يبرق من أمامنا عبدالله المشهداني .. آخر عنقود الشاعر والمسرحي جبار المشهداني ويدفن رأسه في حضن أمه صائحا :ماما جوعاااان؟
تلكزه سميرة خنجر وأتضامن مع جوعه وأصيح معه: آني هم جوعانة
علياء المشهداني تؤرخ الذكريات بكاميرتها الصغيرة وسمرتها المنسوخة من والدها ..
يتحول الحديث الى مسرحية جبار المشهداني والفنان جواد الشكرجي الأخيرة .. نناقش الفكرة والعبارة .. يبدأ القلب يتقرح من جديد حين نتذكر المعتقلين على الجانب الآخر حيث لاشمس ولا أمل يبرق في الأعلى .. ولا صوت .. لاشيء سوى الجدران !
جواد الشكرجي : شكرا لك نيابة عن الذين غابوا عن الشمس ..
أعاتبك : لماذا لم تكن بيننا ؟
![Erx32081[1]](http://alnaked-aliraqi.net/files/2011/07/Erx320811.jpg)
كلمة بحق رئيس جامعة تكريت
( واحد من أهم أهداف الجامعة إنها تعكس حاضر وحضارة مدينتها فأشكركم أنكم منحتم الجامعة فرصة التعبير عن ذلك ..)
هذا ماقاله د. علي صالح حسين وهو يقطع المسافة لحضور اجتماع متأسفا لعدم تمكنه من حضور المهرجان الذي احتضنته جامعة تكريت في أروقتها .
أقول له : إن دعمك للثقافة كان فعلا ملموسا .. وان تلك الهوّة الكبيرة التي كانت تفصل الجامعة عن الحياة الثقافية والاجتماعية قد بدأت تنحسر وتردم بجسور التواصل التي مددتها فعلا لا كلاما ..
وإن الجامعة خرجت من الأسوار الأكاديمية وأصبحت عنصرا أساسيا وفعالا في دعم الحركات الثقافية وكان للجامعة داخل أروقتها وخارجها أكثر من نقلة ثقافية نوعية .. ولا يفوتني أن أذكر استضافة الجامعة للناقد الكبير د. عبد الله ابراهيم المقيم في (الدوحة ) خطوة استثنائية لا أظنها مسبوقة من جامعة أخرى .. بالإضافة لدعمك المتواصل لصحيفة الجامعة مانحا إياها حرية التعبير .. ويضاف الى ذلك مجهودك المشهود له في مد جسور التواصل بين الأكاديميين والمثقفين من خلال حثهم والمشاركة معهم في تقديم الأمسيات الثقافية العلمية والأكاديمية في شتى الاختصاصات في قصر الثقافة والفنون …
لقد حولت الجامعة الى مدينة ثقافية علمية تضج حيوية ونشاطا ..
كنا في طريقنا للمركز الثقافي فيها نستدل الدرب بصعوبة فقد كنا في مدينة كبيرة مازال الاعمار فيها قائما لم تكتف باستحداث الكليات الجديدة .. حتى إن أحد الأصدقاء صاح باندهاش : ماهذه المدينة المترامية الأطراف !
شهادتي بحقك لن تكون مجروحة.. لأني لا انتمي للجامعة لامن قريب ولا من بعيد لست موظفة فيها ولا انوي ان أكون طالبة فقد اكتفيت بشهادتي ووظيفتي ..
لكن حبري لم يكتف ..
د. علي صالح : مازال لحبر الامتنان بقية ..
&&&
في الجانب المقابل لجلستنا أمام مرآة دجلة يقف الكاتب علي الحداد مع شريكته التشكيلية رجاء الحداد يتبادلان أنخاب الحديث .. ويلتقطان الذكريات .. يأتي صوتها : الجو هنا رائع ..
فيما يطلق زوجها نظرة مفتوحة على الأفق .. ربما كان يؤسس لكتابة شيء جديد بعد سنواته الأربع عشرة التي قضاها أسيرا وعاد ليرى وطنه أسيرا أيضا !
يبقى سيف المهند وأهله ورياض الجابر وحامد السامرائي يطوفون حولنا يتفقدون حاجة الضيوف الذين أصبحوا أهل الدار ..
فيما يحمل العذب زياد الوادي عوده وبجانبه الفنان مازن محمد مصطفى ويبدأ العزف .. يغيبان في أغاني بعيدة غائرة في الذاكرة والعذوبة ونغيب معهم ..
تلك الأغاني العراقية الجميلة ..
أين نحن الآن منها ؟من زمنها؟
ماهذه الدوامة .. والى أين سنصل ؟