مرام عطية : لبستُ كبرياءَ قاسيونَ

لبستُ كبرياءَ قاسيونَ
________________
عيناكَ يابردى إنجيلٌ وقرآنُ
وضفافكَ الخضرُ للشِّعرِ إلهامُ
أشبالكَ السُّمرُ مازالوا نسوراً في الوغى
وحسانكَ الغيدُ للطهرِ ألحانُ
أمواهكَ السَّلسلُ أنهارُ كرامةٍ
و أمواجُ يديكَ لؤلؤٌ وجمانُ
في كتابكَ الأثيلِ قرأتُ تاريخَ الحضارةِ
شربتُ عنفوانَ يوسفَ العظمةِ
و لبستُ كبرياءَ قاسيونَ
بين ضفائركَ الشقرِ أدركتُ
لمَ تهادت مدنُ العطرِ على خصركَ
و تنزَّهتِ بين غدرانكَ النجومُ
في قرى صبركَ كم مررتُ بأيوبَ !
و في تراتيلِ صمتكَ كم سمعتُ حكمَ سليمانَ !
في إفصاحكَ يانبعَ الأصالةِ إعجازٌ للغاتِ و إبهارُ
فلا تسلْ ياوطني كيفَ لم يقرؤوكَ ؟!
تاهوا في غيهم بلا دليلٍ
فاضتْ مراجلُ حقدهم فرموكَ
في جبٍ عميقٍ
و لاتسلْ كيفَ لم يبصروا وجهكَ القادمَ مع الشمسِ ؟ !
فغابَ سناكَ عن أبصارهم
أعمتهم العمائمُ غيرةً
أنستهم الأخوةَ الدراهمُ فباعوكَ
و اليومَ عجزوا عن مداكَ
احترقوا بنيران غيظهم
دعهم يلملمونَ شظايا انكسارهم
يجرون أذيالَ الخيبةِ
يحتسون ندامة الكسعي
وسرْ إلى النجومِ شامخاً أبدا
فوحدك من روى العروبةَ سؤدداً وحبوراً
و وحدكَ من غرسَ في فؤادهِ تفاحَ الجولانَ
وحمل على أكتافه زعترَ الجنوبَ و بياراتِ فلسطينَ
____
مرام عطية

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| عدنان عبد النبي البلداوي : “ذكراك نور” مهداة الى روح الشريف الرضي في ذكراه الخالدة .

ذِكراكَ  نورٌ، تسامَتْ فيه دُنـيانا                             يا رائـداً  قــد مَلَكْـتَ القـلبَ أزمانا فكنتَ أصْدَقَ مَــن يَهوَى بناظِـره                           حتى …

حــصــــرياً بـمـوقـعــنــــا
| عبدالقادر رالة : الزعفرانة.

    لمحتها في المحطة تنتظر القطار …    الفتاة الوحيدة  التي تقرأ كاتباَ ؛ كتاب في  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *