الأمكنة – – ماذا تعنى
يعتبر المكان مهماً فى رصد التحولات الانسانية سواء كان بدائياً او متطوراً ويعد شاهدا على تبلور وعى القاص – – فبعض الافضية المكانية تأسر الخيال وتلهب المشاعر ولهذا شاع ( أدب المكان )
فللأمكنة اّليات أشتغال شتى تدخل فى بنية النصوص
البيوت مثلا كأماكن للسكن كونها متجذرة فى اعماقنا كما ان لها دلالة وثيقة بعوالم الدفأ والطمأنينه والامان
والعلاقة جدلية دائما بين الانسان والأمكنة حتى شاعت مقولة
(قل لى اين تحيا اقول لك من انت )
يقدم الروائى خطابه السردى للمتلقى يصيغٍ تبعث على المؤانسة فالصفات الاجتماعية والدينية والسياسية هى صفات مكانية بأمتياز –
ثم ان الامكتة الموظفة سرديا تتجاوز واقعيتها ودلالاتها المادية ( جوابة حدود ) والمنشأ حين يشكل أعماله الادبية يكون بناءه منسجما مع مزاج أبطاله وطبائعهم لأن التأثير متبادل بين وعى الشخصية وجماليات المكان –
لا يستطيع المنشأ أن يكون مبدعاً ذات أثر فعال إلا فى الأماكن التى عاشها أو هى قريبة من نفسه مثلا :
1- سرديات – حنه مينه – أجملها وأكثرها وقعاً ( بحرية ) لكونه خبر السفن والبحارة وعشق الأشرعة والأمواج –
2- معظم روايات عبد الرحمن منيف تدور حول السجون والمعارضة وقبضة السلطة ( بلا تحديد ) ولكونها لم تعّين منطقة جغرافية بالذات ؛ رحب بها فى كل الأرجاء العربية – – دونك الاشجار وأغتيال مرزوق وشرق المتوسط ومدن الملح
بغداد بجمالها وتاريخها ونهرها الخالد قبل الأحتلال – – كيف أمست بعده ؟
والروائى ينظر للأمكنة بمنظارين — فوتغرافى وتعبيرى — هدفه فك اسرار النص من خلال الوصف والوصف هو اداة تشكيل صور المكان –
بعض الروايات العراقية بعد الأحتلال البغيض أهتمت أهتماما ملحوظا بالوصف المكانى هدفها أبراز الفارق فيما قبل و فيما بعد –
فالقصص الواقعية تكون اماكنها متماثلة تتماشى مع المظهر الحقيقى لغرض اقناع الفارىء بوقوعها فعلا –
والفكر الخلاق هو الذى ينتج جماليات الامكنة معتمدا على جدلية اللغة وتضاعيفها فالانفعالات كالمشاعر والعواطف مبعثها الامكنة وأحداثها –
أقرأ ما خطه القاص حامد فاضل عن صحراء السماوة وكذلك مدونات صديقنا زيد الشهيد وهما من بقعة جغرافية واحدة سيأسرك الوصف لامحالة –
لهذا يطمح الانسان للهدوء فى البرية والارياف هربا من الصخب
من هنا شاعت الثنائيات الضدية :
الخير والشرالسعادة والشقاء الاسود والابيض الثواب والعقاب كل ذالك بفعل الامكنة وتداعياتها فلكل ضدية نقيضها وهذا هو منهج بروب الذى تأثر به كمال أبو ديب والناقد محمد مفتاح فالثنائيات أمست من خصائص العصر حتى ان د- ابراهيم انيس رأى ان الثنائيات كالاعلى والاسفل والمنفتح والمغلق و البعيد والقريب سمات مكانية لاتقبل الشك –
عبد الهادي الزعر