جبار عودة الخطاط : تواقيع ٢

تواقيع ٢
جبار عودة الخطاط

الطفل
الذي خرج بعملية “قيصرية”
تطلع في وجه الطبيب قائلاً:
“حتى أنت يا بروتس”

*

في حديقتي فقطْ
ثمار موز تطير
بجناحين مذهلين
وعصافيرٌ صفراء
تتدلى من شجرة موز

*

ميت أنت فكيف تتشاجر
مع حفار القبور
تصرخ به:
لقد أوجعت الأرض بفأسك أيها الأحمق
تطرده وتدفن جثتك بنفسك

*

اللصوص المقدسون
سرقوا مصارف البلاد
وحين فرغوا منها جميعا
سرقوا مصرف الدم

*
لا دَور لنا
نقفُ أنا وظلي
مثل حلمتين نافرتين
في صدر رجل

*

الطبيب
أعطاني علاجاً جيداً للأرق
المشكلة مكتوب عليهِ:
يؤخذ قرصاً منهُ بعد النوم!

*

الدمعة
بحر بلا ضفاف
تختصره نقطة

*

القذيفة التي
سقطت في حديقتنا
هي طائر زاجل يحمل رسالة
من معسكر الأبدية

*

من يقنع طفلي الرضيع
أنه أزاحني بقوة الصراخ
وأستولى على زقورة تفاحي
ذاكرة فمي تغبطه وتتحسّر

*

لإعضائنا الحميمة
ذاكرة تتألم وقلب يعشق أيضاً
مذهبها عذريٌ
وليس داعرا
نحن من يرميها بدعارته
وينسلُ بعيداً

*

وليدهما ليس طفلاً
بل تفاحة سقطت وهي تصرخُ
من الشجرة
بعد أن قضمتها خطيئتهما
في ليلٍ دُبرَ بليل

*

الباصات تكتظ
بركابها من الخيول
الجياد
تتخلى عن وظيفتها
فكيف نلامس خط الوصول

*

ذلك العدّاء
واقفٌ
والطريق يهرول

*

كلما فتحت خزانة ملابسي
وجدت احلاما معلقة
تبحث عن قميص لي
سرقه أحد عشر ذئبا
وجاؤوا عليه بدم كذب

*
تأخرت زوجته
في اعداد عشائه
أكل العجوز طقم أسنانه
و فرّش أحلامه ونام

*

تقاعد الحبلُ عن سُمهِ
صار أفعى كسيحة

*

لا أتمكن من النوم
مالم أرتدي نظارتي
فالأحلام تأتيني
في مدائن معتمة
لا أكاد أتبين تفاصيلها
من دون نظارة طبية

*

تعلم السباحة
فأشبع الساقية
صفعات على وجهها
ذراعاه يشعران بالزهو

*

جورابي منطاد
حلقَ به خنصري
ثم نزل للبحثِ عن امه الأبهام
في قدمي الغارقة
في قاربها الجلدي الأسود

*

ذلك البئر
الذي جفّ ماؤه
هو شاعرٌ غادرته القصيدة
فأصبحَ عاطلاً عن الماء

*

في العراق العظيم فقط
بطريق يفوز
بكأس الطيران العالمي
لا تستغربوا فمدربه فيل

*

أراد تعضيد داروين
فقالَ:
البعيرُ إصلهُ إبريق

*

إني لأغبط ساعتنا الجدارية
كيف لا تصاب
عقاربها بالدوار؟

*

إمنحيني
( باسوورد ) حاسوبك ِ الأبيض
كـي أدخـل الى قبو العسل
فما أشهى أن تكون
عين الحاسوب (بيها عود)
… عودي أنا الفقيرُ لكِ

*

حين عرفتك ِ
عرفتُ إن كل سنيني الماضية
نخالة هواء

*

يا لغبائهم
كم حاولوا
وضعي
في جيوبهم المثقوبه

*

قصير هو
عمر الفراشة
لكنها انتصرت
على عمر ( التفكة )
لانها وهبت الشمعة
شبابا سرمديا

*

الارض
عجوز شمطاء
شاهدة على لعبة حيواتنا
المولودة بالموت
والميتة بالولادة

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| كريم الأسدي : مركبُ الأرض ..

قاربٌ يتحطمُ فوقَ الصخورْ  فيغرقُ طفلٌ ويأفلُ في مقلةِ الأُمِّ نجمٌ ونورْ يريدونَ حريةً وحياةْ  …

| عدنان عبد النبي البلداوي : قالوا  وثَـقْـتَ .

لـكـــلِ قــافــيـةٍ عَــزْفٌ ، تــوَلاّهــا وحُسـنُ مضمونها، إشراقُ مَغْـزاهـا أجـواؤها إنْ حَواها الصِدقُ عامـرةٌ وعَـذْبُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *