حسين عبد اللطيف ايقونة البصرة
عادل علي عبيد
ممتنون جميعا لأدوار الناقد التشكيلي خالد خضير ، وهو يؤكد في دورات مربديه سابقة ، وهتافات وصرخات اطلقها هنا وهناك على ان تكون احدى تلك الدورات مخصوصة بأمير اور الذي ما برح يرقب طرقاتنا المتخبطة ، ومرورنا الخجل في طرق الادب . يا خالد خضير لقد تحقق حلمك في المربد الشعري بدورته الثالثة والثلاثين ، وستسمع بنفسك قصائد سيشدوا بها الشعراء وهي تتغنى بشعر حسين ، وتؤكد حضوره المشاكس في عالم الشعر ! اذا ما سلمنا انه كان ثائرا بطبيعته على كل اشكال القصيدة ، ليتفرد بلون تحدد به ، وتخصص بشعره . اظن انت الاقرب من شاعرنا الراحل ، كان متمردا على الذات وحافظا لها ، ومتمردا ايضا على المكان ، ولكنه كان وفيا له .. انت تعرف ان حسين لم يملك مالا يوما ، ولكنه كان الاكرم بيننا ، والاسبق الى الايثار . ولم يستقر في بيت او محلة فاستحق لقب السندباد البصري ! وهل ننسى يوما حديثه الصريح امام احد الازلام وهو يدافع عن الادباء وكأنهم يؤلفون قطعة من جسده ، هل ننسى مواقفه في الدفاع عن ادباء كانت اشعارهم كفيلة بان نرددها وجلين لنلتقي باعتاب

الصباح الحالك ! اعترف يا صديقي ان عشرة ايام قضيتها بصحبة حسين في العاصمة بغداد كانت بحق تؤلف كتابا مفتوحا لشخصية ثائرة لا تستقر بمكان ، شخصية بريئة تلقائية ، ولكن بحذاقة وتشخيص لكل ما يدور حولها . فلم يكن يوما يفكر بنفسه دون اديب آخر ، ولم يتغالى بأدواره التي تكفل بها ادباء عن سلطة الآخر الجاحد . نعم ، تحقق حلمك يا خالد لأنك كنت تنوب عنا ، وكيف لا وانا الذي اعترف لك ان عشرات الاسماء من شعرائنا المبدعين انطلقوا من معطف حسين عبد اللطيف ، وعشرات آخرون اصطدموا به في اول لقاء ، وانت تخبر جديته ، وعدم مجاملته ، ولكنهم صلوا كثيرا لتلك اللحظات التي جعلتهم يعيدون النظر بكتاباتهم.