في الذكرى (99) لثورة العشرين الخالدة .. الثورة العراقية الكبرى (ملف/9)

البطل العراقي العظيم الشيخ شعلان أبو الجون

الثورة في شهربان
تم إعلان في بلدة شهربان (المقدادية) في يوم 14 أغسطس حيث قامت عشيرة بني تميم بالهجوم على البلدة وتعاون أهل البلدة مع العشيرة على نحو ماحصل في بلدة الخالص ولكن السراي الحكومي والذي كان يقيم فيه الإنجليز ومن معهم من جنود الشبانة لم يستسلم للمتمردين وبعد ساعات من المواجهة ما بين الطرفين تمكن الثورا من السيطرة على السراي الحكومي (القشلة) وذلك عند حلول وقت المساء وقد قتل في المعركة هذه خمسة بريطانيين والذين كانوا موظفين في السراي [98]. وبعد السيطرة على البلدة قام الثوار بقطع خط سكة الحديد المار بالبلدة وقد وقع في شهربان بعد تمكن الثوار من السيطرة على البلدة نوع من الاختلاف ما بين وجهاء البلدة وما بين عشيرة بني تميم وحصل من جراء ذلك معارك ما بين الطرفين [99]. في يوم 7 سبتمبر وصلت القوات الإنجليزية بقيادة الجنرال كونغهام بالقرب من البلدة وبعد معركة غير متكافئة ما بين العشائر والقوات الإنجليزية تمكنت الأخيرة من دخول البلدة وكان ذلك في يوم 9 أيلول [100].

الثورة في خانقين وقزلرباط

قامت عشيرة الدلو بقيادة رئيسها خسرو بك بالزحف على مدينة خانقين في يوم 14 أغسطس وتمكنت من احتلال المدينة بدون أي مقاومة تذكر وقد نهب الثوار ومن معهم دار السراي وجميع الدوائر الحكومية الموجودة في المدينة وقاموا بإنزال العلم البريطاني ورفعوا مكانه العلم العثماني وقام الثوار بتعيين خورشيد بك حاكما على المدينة [101]. كما ثارت عشائر قزلرباط على الإنجليز واحتلت البلدة وقاموا بنهب السراي الحكومي الموجود في البلدة. في صباح يوم 16 أغسطس قام ثوار خانقين بقيادة كريم خورشيد بك بالهجوم على معسكر باوة محمود والذي كان يتحصن فيه الإنجليز بعد وصول تعزيزات [102].إليه فدارت ما بين الفريقين معركة حيث انتهت باندحار الثوار تاركين وراءهم 15 قتيل [103]. في 19 أغسطس وصلت لمقربة من حانقين قوة إنجليزية بقيادة الكولونيل كاسكل بدون أي مقاومة تذكر وقام هذا الأخير مع قواته بإنزال العقوبة بالقرى التي التحقت بالثورة على الإنجليز وفي اليوم التالي إستطاع من احتلال خانقين وفي مساء يوم 24 أغسطس تم رفع الحصار عن حامية قرغان والتي كان يتحصن في الجنود الإنجليز والذي سبق لجأ إليها حاكم قرلزباط أحمد دارا وفي يوم 27 أغسطس استطاعت القوات الإنجليزية من السيطرة على قزلرباط [104].

الثورة في كفري

ثورة_العشرين_في_كفري

في يوم 22 أغسطس قام إبراهيم خان وهو أحد رؤساء عشيرة الدلو ومن معه بالصعود إلى أعلى جبل بابا شاه سوار المطل على مدينة كفري وأخذوا بإطلاق النيران على السراي الحكومي الموجود في البلدة [104]. قرر معاون الحاكم السياسي للبلدة الكابتن سالمون أن يخرج بنفسه إلى الجبل للتفاوض مع إبراهيم خان وما أن وصل الكابتن سالمون إلى الجبل حتى فوجئ باعتقال الثوار له وبعدها هاجم الثوار البلدة وقاموا باحتلال السراي الحكومي وقاموا بإنزال العلم البريطاني من فوقه وما ان وصل خبر احتلال البلدة من قبل الثوار إلى الحاكم السياسي لمدينة كركوك الميجر لونكريك حتى زحف هذا الأخير بإتجاه البلدة وبعد معركة دامية ما بين الطرفين انتصرت القوات الإنجليزية وتم أحتلال البلدة [105].

ثورة زوبع

المقدم ليجمن في زي بدوي

بعد أنتصار الثوار على القوات الإنجليزية في معركة الرارنجية في يوم 24 يوليو قاموا بإرسال وفدا منهم ويدعى جدوع أبو زيد إلى العشائر الموجودة في بلدتي المحمودية والفلوجة يحملون فتاوي كبار علماء المذهب الشيعي وكان الشيخ ضاري أحد الذين إلتقاهم جدوع أبو زيد [106]. وعند إعلان الشيخ ضاري الثورة على الإنجليز صار يرسل نفرا من اتباعه لنهب المسافرين ما بين مدينة بغداد وخان النقطة [107]. وفي ظهيرة يوم 12 آب قابل الضابط الريطاني المدعو ليجمن في مخفر أبو منيصير الذي كان يقع بالقرب من خان النقطة وبينما كان الشيخ ضاري يتكلم مع ليجمن جاء إلى المخفر سائق سيارة يشكو من حادث سرقة تعرض له بالقرب من سدة الترك [108].حيث ظهرت إمارات الغضب في وجه ليجمن وقام بتوجيه الإهانات للشيخ ضاري فأوعز عندها هذا الخير إلى إبنه سليمان بأن يطلق على ليجمن النار وقام سليمان بما أمره والده الشيخ ضاري وبعد مقتل ليجمن تم قتل كل من خادم سيارته وخادمه وتم بعدها تم نهب كل ماوقعت به أيديهم في المخفر [109]. وفي اليوم التالي توحه الشيخ ضاري على رأس جمع من عشيرته وعشيرة المصالحة المتحالفة معه نحو محطة التاجي الواقعة إلى الشمال من مدينة الكاظمية بغية اقتلاع سكة الحديد ولكنهم لم ينجحوا إذ فاجأهم قطار قام من الشمال وأخذ يوجه عليهم نيران الرشاشات ففروا منه [110]. وفي يوم 15 آب قامت العشائر الثائرة على الإنجليز بمهاجمة أربعة بواخر كانت تسير على نهر الفرات وقد تمكنت العشائر من نهب هذه البواخر الأربعة وأحراقها جميعا [111]. في يوم 3 سبتمبر تحرك من بغداد رتل عسكري إنجليزي بقيادة الجنرال ساندرز بغية فتح الطريق الواصل ما بين بغداد والفلوجة وقد لقي هذا الرتل مقاومة شديدة من العشائر إثناء الطريق وفي يوم 20 سبتمبر تمكن الرتل من الوصول إلى خان النقطة وفي اليوم التالي تم هدم قلعة الشيخ ضاري وسويت بالأرض وتم قطع الماء عن أراضيه ثم واصل الرتل زحفه حتى وصل إلى بلدة الفلوجة في يوم 24 سبتمبر[112]. أدرك الشيخ ضاري خطورة الموقف وما آل عليه لذا أرسل ولده خميس مع قسم كبير من عشيرته إلى نصيبين داخل تركيا [113]. أما هو فقد أخذ بالتنقل من مكان إلى آخر إلى أن القي القبض عليه في سنة 1927 م.

الثورة في لواء المنتفق
كان لواء المنتفق الذي يسمى حاليا بمحافظة ذي قار يضم العديد من العشائر القوية. وأول بلدة أندلعت فيها شرارة الثورة في هذا اللواء هي بلدة قلعة سكر حيث أدى التوتر المتزايد في البلدة إلى هروب معاون الحاكم السياسي للبدة الكابتن كراوفورد بواسطة طائرة إلى مدينة الناصرية مركز هذا اللواء في يوم 12 آب إلى إعلان العشائر الثورة بشكل علني حيث قامت تلك العشائر بنهب السراي الحكومي الموجود في البلدة[114]. وعلى إثر ذلك اجتمع عدد من وجهاء ورؤساء البلدة في موضع يسمى المصيفي وكتبوا ميثاقا تضمن هذا الميثاق خمسة بنود [115]. وقد ذهب الموقعون على هذا الميثاق بعد توقيعه إلى بلدة الشطرة لغرض إعلان الثورة فيها وطرد الإنجليز منها ولكن أسباب معينة حالت دون إعلان الشطرة ثورتها وذلك بعد وصول الموقعين على ميثاق المصيفي إليها [116]. وقد وصل التوتر إلى أشده في بلدة الشطرة في يوم 25 آب حين وصل إليها العالم الديني الشيخ محمود خليلي مرسلا من الشيخ فتح الله الأصفهاني [117]. حينها أدرك معان الحاكم السياسي للبلدة الكابتن برترام توماس من إن الوضع قد خرج من السيطرة وفي يوم 28 آب هرب الكابتن توماس من البلدة بواسطة طائرتين أرسلتهما القوات الإنجليزية لغرض أخذه من البلدة حيث قام الأخير بتسليم السلطة في البلدة للشيخ خيون العبيد وهو أحد الشيوخ الذين ظلوا موالين للإنجليز [118]. وعند خروج الكابتن توماس من البلدة تعرض السراي الحكومي في البلدة للنهب من قبل أفراد العشائر الثائرة[119].

الثورة في سوق الشيوخ
في يوم 27 أغسطس زار بلدة سوق الشيوخ حاكم الناصرية السياسي الميجر ديجبرن والذي كان سابقا معاون الحاكم السياسي لها في عام 1918 [120]. حيث اجتمع هو برؤساء البلدة ووجاؤها محاولا إقناعهم بعد الانضمام إلى الثورة الحاصلة وقد كتب الميجر ديجبرن فور عودته إلى مدينة الناصرية تقريرا الحاكم البريطاني في مدينة بغداد آرنولد ويلسون [121]. وقد تمكن معاون الحاكم السياسي للبلدة الكابتن بلاتس ومن معه من البريطانيين من الهرب من البلدة في يوم 1 أيلول بواسطة باخرة بريطانية كانت راسية هناك وسارت بهم الباخرة نحو مدينة الناصرية فوصلوها بسلام [122]. ولم يحصل لسوق الشيوخ مثل ماتعرضت باقي بلدات لواء المنتفق من سلب ونهب للسراي الحكومي وتخريبها فقد تمكن الشيخ محمد حسن الحيدر من المحافظة على هذه الممتلكات جميعها [123].وفي يوم 4 سبتمبر خرجت من الناصرية باخرتان حربيتان ولما وصلت الباخرتان بالمقربة من الهور الواقع جنوب بلدة سقوط الشيوخ تعرضت كلتاهما لإطلاق نار كثيف من قبل الثوار ونشبت معركة ما بين الطرفين دامت قرابة النصف ساعة [123].

أحداث مدينة الناصرية
كانت في مدينة الناصرية حامية صغيرة ولقد كان بمقدور العشائر مهاجمة المدينة والاستيلاء على المدينة بسهولة وذلك لضعف حاميتها ولكن الوضع بشكل عام بدأ يتحسن في لواء المنتفق إذ قام روساء شيوخ المنتفق بالمجيء إلى الحاكم السياسي الموجود في مدينة الناصرية وذلك في شهر تشرين الثاني يعلنون فيها الولاء للإنجليز وذلك بعد فشل الثورات التي حدثت في منطقة السماوة والفرات الوسط [124].

أحداث متفرقة
أحداث مدينة سامراء
في يوم 28 أغسطس تعرضت مدينة سامراء لهجوم من قبل العشائر التي أعلنت التمرد والعصيان على الإنجليز وقد صمم رؤساء ووجهاء المدينة حماية معاون الحاكم السياسي للمدينة الميجر بري ومن معه 13 جندي بريطاني ومعهم ضابط برتبة ملازم أول وعدد من السواق الهنود والذين وصلوا إليها مؤخرا قادمين من مدينة كركوك [125]. بعدما طلبوا هؤلاء الحماية من العشائر الثائرة. ولم تتمكن العشائر الثائرة من اقتحام المدينة لمتانة سورها [126]. وقد قامت حينها العشائر الثائرة بضرب حصار على المدينة وقد جرت مفاوضات ما بين العشائر الثائرة وما بين رؤساء ووجهاء مدينة سامراء وفي يوم 30 آب إستطاع الإنجليز من فك الحصار على المدينة حينما وصلت إلى محطة سامراء من الشرقاط مفرزة بريطانية تعدادها 120 جنديا بقيادة الكولونيل ماكوسلاند ومن ثم قامت طائرتان إنجليزيتان وقامت بإلقاء القنابل على العشائر الثائرة حول المدينة وعندها تم فك الحصار [127].

أحداث عانة
في يوم 13 أغسطس اقتحمت بلدة عانة قوات من الثوار حيث كانت القوات التي كانت بإمرة منصور الطرابلسي الذين اقتحموا البلدة من جهة الشامية فجرى اشتباك مسلح بينهم وبين رجال عفتان الشرجي في محلة دلي علي ولكن رجال منصور رموا رجال الشرجي بالقنابل مما أدى إلى فرارهم [128]. وقد استمرت المعارك في بلدة عانة وقتا غير قصير وكان النصر فيها حليف للثوار المهاجمين وبعدها قام الثوار بمهاجة قلعة راوة المطلة على شاطئ نهر الفرات تجاه عانة وقد تمكنوا من الاستيلاء وأسر عدد من الجنود الذين كانوا من عشيرة الدليم والذين سرعان ماتم الإفراج عنهم [129]. وبعد أن تمت السيطرة على بلدة عانة بالكامل قام الثوار بتعين نجرس الكعود بمنصب القائمقام على البلدة وبعدها أرسل الثوار قوة لمطاردة فلول الإنجليز حيث زحف الثوار بقيادة منصور الطرابلسي بمحاذاة نهر الفرات وقاموا بالاستيلاء على مدينة حديثة وآلوس من غير مقاومة وقد أستمر الثوار بالزحف نحو القرى والبلدت بدون أن تواجههم أي مقاومة حتى أن وصل إلى السهيلية بالقرب من بلدة هيت [130]. حيث كان الإنجليز متحصنين فيها فتوقفت القوة عند ذلك عن الزحف [131].

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. زهير ياسين شليبه : الروائية المغربية زكية خيرهم تناقش في “نهاية سري الخطير” موضوعاتِ العذرية والشرف وختان الإناث.

رواية الكاتبة المغربية زكية خيرهم “نهاية سري الخطير”، مهمة جدا لكونها مكرسة لقضايا المرأة الشرقية، …

| نصير عواد : الاغنية “السبعينيّة” سيدة الشجن العراقيّ.

في تلك السبعينات انتشرت أغان شجن نديّة حاملة قيم ثقافيّة واجتماعيّة كانت ماثلة بالعراق. أغان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *