حتى
عدنان عادل
حتى تعلنَ انتصاركَ وتغرز
رايتكَ الصماء على جبين حيواتكَ، قُمّ.
اسّتلْ كلمة من نَحْرِ النهار قبل مغيبه،
اشّحذّها بكل ما أُوتيتَ من براءة وغدر،
وبعد أن تكتفي بلعقَ الدم المتخثر على حروفها،
إرْمِ بالكلمة وغبّ،
فأنتَ حاضر هنا وهناك،
أقولُ لكَ غبّ معها في قبلة وداع حارة،
هاهنا المعنى وهناك.
***
حتى تزيح الستارة عن فصول وجهكَ، قُمّ.
فأمام شحوب المرآة،
مُعيب وموحش أن تتجمهر الصباحات من دون قامتكَ،
ربّ الأرق أنتَ، فلا عجب !
***
حتى لا تُفقس المدن
تحت حمى الضجر، أرحلْ.
دعْ المدن العزلاء آمنة تنعم بمدجّناتها
وعليكَ بالطريق.
أتركْ الشِعر لمُحبي الفِتَن،
وامتهنْ مهنة سارق الخيول
وضفائر الحسناوات النائمات على طول الطريق.
أرحلْ،
قبل أن يتبرعم رأس آخر من رقبتكَ،
قبل أن يتفتق صباح آخر في فراشكَ المُغري.
***
كنْ أنتَ
القيامةَ،
والغيابَ،
والرحيلَ،
والطرق أفاع تطل من رأسكَ الوحيد.
02.12.2017
بروكسل