ أبناؤها على نهرِ الشمالِ لشقيقتهم الحبيبةِ على نهرِ العاصي ، غيومُ الشَّوقُ في حدائقِ جوليا تسبقُ خطاها المتعثرةَ ،فتحملها إلى ديارِ الأهل نحلةً رشيقةً ، لكنَّ الليلَ الأحمقَ يرميها وحيدةً في ركنٍ قصيٍّ كنبتةٍ بريَّةِ تصارعُ جنونَ الريحِ
القدرُ شيخٌ أعمى يصدرُ أحكامه ويقود جوليا إلى بئرٍ مخيفةٍ بعيداً عن الأهل والأحبةِ ، الليلُ يغيرُ طقوسَ سمرهِ الليلكيةَ، يسدلُ ستائره السوداءَ على نوافذِ غرفتها ، يتسربلُ بالقسوةِ ويتقاسمُ مع ذئابِ الخوفِ قميصَ طمأنينتها ،و مفاتيح الأمانِ من قلبها، يتصارعان على نهش مقدراتها
ياإلهي ماذا أرى ! انضمَّ سربُ الكلابِ الوفيُّ إلى جوقتهُ بلا قصدٍ ، كان يريد إخباري عن لصوصٍ سطوا على سطحُ بيتي لأجندَ ملائكتي ، و أرتدي درعَ الشجاعةِ استعداداً للمواجهةُ
يدخلني ذاك الشيخُ إلى قاعة امتحانٍ معتمةٍ مراقبوها من رهابِ القلقِ وغاباتِ الصقيعِ ليسبرَ إيماني ويقيسَ صبري ورجائي
امتحانٌ قاسٍ بين جنودِ إيماني و عصاباتِ الخوفِ
أيها الليلُ لاتطننَّ أني وحيدةٌ ، فصلاة أمِّي أيقونةٌ تحرسني ، و نقاءُ أخوتي شريانُ حبِّ ينجيني، و حربكُ الغاشمةُ على بياراتِ رجائي خاسرةٌ ، فهيا انجلِ .
هاهي غزالةُ الصباحُ تتهادى، تعقدُ على جيدها شالا أصفرَ ، بيديها مصابيحُ الفرحِ تضحكُ ،لقد تفوَّقتُ أيها القدرُ بتقديرٍ عالٍ ، فهلا تكافئني بجائزة سنيةٍ ، بغدٍ أجملَ
————-
مرام عطية
مرام عطية : غزالةُ الرجاءِ …… تحرسُ المؤمنين
تعليقات الفيسبوك