* (على هامش مهرجان الافلام التسجيلية العراقية )
يحدث ان يباغتك الوقت ببهجة تربك قلبك العاطل عن الفرح منذ الخيبة الأخيرة التي لاتفصلها عن الأولى مسافات ضوئية كما يبعد الفرح !
هل كنا حقا نهتف للفن والجمال ونتهجى الذكريات أمام الغروب الذي رسم ملامحنا فوق وجه دجلة الذي لم يبد متعبا في ذلك اليوم الواقع سهوا من مفكرة الرتابة والخوف وانتظار المجهول !
رائحة السمك تباغت جلستنا النهرية في قرية( المحزم ) شمال تكريت التي فتحت لنا حضن خضرتها وراحت تسمعنا سيمفونية النهر يشاركها حفيف الشجر ونظرتنا المفتوحة على الأفق البعيد هربا من العالم الالكتروني والوجوه الزجاجية ..
يأتي صوت (سيف المهند) كأنه في مهمة إخراجية أخرى – لنتجول عند بحيرة السمك ..
وينتشر الجميع في أصواب شتى فكل الطرق تؤدي الى الخضرة ..

يحمل بشير الماجد كاميرته ويتجول في فضاء الله .. سيناريو متكامل لطبيعة رسمها الله بإتقان ادهش الكاميرا …
ولأن الفرح ضيف عابر يحاول الجميع تجميد الوقت في الشاشات الالكترونية بالتقاط الكثير من الصور للشمس وهي تجر حمرتها وترمي بظلالها فوق وجه دجلة
لتباغتنا بمغادرتها .. فاسحة الوقت لأنفاس الليل ..
وتبدأ الذكريات ..