زاحم جهاد مطر : كلكامشيات – 19 إبن أوروك.. والتحدي (ملف/6)

الأديب الأستاذ زاحم جهاد مطر

كلكامشيات – 19

إبن أوروك.. والتحدي

زاحم جهاد مطر

سيدوري

سأفتح لك الستار ، وأبوح بكل الاسرار

لكن كلامك الجميل ، لن يغريني ،

وعن غايتي لا يثنيني

واغراؤك ، ضوء خافت ، لهاث قنديل مرتعش

لنور الشمس لا ينسيني

سوف لن أعود الى أوروك .. بفشلي وخيبتي

لأحضن صمتي ، وأتثاءب ندمي ،

ويتلاشى أملي على جدران الانكسار

لا يا سيدوري ،

لن يكون الذل ردائي ،

ولا الهزيمة دوائي

ولن تتلاشى كرامتي على العتبات

سترين ، كيف أقبض على رغباتي ،

تحت النور ، مثل النسور

فأنا ابن أوروك ذات الأسوار

أنا الذي لم ترهبني هيبة الجبال

انا الذي لم تفزعني وحشة الصحارى

انا الذي لم ترعبني عواصف البحار

السائر نحو مرادي ، ولا شئ يلوي عنادي

وهمزات الاقدار ،

لن تحيدني عن قراري

فلا تنكري عليَّ خطواتي

ولا تلهي قلبي بالحشفات

فأنا ماضي نحو حلمي المفعم بالاطياف الدثار

المبشر بألف نهار ونهار ،

وقوس قزح ينشر البشرى ، والبهاء

على ذرى النخيل الباسقات ،

وعلى ضفاف الانهار والاهوار

انظري هناك …

الى حيث يمتد شراعي ،

الذي لن يعود مجروح الأصداء

بل بشموخ الأسياد ، بزهو الكبرياء

فأنا لست بالغريب

ولا بالوليد التليد

بل الوليد المجيد

وعند ثرى أوروك مولدي

وعند أبوابها موعدي

فأنا يا سيدوري في إحساسي

أحيا شعور أهلي وناسي

من أجلهم سرت في هذا الطريق ،

(الذي يشكو قلة السالكين) ،

ومن البغاث والكثبان الهيم ،

وذاريات الوحشة

لا لن أعود إلا ،

بالسحب الحبلى الى أرضي ،

بالزهور المزهرة الى روضي ،

بالرغبات المورقة الى قلب شعبي ،

بالآمال العظيمة ،

لتزرع في عيون الاطفال

بالربيع البهيج ،

ليفتح كل الابواب ،

بنسائم الحب ،

وينثر النور ،

فوق المآذن والقباب

والأطياب ،

على الوجوه والدروب

لا لن أعود .. إلا ومعي ،

رغيف خبز للفقير ،

وحلة عيد للصغير ،

(حقل قمح للفلاح الأجير) ،

وفرحة عمر للشيخ الكبير

سيدوري

لقد ضمدت من غصن النخيل جراحي

ورويت ضمأي من ماء الفرات

وشددت في قلب الريح جناحي ،

من عزمي وإصراري

وقيثارة افراحي ،

ساداعبها من جديد

لأغني لأوروك وصبحها الوضاح

والليل الذي ترينه في آفاقي ،

سوف لن يمنع فجري الذي يأتي

انه آت …. آت

ولن يقطع أسفاري ..

نحو سر الأسرار ..

زاحم جهاد مطر

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

د. قصي الشيخ عسكر: نصوص (ملف/20)

بهارات (مهداة إلى صديقي الفنان ز.ش.) اغتنمناها فرصة ثمينة لا تعوّض حين غادر زميلنا الهندي …

لا كنز لهذا الولد سوى ضرورة الهوية
(سيدي قنصل بابل) رواية نبيل نوري
مقداد مسعود (ملف/6 الحلقة الأخيرة)

يتنوع عنف الدولة وأشده شراسة ً هو الدستور في بعض فقراته ِ،وحين تواصل الدولة تحصنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *