النوم في الفيسبوك
سعد جاسم
بحثتُ عنهم في المدن
فلَمْ اجدْهم
بحثتُ عنهم في الغابات
ولَمْ اجدْهم
بحثتُ عنهم في البيوت
ولَمْ اجدْهم
بحثتُ عنهم في المقاهي
ولَمْ اجدْهم
بحثتُ عنهم في الارياف
ولَمْ اجدْهم
بحثتُ عنهم في الحانات
ولَمْ اجدهم
بحثتُ عنهم
وبحثتُ
وبحثت …
. . .
. . . .
. . . . .
وعندما اعياني البحثُ
في الخرائطِ والامكنةِ والوجوه
فكّرتُ أَنْ ابحثَ عنهم
في مكانٍ يُسمّونَهُ:
العالم الافتراضي
وما أن دخلتُهُ
حتى وجدتهم كلّهم
نائمينَ كأهلِ الكهفِ
في الفيسبوك
وليسَ لهم
لا ملامح
ولا مشاعر
ولا ذكريات
ولا هُمْ يعلمون
بالذي ستكونُ عليهِ مصائرهم
في هذا العالمِ المُكتظِّ
بالمكائدِ والاسرارِ والجنون
كان المفروض ان تبحث عنهم هناك أولا.
لكن كيف ينامون نومة أهل الكهف وهم ينشرون ويضغطون على أزرار الاعجابات. لا اعتقد ان التشبيه في مكانه. لكن ربما كان وجودهم في الفيسبوك هو هروب من كل تلك المكائد والأسرار والجنون. انضم اليهم او دعهم ولا تفكر بالبحث عنهم.