عدنان الصائغ : كولاج شعري (2): إلى…

كولاج شعري (2):

إلى…

إلى مَ تظلُّ تتعقبني كظلي
من رصيفٍ، إلى قصيدةٍ..
ومن وطنٍ…، إلى منفى

الشوراعُ تغتسلُ بصباحاتها
والأشجارُ بخضرتها
وأنتَ مختبيءٌ بعينيكَ الفأراوين
تتلصصُ لحفيفِ أوراقِ روحي
– خلفَ النافذةِ –
خشيةَ أنْ أراكَ
لكنني أعرفكَ جيداً
بأصابعكَ الملتاثةِ بالتبغِ الرخيصِ
والحبرِ الرخيصِ
بأيامِكَ التي تشبهُ المجنـزراتِ العاطلةَ في الحروبِ
بحروفِكَ التي تحومُ كالذبابِ على موائدِ الآخرين

حزينٌ عليكَ
حزينٌ عليكَ جداً
فما أضعتَ من عمرٍ ولهاثٍ
كان يكفي لأنْ تصنعَ الكثيرَ
كمْ كتابٍ كانَ يمكنكَ أنْ تقرأَ
بدلاً من هذهِ التقارير التي تدبّجها، ليلنهار
كمْ صباحات وشوارع كان يمكنكَ أنْ ترى
بدلاً من هذهِ المكائد التي تحُوكُها في العتمةِ، كعنكبوتٍ هرمٍ

غداً سيلعبُ أطفالنا في حدائقِ المنفى
لقد كبروا..
وصارَ الوطنُ بعيداً
ها أنا أنظرُ باشفاقٍ إلى صغاركَ الذين لا تستطيعُ النظرَ في عيونهم
خشيةَ أن يروا في عينيكَ الصفراوين صورةَ المخبر..

18/6/1996 بيروت – 5/12/2000 مالمو

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| عدنان عبد النبي البلداوي : “ذكراك نور” مهداة الى روح الشريف الرضي في ذكراه الخالدة .

ذِكراكَ  نورٌ، تسامَتْ فيه دُنـيانا                             يا رائـداً  قــد مَلَكْـتَ القـلبَ أزمانا فكنتَ أصْدَقَ مَــن يَهوَى بناظِـره                           حتى …

حــصــــرياً بـمـوقـعــنــــا
| عبدالقادر رالة : الزعفرانة.

    لمحتها في المحطة تنتظر القطار …    الفتاة الوحيدة  التي تقرأ كاتباَ ؛ كتاب في  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *