(بقعة ضوء )
الروائية والمخرجة نجوى عبدالرحمن ـ مصر .
كتابة: عبدالله جدعان ـ الموصل.
المخرجة المسرحية والكاتبة نجوى السيد عبدالرحمن ، دراسات عليا في التربية. المولودة ببورسعيد في شارع الطور والمغرب، تلقت أولى مراحل تعليمها الإلزامي في مدرسة التيمورية الابتدائية، ثم مدرسة القناة الإعدادية للبنات (لشهور قليلات)، ثم هُجِّرت قسرا من وجه مدينتها الغراء، التي لولا أن أخرجها الاحتلال الغاشم من كعبة مائها الطهور ما خرجت قط. هُجرت إلى (دكرنس) من أعمال محافظة الدقهلية، وهناك حصلت على الشهادة الإعدادية والثانوية، ثم التحقت بكلية التربية، قسم (التاريخ والحضارة)، ثم حصلت على ليسانس الآداب والتربية، وأكملت رحلة بحثها العلمي؛ لتشرع في أداء فروض الدراسات العليا بالكلية ذاتها.
لكن الروتين اضطرها إلى أن تهاجر (مرة أخرى) إلى شاطيء جديد، حيث بشائر فن المسرح الرائع، رفض الوالد (ذو التقاليد الإفرنجية ظاهرا، والشرقية المتزمتة مخبرا) مسار المسرح، وأصر على أن تصير (نجوى) مُعلِّمة لمادة التاريخ والحضارة لا أكثر. ظلت الفكرة الجموح تراود أديبتنا وتراوحها عن نفسها؛ حتى بداية تسعينيات القرن الماضي، فلقد انتسبت (نجوى عبد الرحمن) إلى جامعة الإسكندرية؛ بُغية دراسة فن المسرح، بصورة أكاديمية علمية، وذلك بكلية الآداب، وكانت تذهب يومين إلى الحرم الجامعي؛ لجلب المحاضرات، والمواظبة على حضور الحلقات النقاشية. لكن الصحب والأساتذة، يقدمهم الراحلان: عبد الغفار عودة، وأبو بكر خالد، أشاروا عليها بالابتعاد عن المضمار الطلابي، إذ إنها كانت تبزهم وتتفوق عليهم بصورة أربكت المنظومة وقتها، ووضعت الأساتذة والأصدقاء المذكورين، في حرج الحديث معها باعتبارها إحدى فنانات المسرح المُتحققات من جانب، فكيف تُعَامَل وفق منطق الحضور والانصراف، ودرجات أعمال السنة، إلى آخره، مما لا يليق بها (رغم احترامها الشديد لفكرة التعلم السامية).
تركت نجوى الجامعة (أو هُجِّرت منها اختيارا) لكنها لم تترك عشق المسرح فانخرطت في التجارب التطبيقية، فكان أن بدأت (نجوى عبد الرحمن) فصلا جديدا في مشوارها المسرحي، ممثلة في الفرقة القومية بالإسماعيلية، ثم في الفرقة القومية ببورسعيد، وأثناء ذلك كانت تُخرج تجربة لمسابقة نوادي المسرح بالإسماعيلية، وحصلت (وقتئذ) على جوائز مسرحية عدة، أهلتها لدخول مهرجان المسرح التجريبي، مُمَثِّلة جمهورية مصر العربية. ثم كونت (نجوى) فرقة مسرحية مستقلة، كان اسمها (النورس). عرضت التجارب الطليعية للفرقة المذكورة في مهرجان المسرح التجريبي.
وتوالت الأعمال المسرحية المدهشة للفرقة. ثم مثلت (نجوى عبد الرحمن) لصالح فرق: القنطرة شرق، وثقافة القاهرة، إلى آخره. طوفت أديبتنا بمجالات الفن المسرحي كافة: (ممثلة، ومساعدة للإخراج، ومنفذة للإخراج) في المسرح القومي بالقاهرة، وعدد من محافظات مصر، وأقاليمها العليا والسفلى. ثم اهتدت إلى فن الإعداد المسرحي، أو فن (الدراماتورج)؛ فأعدت مسرحيات لصالح فرق: الهناجر، والقومي، والقنطرة شرق، والمنيا. ومن أمثلة إعدادها المسرحي: الكلاب تنبح القمر للدكتور عبد الغفار مكاوي، والدخان لميخائيل رومان. كما أنها عرضت لصالح المسرح القومي بالقاهرة، مسرحيتي: عنترة 90، وبلدي يا بلدي للدكتور رشاد رشدي.
إن فعل الكتابة عند أديبتنا قديم، قِدَم علاقتها بالقمر وحوريات البحر. بدأت إرهاصات الكتابة في بواكير المرحلة الثانوية على هيئة خواطر، وبوح يقترب من حمى النظم الشعري، ثم نمت محاولات جريئة في القصة القصيرة، كان أولها قصة (نبش)، التي نشرت في جريدة (أخبار اليوم)، و(الثقافة الجديدة)، ثم أعقبتها قصص عدة، نشرت في دوريات ومطبوعات شتى، مثل: الثقافة الجديدة، ومجلة العربي. إلى أن حطت أشرعة أديبتنا عند شطآن رواية (ست الحُزن)، ولقد انتهت (نجوى عبد الرحمن) من تحبيرها في التسعينيات، ثم تركتها خوفا من مواجهة مضامينها، التي تُعري الشخصية البورسعيدية بصورة تأملية فلسفية، على مدار نصف قرن تقريبا، ثم عادت أديبتنا إلى رغبتها في إخراجها للنور منذ سنوات قليلة، وكانت بصدد طباعة مجموعة قصصية أخرى؛ فما كان من الفنان التشكيلي الأستاذ: محمد صلاح مراد، صاحب دار نشر (الدار)، إلا أن أشار عليها أن تؤجل نشر المجموعة القصصية، إلى أن يجد روايات ينشرها؛ لأنه كان يحضر (وقتذاك) لفعاليات معرض الكتاب، فأخبرته أنها تملك نسخة خطية لرواية، تخاف ألا تصلح للنشر؛ فقال لها رجاء أرسليها، فأرسلتها له، ففطن الفنان (بوعيه وحنكته) إلى أهمية الرواية، فكانت ست الحزن أولى روايات أديبتنا، ثم شفعتها برواية (سيدة الأحلام)، ثم اختتمت ثلاثيتها الروائية برواية (كان رجلا وغريبا).
• نشر لها في نهايات الثمانيات والتسعينات قصص في جرائد ومجلات مصريه وعربيه
• اول عمل اخراج لي كان سنة ١٩٩٣ اسمه ١&٢&ونورا
• وقد حصلت علي جائزه احسن مخرج من لجنة التحكيم الخاصة
• رشحت العمل للتجريبي وعرض بأسم الهناجر في المهرجان التجريبي
وسنة ١٩٩٤ تم عرض العمل الثاني من اخراجي ايضا بالمهرجان
التجريبي
• انتج لها الهناجر مسرحيه الكلاب تبح القمر ١٩٩٦ من اخراجي
• اخرجت للثقافة الجماهيرية بالقنطرة شرق.. ومخرج منفذ للعديد من المسرحيات سواء بالهيئة العامة لقصور الثقافة او البيت الفني للمسرح او لفرقتي الخاصة نورس للتجارب المسرحية
• قامت بأعداد العديد من الاعمال المسرحية
• تولت العمل بتوجيه المسرح المدرسي في الفترة من ٢٠٠٢ وحتي ٢٠١٦ وقمت بتقديم العديد من الاعمال المسرحية تعدت عشرات الاعمال من المسرح العالمي والعربي والمسرح
• آخر عمل مسرحي كان ٢٠١٧ مسرحيه حاويات بلا وطن للكاتب العراقي قاسم مطرود ومن اخراجي وبأعضاء فرقة نورس للتجارب المسرحية عمل واحد انتاج خاص ساهمت فيه كمخرج منفذ كان فكر مرتين من تمثيل سهير المرشدي واحمد عبد الوارث ومن انتاج القومي للأمومة والطفولة وجاب محافظات مصر خصوصا جنوب مصر…
• صدر لها ثلاث روايات:
الروايات هي :
1/ ست الحزن
2/ سيدة الاحلام
3/ كان رجلا وغريبا
رواية ( كان رجلا وغريبا) تتناول الرواية فترة مهمة ومفصلية في تاريخ مصر بشكل عام ، وفي تاريخ مدينة بورسعيد الباسلة – مسقط رأس الكاتبة – بشكل خاص ، فترة العدوان الثلاثي ومأساة تهجير أهالي بورسعيد ، ثم نكسة 1967 ، وتنحي عبدالناصر ، وعودته مرة أخرى عقب مظاهرات الشعب التي خرجت تطالبه بالعودة ، ثم وفاة عبدالناصر وتولي السادات ، وسياسة الانفتاح التي أضرت بالبلد ، وحولت بورسعيد – كما ترى الكاتبة – إلى مول تجاري ، ونزعت عنها وجهها الإنساني .
كل هذا من خلال أسرة تعمل بصناعة الحلوى .
(زين ) هو الشخصية المحورية في الرواية ، الرجل الغريب كما أسمته الكاتبة ، شاب طيب طموح بسيط ، يحمل بين جنبيه قلبا من ذهب ، يحب الجميع ، ويحنو على أخوته ، على الرغم من قسوتهم وتنكرهم له ، ويبر أمه دائما .
نجحت نجوى عبدالرحمن في رسم ملامح شخصيته ، بحميمية وحرفية عالية ، كل هذا من خلال لغة بسيطة جدا ، يغلب عليها الحكي والسرد التلقائي ، الذي يلامس الروح بخفة طائر .
تقدم الكاتبة في روايتها سردا متصلا لأحداث ، وأزمنة ، وأماكن عايشتها بأدق تفاصيلها ، وتصور دوافع ومشاعر وأحاسيس شخصياتها ، وترصد مشاهداتها ، من خلال تقنية الفلاش باك أحيانا .
التخييل التاريخي هو الملمح الأبرز في تقنيات السرد لدى نجوى عبدالرحمن في تلك الرواية ، فهي ليست رواية تاريخية بالمعنى المعروف ، ولكنها قد اتخذت من التاريخ تكأة تتكئ عليها في بناء معمار روايتها ، فهي رواية إنسانية بالمقام الأول ، تمنح الإنسان مساحة كبيرة من الاهتمام ، وتعبر عنه نفسيا ، وتحاول الإجابة عن أسئلة كثيرة تتعلق بالنفس البشرية ، وتطرح قضايا قيمية تخص هذا الإنسان ، ولكن الكاتبة تستدعي تلك الحقبة من تاريخ مصر بشكل عام ، وبورسعيد على وجه الخصوص ، لتكون مسرحا لأحداث روايتها ، لأهمية تلك الفترة ، ولأنها ربما عايشت بعض هذه الفترة ، ورأت وعايشت بعض شخصيات روايتها ، فأرادت أن تستقرئ التاريخ من خلال هذه الشخصيات ، ربما لتجيب عن أسئلة تخص الراهن .
4/ مجموعة قصصية ماريونيت.