تارا إيبو : رسالة إلى سميث  

رسالة إلى سميث  

تارا إيبو

فقط أريد ، أريد أن أسمع أغنية رومانسية للطيران و سماع حديث النجوم و مشاهدة و جهك المتساقط في رغوة قهوتي الصباحية ، رائحتك الممزوجة برائحة قهوتي تزورني من ثقب ذاكرتي الضائعة في حارات رواية ما

ولدت نوار في ظلال بساتين الرصاص التي تعارك رائحتها رائحة قهوتي الصباحية و المسائية  أسند ظهري إلى كرسي العتيق متأملة فنجانك الفارغ المشتاق لنقرات أصابعك مازلت واقفة أمام الموقد ونظري ضائع في رغوة القهوة ،الباحث عن صورك الضائعة هناك ، و أنا أزيل السواد من البياض .

عزيزي سميث:

أعذرني وأغفر جرئتي ، بدأت بكتابة رسالتي الأولى والأخيرة لك وأنا أنثر نفحات من حزن قلبي المقيم على مرافئ الغير ، لك

عندما مررتَ بحياتي و أسقطت مئات الرسائل لتحدث الربيع  في فصلي الشتائي كنت غارقة  و لازلت في سماع صدى رياح بعيدة هي بقايا أنغام أغنية رومانسية واقفة في بوابة الزمان دونما مرور . 

مسافرة أنا على متن سفينة مجنونة ضاعت منها شواطئها المائية  لتشق طريقها عبر الفضاء برحلة مجهولة باحثة عن شاطئ الحب .

أذرف الدموع لاحدث الشواطئ  ، لترمي مرساتها في ملوحة بحيراتي في جزر مفقودة من خارطة العالم بلا عنوان ،لأجد ظلال الهيام و ألقي بجسدي المتعب في أحضان برودة المكان لتسمع السماء همس روحي .

نكسر مرآتنا مخافة رؤية انحلالنا 

بين العتمة والعتمة شروق  ، فراغ كاذب اسقطنا فيه مجبرين

محملين بأجراس الألم …

عزيزي سميث :

عندما يحترق القمر يزداد الليل عتمة .. ويحترق قلبي ليحدث النور في ظلام الليل  إنه الصباح الضائع في المغيب 

عزيزي نقترب من الخريف لنعبر إلى الشتاء .. بربيعاً كاذب يعود حاملاً اسمه المفقود من رائحته الضائعة في زهوره القديمة .. وأي صيف هذا الذي  هرب منا ليحرمنا من سباحة في واحات عطر الحب . 

عزيزي هل يستطيع الموج أن يُقبل رمال الشاطئ مرتين 

و أي ربيع يستطيع العودة في هذا العمر اليتيم  ، الدقائق تُشنق على بوابات الوقت و الساعات ترمى . 

و نظري يوارى الثرى في كل ثانية في هذا الفضاء السارق 

و تعدم الصور على حافة قبرلتعرف الحقيقة  ، ندير ظهورنا ونرحل ولا نعلم نظرنا سكنى في عتمة  صندق تراب 

عزيزي تأخرت  بكتابة الرد إليك .

أخبرك عزيزي الصدف تجمعنا و الكلمات قد تحدث الوصال أحياناً  و تطوي المسافات بيننا و القلوب  بعاد  ،  تسكن كواكب مختلفة ، لبعض القلوب جزر عناوينها مفقودة و قلبي عنوانه ضائع في ربيع راحل .

عزيزي قرأت كل رسائلك وكلماتك إلي و تنفستُ حزنك القائم في أنفاسك.. في الحزن اشبهك وتشبهني و قد نتفوق على بعضنا في القهر ،أعذرني أحدثت في قلبك الحزن مرات ومرات .. تمنيت للحظة أن تكون أنت الحبيب لكنك لست الحبيب و لا أستحق أن أكون … رأسي مثقل بالهموم و قلبي راحل عن الحياة ….  

أخبرك عزيزي 

في شِباك أرجوحة الزمان أقيم ، المقيدة بصواري تلك السفينة الغائبة في مهب الريح  أتأرجح مع صدى أنغام تلك الأغنية الرومانسية، تدفعني لتغرق أقدامي بالغيوم  و أعود بدموعي المعانقة لجدائل شعري المجنون الباحث عن لمساته المسروقة مني و الضائعة في غابات الروح خلف شواهد القلوب المقيمه في صفحات الخلود .

النملة بجسدها البلوري الحي أحدثت السعادة لويني الغارقة في حفرة صامويل بيكيت .. و أنا من ، من يحدث لي السعادة و سعادتي غائبة حيث  تورن  

عزيزي سميث هذه أنا  ، تارا دروبي مرسومة بالدموع لتغرق حلمك الأبدي …  أعذرني لست أنا ، ولست لك.

*هذا النص من ديوان الشاعرة “رسائل إلى تورن”

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| آمال عوّاد رضوان : حَنَان تُلَمِّعُ الْأَحْذِيَة؟.

     مَا أَنْ أَبْصَرَتْ عَيْنَاهَا الْيَقِظَتَانِ سَوَادَ حِذَائِهِ اللَّامِعِ، حَتَّى غَمَرَتْهَا مَوْجَةُ ذِكْرَيَاتٍ هَادِرَة، …

| زياد كامل السامرائي : عصيان يعدو إلى حتفه.

اتركي لنا كذبة بلون الرجاء يا حياة كذبة لا تدوس على خواطرنا فتجرح الصراط نمشّط …

4 تعليقات

  1. كدائما مبدعة تنحني الأقلام احتراما لتلجلم الحروف أمام كلماتك⁦✌️⁩⁦✌️⁩⁦✌️⁩🌹
    أميرة الحرف اتمنى ان تروينا من كلماتك في كل المواقع والسوشل ميديا

  2. عزيزتي Wafa Ahmad اشكر مرورك الكريم من على سطوري من خلال موقع الناقد العراقي.. لك خالص شكري و امتناني

  3. الحروف تتشكل حزينة و تشائومية منها الكلمات المتلاحقة لتشكل عبارات لا تقل حزنا عنها و ان كانت تمثل واقع للكثيرين و للكثيرات ممن صدموا فى حبهم كثيرا و هم و هن لا يملكوا أى حيلة من امرهم

  4. هناء سالم

    هذا النصّ النثري، أو القصيدة؟ يُذكّرني بأغنية عبد الحليم حافظ “رسالة غرام”. رومانسية غارقة في نفسها تعتمد على التهويل وعرض المواجع والشكوى من الغرام ووجعه. ربّما يفهمها العشّاق الشباب أكثر. النصّ يُذكر أيضا بأسلوب مصطفى لطفي المنفلوطي الكلاسيكية، لكن بأسماء جديدة وأشياء مادية معاصرة.
    لكن كسؤال، لماذا نهرب من الحياة ونلجأ إلى الأوهام؟ الشعر يمكن أن يمسّ جوهر الحياة طبعا، لكن قصائد كثيرة لا تتناول سوى الوهم، الرومانسية مثلا.
    كيف يمكن لهكذا أدب أن يجعلنا بشرا أفضل، وكيف يمكنه أن يغيّر حياتنا نحو الأفضل؟ كيف يمكنه ان يغير الذائقة؟ كيف يمكنه أن يساعدنا على فهم أفضل للحياة أو مصير الإنسان؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *