د. صالح الرزوق : الوطن والمنفى في أعمال برهان الخطيب
“ليالي الإنس في شارع أبو نؤاس” من أكثر الروايات العربية إثارة للجدل (ملف/17)

إشارة :
برغم أن الروائي المبدع برهان الخطيب يُحسب على جيل الستينات إلا أنّ ما يميز منجزه الابداعي هو هذا التجدّد والتجديد في الأسلوبية وتناول الموضوعات مع ثبات بصمته السردية الجوهرية على خارطة الأدب الروائي العراقي والعربي. وقد أغنى عمله الصحفي وحياته الحافلة بالمتغيرات مخزونه التجاربي فأثرى المكتبة السردية العربية بأكثر من اثنتى عشرة رواية كل واحدة لها عالمها المستقل المتفرّد. يسر أسرة موقع الناقد العراقي أن تبدأ ملفها عنه متمنية على الأحبة الكتّاب والقرّاء إثراءه بالمقالات والصور والوثائق. تحية للمبدع الكبير برهان الخطيب.

الوطن والمنفى في أعمال برهان الخطيب
“ليالي الإنس في شارع أبو نؤاس” من أكثر الروايات العربية إثارة للجدل
د. صالح الرزوق

لا يستعمل الروائي المعروف برهان الخطيب في أعماله الأساسية علبة الماكياج التي لجأت إليها الحداثة العربية الكسيحة ولا يحاول أن يمتحن ذكاء وذهن القارئ بالألغاز والطلاسم التي استعملتها الأساليب المعاكسة التي يدعوها النقد الفني باسم الرواية – اللانص.. فهو يحتفظ دائما في مجمل كتاباته بشخصيات للصف الأعلى، ومعها بعض الرموز الداعمة التي تعمل في الكواليس. وفي نفس الوقت لا يألو جهدا للمحافظة على إطار مشترك للأحداث، ذلك السياق الهادئ والمتسلسل والذي يشبه في أدائه انبلاج الفجر وانتهاء دورة الظلام.

ولكن هذا لا يعني أنه يستعمل نفس محرك السيارة القديم.. فهو غالبا ما يخرج عن نص السيناريو الجاهز، ويدمج التكنيك الواقعي المفصل بطريقة تيار الشعور – المونولوج الذي يضمن لنا نافذة على مسرح الأحداث. وهو في جميع الأحوال مخصص لعالمين متشابكين: الوطن والمنفى. مع نافذة إضافية مفتوحة على المجال النفسي لكل شخص. ولو أضفت لذلك حواراته الفلسفية، والتي تكاد أن تصل لمشارف التأمل – التكهن – الحدس، يمكن أن نلاحظ كم هو مغرق في متابعة تفاصيل الآخر، وكم هو مسرف في الحصار المفروض على تفاصيل الخاص والمطلق.

ولبرهان الخطيب قانون أساسي، أن ينهمك بالتركيب بدل المحاكاة، وهذا يعني إعادة تشكيل وتصدير وتسويق الواقع أو إعادة تدوير بل تفسير الوثائق والمدونات. ولمزيد من التوضيح: إنه يتبنى شكل الرواية التاريخية لا لتقديم دروس وعظات بل لكشف المسالك الخفية والمعتادة التي لا بد من استخلاصها والتطرق لها. وبعضها يندرج تحت مبدأ الفرقة الناجية أو مبدأ التحدي العقلاني، والتي تقترب من شكل الرواية الطبيعية في إعادة جدولة الواقع من خلال التركيز على أجزاء مختارة منه.

ولكنه لا ينسى في جميع الظروف أن يحيلنا إلى سيرته الذاتية وإلى محطات من حياته، وهذا يعني بالضرورة وضمنا الهم السياسي العام والعلاقة الشائكة بين الذات والمجتمع.

ولذلك استطاع وعبر مسيرته الطويلة التي امتدت لزهاء نصف قرن “أو أقل بدرجة يسيرة” أن يعبر عن الصور الاجتماعية لعالم لا يدور وينضبط إلا بفعل لولب السياسة وحوادث التاريخ الجليلة التي تترك وراءها بعض الندوب، وما يستحق منا أن نسميه “بالإذن من علوم الإحصاء” المتبقي residual أو بلغة الأدب الحنين و الشجن.

وضمن هذا الخط الصاعد الذي تخطى عتبات لبيوت روائية متعددة تندرج روايته “على تخوم الألفين” “1”، ثاني أھم محطة في تاریخه الفني، والتي یقدم لنا فيها صورة عن صراع الحضارات، بالمعنى الأنتروبولوجي للمصطلح، حیث أنه یضع بلده العراق ومكوناته وبنیته الاجتماعیة، أمام فضائين مختلفین:

1 – قوات التحالف التي تبنت لأول مرة في التاریخ السیاسي المكتوب مهمة التبشیر بخطاب معرفي له رسالة سیاسیة.
2 – ثم خالد ضمیر الكاتب ورمزه الفني، وهو مراسل مغترب یعود أدراجه بعد الغزو لتغطیة الأحداث.

لقد كانت لبرھان الخطیب تجربة سابقة مع الروایة السیاسیة، وھي “شقة في شارع أبي نواس” “2” المعروفة باسم “الرواية الممنوعة” لأنها كانت مدرجة في القائمة السوداء. ومع أنها لیست ذات أسلوب دائري مغلق كما هو الحال في روايته “الجنائن المغلقة” “3” وكما يفعل بالعادة أهم كتاب الرواية السياسية ربما للإعراب عن خيبات أملهم وعن الهزيمة المنكرة التي لحقت بالوجدان المطلق قبل أن تقوم بتفتيت البنية، فقد تعاملت مع التاریخ الوطني للعراق من الداخل، وبشكل شهادة عیان أو وثیقة فنیة عن صراع يدور بين الأعراق المختلفة المكونة للمجتمع، ثم بين المذاهب والأحزاب. ولو شئنا الاحتكام لمصطلحات لوكاتش المعروفة نقول: الصراع بين البنية التحتية والفوقية. وترتب على ذلك منغصات وأهمها خطورة رسم كامل الصورة والاكتفاء بجزء منها، وبعبارة أوضح : الابتعاد عن التابوات ما أمكن دون التغاضي عنها.

وإن اختیار برھان الخطیب لشقة من 3 غرف في وسط بغداد لتكون مسرحا للأحداث، قد ضغط على المشهد وحوّله من طبیعته الروائیة المفترضة إلى طبیعة مستعارة، ھي أقرب ما تكون للنص المسرحي. لقد كان توحید المكان وتعدد الأشخاص العامل الأساسي وراء الإمساك بكافة الخیوط في ید واحدة.

غیر أن الصورة لیست بهذه البساطة في عمله الأساسي الثاني، فشخصياتها لا تحمل رسالة واضحة أو رمزا مباشرا. وھي تقترب من دائرة الأحداث بشيء من التواطؤ، بمعنى أنها تراقب لتشاهد ولیس لتتورط. لقد كان من المفروض على كل شخص أن یعلن عن حضوره وغیابه بالتناوب، وعن ھویته المشكوك بها وشخصیته العالمیة متعددة الجنسیات، حتى أن ملامح المراسل العراقي “ما وراء الراوي الأول للأحداث” تختلط أحيانا مع أخلاق وسلوك وصفات دافید “شریكه في الحملة الصحفیة”. ويمكن النظر إلى الرقم المرتفع للشخصيات التي يصورها وكأنها وجوه متعددة لنفس الفكرة، وهذا في الظاهر ولكن في الجوهر لتفكيك الضوء المركب الواحد إلى أطيافه البسيطة. إنها شخصيات غير كلاسيكية ولا تتحمل أعباء مبدأ التطهير الذي يعتبر من أبرز مكونات الشخصية في الفن الإغريقي، فهم ليسوا أشرارا بالمعنى الواضح للكلمة، ولكن يتقاسمون الخير والشر. وتفكير برهان الخطيب بهذا الخصوص يميل إلى التفسير العربي المديني الذي نشأ على أنقاض مجتمع البادية والذي يعتقد “كما قال الشاعر العربي من عدة قرون: إن الظلم من شيم النفوس وإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم”، بعبارة أخرى: الشخصية الواحدة، في هذا العمل، تتفاعل مع وتعكس مجمل خبرات الشخصيات كلها. وهذا يفترض أنهم لا يتواصلون مع الرموز البسيطة والمباشرة لمعنى الأحداث، ولكن مع الحدث المركب نفسه، مع أحاجيه ومعمياته التي تحتاج إلى تأويل. وربما كان وراء ذلك حكمة خاصة نلاحظها في التغير الطارئ على خالد بين بداية الرواية ونهايتها، بين قبوله للجديد ورفضه للاحتلال.

يقول برهان الخطيب في رسالة توضيحية “بتاريخ 23 – 5 – 2011”: إنه لا يعرف كيف يرسم شخصية شريرة، ولكنه يضع الجميع في حالة تقابل، حالة صراع “4”. ولو شئنا تفسير هذا الإقرار نفهم أنه لا يؤمن بالشكل الوجداني للشخصية الفنية، و لكنه يتأمل في الدوافع التي تحركها باتجاه الأحداث.

ومن هنا تبدأ معالجته لمشكلة المكان. إنه لا یصلح لإدارة أحداث لها مسببات ونتائج كما هو مفترض في الرواية التاريخية. وبالعكس قد یبدو أقرب إلى شكل حلقات متداخلة تكتفي بذاتها ولكن يربطها هم مشترك. بمعنى أن شرط التماسك والوحدة العضوية غير موجود وتحتل مكانه وحدة الجو وربما أحيانا تشابه الفضاء في الاتجاه، في الأفكار والأفعال وسوى ذلك.

وإن المكان في ھذه الروایة يبدو كأنه يعاني من التفتیت والسقوط، وهو موزع بين استوكهولم وبغداد، لكن ذلك من صلب طبيعة الحدث، الوطن المنفى، لذلك غالبا ما تخترقه الذكریات لتنتقل من الحساسیة الواقعیة إلى أسلوب التحلیل والمناجاة. ولماذا لا نقول أسلوب تيار الوعي الذي يميز قصة الستينات. وفرض ذلك على الأحداث “المادة بتعبیر أرسطو” أن تنمو في دائرة واسعة من الافتراضات، وأن تتخلى عن طریقة التتابع وأن تلتزم بأسلوب التقابل. حيث أن الرواية لم تعمد إلى التعريف بالأشخاص من خلال ملامح وعادات معينة ولكن كانت تشير إلى وجوه الخلاف المحتدم بينها. وإن المدخل إلى تلك الشخصيات كان ينحصر بتفسيرنا لها.

إنها شخصيات مرتبطة بقوة الإيحاء وليس بدلالة النص. إذاً في العمق نرى المكان قد خضع لتفكيك متعمد، لتركيب مشهد عريض وواسع سوف يسفر عن صورة شاملة لكل العراق فيما بعد، ويتأكد ذلك بانتقال جغرافيا الرواية من العاصمة بغداد إلى المسيب ثم إلى قرى جرف الصخر التي تقع ضمن مثلث الموت الشهير، ثم محافظة بابل. وقد كفل ذلك للرواية أن تحتضن مختلف أحجام وأنواع التجمعات السكانية، ضمنا مختلف الأنماط البشرية، لتقدم صورة كاملة عن عراق اليوم، وعن روح التغيير الذي بدأ منه ثم اجتاح العالم.

باختصار: لقد ابتعد برھان الخطیب في ھذه الروایة عن الأسلوب الواقعي المباشر، الذي یعتمد على نواة تتطور منها الملامح العامة، واختار البنیة الطبیعیة للوجدان والضمیر الإشكالي، ليقدم لنا في النهاية “بتعبير الناقد المعروف جمعة الحلفي” رواية مرحلة اجتماعية وليس مرحلة أو موضوع من التاريخ “5”. وبصياغة أخرى: كانت لديه المادة “التي يقول عنها الجاحظ المعاني العامة” وهي نفسها تسلسل الواقع الخارجي، ثم أضاف لها الأسلوب وطريقة التعبير، والبحث عن الشروط التي يرى مالرو أنها “صورة للوضع البشري”. وبين هاتين النقطتين ينشأ الصراع بين الإدراك والخوف من ضياع المعنى ” كما ذكر برهان الخطيب في أمسيته الأدبية بغوتنبرغ” “6”، ولذلك إن أعماله دائما تنتقل من الطبيعة الاجتماعية إلى الطبيعة الوجودية “7”. وھذا وضعه على نهج ولیم فولكنر: أن یبني من أدوات بسیطة عالما تراجیدیا معرضا لخطر الانقراض، وفیه یدور النزاع حول أقصى الضرورات والغرائز.

ومثال على ذلك: الجدل الرمزي بین الحریة والعبودیة، وبلغة الروایة المباشرة بین المقاومة والاستعمار. وھو ما یؤدي كما ورد في الروایة بالحرف الواحد إلى ” صناعة الغربة” “8”.
مثال آخر: الصراع بین سلوك الحب والتملك، كما هو حال العلاقة العاطفیة بین دافید وفرح، والذي تحول في نهاية المطاف إلى ما يشبه “دمعة على الوسادة” “9”.

ومع أن ھذا یفترض نشوء صدام – مواجهة، أو لنقل معركة أفكار وعادات بین شرق مؤنث وغرب مذكر، فهو لا یقترب من حدود المثاقفة لا في المجال ولا في الموضوع. مرة أخرى هذا في الظاهر، أما في العمق فإن رفض فرح لديفيد، ودون إساءة له، يعبر عن أعلى أنواع المثاقفة، الند للند، كشرط لقبول الآخر، وليس للوقوع تحت سطوته أو الذوبان فيه.

لقد كانت هذه الرواية على مقربة من المخاض الفني لبناء مناظر وأخلاق خاصة نعرفها بما “ليس هو”، بكمون النفي الذي يدل على حقائق الصراع ومعانيه، كما فعل قبل قرن تقريبا محمد حسين هيكل في روايته المختلف عليها “زينب”. ولكن بعد إسقاط مكونات الریف على مجتمع المدینة، فالشخصیة رقم 1 فنان ومثقف، ومن قطاع الأنتلجنسیا.. والزمان محدود بإدارة أزمة ترتبط بالهم العام والمصیر الوطني. والمكان ھو المنفى الذي یفاقم من الإحساس بالحصار المسؤول عن تبدیل الإدراك والتصورات وضياع النبع الأصيل للعواطف.

وقد فتح ذلك الطریق لإجراء مراجعة شاملة ونقد ذاتي، بعبارة أخرى للنظر إلى ما سلف من أمر “و أيضا لما استجد منه”.. إلى كل المشاهد وإلى شریط كل الصور التي انطوت صفحاتها، وھذا يشمل الماضي الروحي والتاريخي على حد سواء. يشمل الخيال والواقع الميت، أو عالم الذكريات الجامدة.

وربما لهذا السبب وجد برھان الخطیب نفسه “كما ذكر في الروایة” ملزما بإفهام نفسه قبل غیره “10” ومهموما بمشاعر غالبا تحتاج إلى تأویل، وذلك في ذاته يرمز إلى قارئ غير مبال أو غير مدرك كثيرا لما يحدث حوله. ومن ھنا أیضا كانت تنبع جدوى الكتابة عن الذات وليس عن الآخر “كما صرح بذلك في متن الروایة”. ولكنه سريعا ما يتناقض مع نفسه ليقول إن العالم بلا حقيقة ذاتية وخارجية، بل هو يتألف من حقائق موزعة على الجميع “11”.

هل كانت هذه زلة قلم “أو زلة لسان”، أم أنها إشارة واعية لتفسير التناقض في أجزاء هوية مركبة تفكر بطريقة وتعيش بطريقة معاكسة. كما هو الحال قي قصته القصيرة “جزيرة الملعونين” التي تتحدث عن أمراض الواقع من خلال غياب ونواقص الذات المجروحة والمنكسرة “12”. أو أنها وهو الأصح مخصصة للتعبير عن الآخر من خلال الذات، ولذلك نجد رواياته لإطار تاريخي واسع ومساحة جغرافية مترامية الأطراف وتتشكل من عدة قارات و أقطار.
على ما أعتقد ربما يكون الجواب الحاسم في روايته القادمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ھوامش:
1 – صدرت عن مؤسسة نوافذ بالقاهرة في 2010 ثم بطبعة منقحة عام 2011.
2 – صدرت عن دار العودة ببيروت بطبعة أولى عام 1972. ويوجد نص معدل منها لم أطلع عليه بعنوان “ليالي الأنس في شارع أبي نؤاس”. وعن ظاهرة التعديل وتنقيح النصوص يقول برهان الخطيب في مقابلة معه إنه مع الزمن يتعرف على أشخاصه بشكل أفضل، ويجد من واجبه أن يقدمهم بصورة أوضح، حتى يأتي الصمت، وهذا إشارة على الدخول في مجتمع المدينة المكتمل. جريدة العرب الثقافي “ص 7” بتاريخ: 26 – 5 – 2011.
3 – صدرت عن دار بوديوم بالسويد. 2000. وتنتقل أحداثها على طول قوس عريض يبدأ بموسكو وينتهي باستوكهولم، مرورا بمحطة أساسية ومريرة هي دمشق.
4 – من رسالة خاصة ردا على استفسار حول الرواية.
5 – من مقابلة أجراها مع عبد الرحمن منيف ونشرت في كتاب الكاتب والمنفى. ص 331.
6 – 7 – برهان الخطيب، الكتابة أكبر من الخوف. صحيفة العرب اللندنية. حزيران. 2011.
8 – انظر الفصل 9 – لیلة الفهد.
9 – الصفحة السابقة.
10- انظر الفصل 30 من الروایة – أوراقھا المنسیة.
11 – الصفحة السابقة.
12 – جزيرة الملعونين. منشورة في مجلة الآداب البيروتية. عدد 1 – 2 . 1981. و هي قصة عن جزيرة مخصصة بشكل محمية للمجذومين.

*عن صحيفة جديد العرب الدولية

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

د. قصي الشيخ عسكر: نصوص (ملف/20)

بهارات (مهداة إلى صديقي الفنان ز.ش.) اغتنمناها فرصة ثمينة لا تعوّض حين غادر زميلنا الهندي …

لا كنز لهذا الولد سوى ضرورة الهوية
(سيدي قنصل بابل) رواية نبيل نوري
مقداد مسعود (ملف/6 الحلقة الأخيرة)

يتنوع عنف الدولة وأشده شراسة ً هو الدستور في بعض فقراته ِ،وحين تواصل الدولة تحصنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *