جمعة عبد الله : زاحم عنوان الطيبة والوطنية (ملف/8)

زاحم عنوان الطيبة والوطنية
جمعة عبد الله
774 جمعة 3لا يمكن للعراق ان يفرغ من رجاله الاوفياء والشرفاء. لا يمكن ان يجدب من الطيبة والوفاء وعمل الخير. والدفاع عن حق المعدومين والمسحوقين والمحرومين. في حق العيش الكريم. لا يمكن لعقلية الحواسم والعلس ان تخنق العراق وتقوده الى الافلاس والفقر والجوع التام، مثلما بطشوا ونهبوا بخيرات واموال العراق. احزاب علي بابا والف حرامي. من اللصوص والسراق. الذين نشفوا خيرات العراق. بطرق شيطانية في الاحتيال والاختلاس. ليقودونه الى الخراب والانقسام والتمزق. ليصبح العراق. بلاد الاحزان والنوح والبكاء. من طراطير الاحزاب الطائفية الحاكمة. لذلك مهما كان جبروتهم وقوتهم الارهابية.

لا يمكن للعراق. ان يخلو من الافياء والغيارى. الذين يحلمون بوطن خالً من العذاب والمعاناة والحزن. خالٍ من عقلية الحواسم والعلس والقرصنة. خالٍ من الثقافة الطائفية التي مزقت العراق بالخرب. خال من الفاسدين (الهتلية) الذين تاجروا بالعراق برخص في مزاد الدول الاجنبية. لبيعه هو وناسه الغيارى. بضمير ميت. وبضمير العمالة والخيانة للاجنبي. في سبيل تحطيم العراق وافلاسه. هكذ كان الفقيد كنخلة العراق الشامخة. يقف بكل صلابة في وجه الاوغاد من حثالات الاحزاب الطائفية بجرأة وشجاعة. لذلك ان رحيله المفاجئ. خسارة كبيرة للعراق والى ناسه الطيبين.

فقد كان الفقيد الكبير (زاحم جهاد مطر) عنوان الطيبة والتواضع. عنوان الاخلاص والتفاني بحب الوطن. فكان يطرز الامل والحلم للعراق. في ابداعاته الادبية الفذة. وخاصة في المقامة الحديثة. كان عنوان التضحية في سبيل الوطن وناسه الفقراء. لذلك تطوع بدون مقابل مالي. في ازالة الالغام من مخلفات الحرب العراقية الايرانية. وخاصة وانه خبير عسكري في ازالة الالغام. وتطوع بهذا العمل الخطير. وكان في عهدته 350 عاملاً باجور شحيحة. حتى لا تكون هذه الالغام. افخاخ لصيد الناس الابرياء. ولكن الحرامية واللصوص من ثعابين الاحزاب الطائفية. وقفوا في وجهه بالمرصاد. لانهم كانوا يسرقون الاموال والمعدات الحديثة في ازالة الالغام. التي كانت ترسلها هيئة الامم المتحدة. فقد اشتكى منهم ألى هيئة الامم المتحدة. التي كانت تدعم عمله الشاق والخطيرفي ازالة الالغام. وترسل الاموال والمعدات الحديثة. ولكنها لاتصل اليه. وعندما عرفوا بالشكوى ضدهم. فكان انتقامهم في ايقاف العمل في ازالة الالغام وطرد 359 عاملاً. ليتركوا الالغام تحصد الناس الابرياء. هكذا وصلت سفالة وحقارة ثعابين الاحزاب الطائفية الحاكمة. في انتصارهم على عمل الخير.

774 جمعة 1لقد كان الفقيد الكبير عنوان الجرأة والشجاعة. ولم يعر اهمية الى التهديدات بالقتل والاغتيال. اذا وقف في وجههم ومنعهم. ولكن مرض القلب. لم يمهله ويسعفه كثيراً. في مقاومة الجراد الوحشي الذي غزا العراق. فتوقف قلبه الكبير. وتوقفت حياة الانسان الكبير. الذي كان مدافعاً عن الحق. مدفعاً عن حق الفقراء بلقمة الخبز الشريفة. كان مبدعاً كبيراً في اشكال وفنون الادب. فقد اعاد صياغة المقامة. وخلقها من جديد في التجديد والابتكار الخلاق. فأستحق لقب رائد المقامة الحدثة. بكل براعة ابداعية خلاقة تلائم متطلبات العصر الحديث.

فالف رحمة الى فقيدنا الكبير. فقيد الطيبة والابداع والانسانية.

نسأل الله عز وجل ان يتغمد الفقيد الكبير برحمته الواسعة واسكنه فسيح جناته. والهم الصبر والسلوان عائلته ومحبيه ولكل الشرفاء وهم يقاومون الجرذان الوحشية من احزاب علي بابا وألف حرامي

لقد خسرت الثقافة العراقية مبدعاً كبيراً وفذاً.

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

د. قصي الشيخ عسكر: نصوص (ملف/20)

بهارات (مهداة إلى صديقي الفنان ز.ش.) اغتنمناها فرصة ثمينة لا تعوّض حين غادر زميلنا الهندي …

لا كنز لهذا الولد سوى ضرورة الهوية
(سيدي قنصل بابل) رواية نبيل نوري
مقداد مسعود (ملف/6 الحلقة الأخيرة)

يتنوع عنف الدولة وأشده شراسة ً هو الدستور في بعض فقراته ِ،وحين تواصل الدولة تحصنها …

2 تعليقان

  1. صالح الرزوق

    رحمه الله و اكرم مثواه.
    و تحية صادقة للناقد جمعة العبدالله على هذه الكلمات التوضيحبة. كنت اقرا للاستاذ مطر و نتراسل بشؤون الشعر و الدراما و تجديد المقامة العربية. و لم اسمع يوما انه مهتم بتنظيف الالغام.
    انها مهمة انسانية تضاف لقلبه المكسور بسبب الرزايا التي نراها و لا نمتلك وسيلة للحد من طغيانها المدمر على حياتنا.’

  2. جمعة عبدالله

    الناقد القدير الاستاذ صالح الرزوق
    ان الفقيد الكبير زاحم ( ابو علي ) طاقة انسانية وادبية قل وجودها , في هذا الزمن الاسود والارعن . تصور ياعزيزي , انه خبير عسكري في ازالة الالغام , تطوع مجاناً في ازالة الالغام التي كانت تحصد الناس الابرياء , وكان يشتغل في معدات قديمة , وطلب من هيئة الامم المتحدة في فرعها في بغداد ان ترسل له معدات حديثة في ازالة الالغام , وقيموا عمله في زيارة تفقدية في المناطق التي توجد فيها الغام من مخلفات الحرب العراقية الايرانية , فارسلوا المعدات الحديثة والمال , بعد قدم شكوى بقلة الاجور المالية رغم خطورة العمل , ولكن لم يستلم لا المعدات ولا المال , فحين اشتكى عليهم , انتقم المسؤولين الحكوميين من الشكوى بطرد العاملين وعددهم 350 عاملاً وايقاف العمل , وارسال عدة تهديدات بالقتل والاغتيال . لكنه ظل شجاعاً وجسوراً في مواجهة هؤلاء الجرابيع والطراطير السفلة
    تحياتي لك ايها العزيز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *