شَيءٌ مِن قِصَصِ الحُبِ والصَبرِ العراقيّ الجَميل
فاضل البياتي
السويد
في المَهَبِّ، كُل المَخاطِرِ التي جازَفتَ فيها
عانَدتَها.. فَطاوَعَتك
واجَهتَ مَوتكَ في مَفَازَاتٍ جَلَل وشَدِيدة
صافَحتهُ، فاهداكَ روحَاً جَديدَة
إِذْ وادَعَك..
في المَهَبِّ كُل المَواجِعِ
التي ذَرَفَتها لَيالي التَضَوّرِ
في زَمانِ اللَّهِيبِ وَسِنيّنِ اللَّهَب.
*
دَسائِسٌ وفِتَن
غَزوٌ وحِصارٌ وَحُروب
مِن شَرقٍ وَغَربٍ
وَشمالٍ وَجَنوب..
نارٌ وإحتِراق
هيَ المِحَن
تُؤلِمُ الشَعب العراقيّ الأصيل والنَبيل والجَميل في العراق
تُؤلِمُ الوَطَن.
*
لِتَحسِبَ إِنَّ سَديمَ الأماني تَلاشى
وَأنَ حَوافَ الضَياع تَحتَ خُطاك
وإنَّ صَبركَ نَفَد..
لِتَحسِبَ أنَّكَ لاتَملِكُ اليوم
غَيرَ قَميصٍ مُمَزّق
وبَدر رَغيفٍ عَتيق
وَجَوادٌ قَليلُ الجَلَد.
لِتَحسِبَ إِنَّ الرِفاقَ الَّذينَ كُنتَ تَظِنُ رِفاقَاً
صاروا فِخاخاً..
لِتَحسِبَ إِنَّ أحلامكَ التي رَقَصَت في الطفولَة
ونَضَجَت في الرِجُولَة
ضاعَت هَبَاء..
لِتَحسِبَ أن إمرأةً عَشِقَتكَ
أُسّمِعَت بَعضِ هُراء
لِتَحسِبَ إِنَّ بَينَ يَقينِ مَماتِكَ لَحظَة لاتَنتَظِر
فَماذا تَبَقى لَديك؟
*
طَلَعتَ إلى النار
بآنيةِ زَهْرٍ كَعاشقٍ بَريء
فإكتَشَفتَ الخِداع وَإكتتَشَفتَ الْكَذِبَ
تَمَرَدتَ ضِدّ اللَّهَب والإحتِراق
مِثل نمرٍ ذَكيّ قَويّ يُراوغُ خُبث الشِباك
إنتَفَضتَ.. دَاهَمَتَ، إِقْتِحَمتَ
حَتى انتَصَرت..
وَالضَحايا دُروبك.. فَليَذهَبوا لًلمَهَبّ
وَالضَحايا دُمُوعك.. فَليَذهَبوا لًلمَهَبّ
وَما حَصَدَت مِنكَ الشِباك سِوى البَسالَةِ والشَهامة لأجلِ العراق
قَبل الطَلَب..
وَيَوم الطَلَب وعِندَالطَلَب
فَفُزتَ برُضوانِ رَبٍّ
وأمٍّ وأب
وأحلى الكَلِم..
إنها أكرَمُ أوسِمَة وأَطيَب نِعَم
مِمن تُحِب
فَأنتَ الجَسُورُ وأنتَ الصَبورُ
وَأنتَ العَجيبُ وَأنتَ العَجَب.
*
سَديمُ الأماني تَدانى إليكَ، إقتَرَب
والهُدى والأمانُ تَحتَ خُطاكَ في كُلِ دَرب
وعَزمكَ قَويٌّ وصَبركَ عَظِيمٌ وصَلِب
وجَوادكَ جَذْلانٌ جَلُودُ يَجري خَبَب
والرِفاقُ أَوْفُوا العَهْدِ
والكُلُ أمينٌ وَمُحِب
وأحلامكَ صارَت شَواهِد في سُمُوّ
أَنْفَسُ مِن عَقِيقٍ وَذَهب
والمَرْأَةُ التي عَشِقَتك
سَخَرَت ولَمْ تُصغي لِهُراءٍ وإِفْتِراءٍ وكَذِب.
وفي المَهَبِّ
كُل المَخاطِرِ التي جازَفتَ فيها
عانَدتَها.. فَطاوَعتك.
الشاعروالفنان والكاتب
فاضل صَبّار البياتي
ستوكهولم 25 آب 2019
تمتعت حقاً بقراءة هذه القصيدة. ويالها من قصيدة وجدانية مؤثرة وأكثر من رائعة.. ياأستاذ فاضل البياتي أنا أعرفكم عن قرب وأعرف كم أنتَ رجل مبدع وفنان متمكن وإنسان عراقي خلوق وشجاع ومثابر وأبيّ. ومثلما قدمت أعمالاً جميلة في الإذاعة والثلفزيون والمسرح، ها أنت اليوم من خلال قصائدك تؤكد للجميع أنك شاعر متمكن يبدع ويتوهج ويعيش في أعماق روحك وبقوة حب العراق.