محمد علوان جبر : صاحب المواركة بيننا .. جابر خليفه جابر … جزء من ورقة (ملف/33) 

إشارة : 

طبع القاص والروائي “جابر خليفة جابر” بصمته الأسلوبية المميزة على خارطة السرد العراقي عبر فهم عميق لسرّ الحداثة المنبثقة من عمق التراب العراقي (تراب البصرة تحديداً). يذكرنا جهد جابر أو مشروعه بما قاله الراحل الكبير “عبد الرحمن منيف” في رسالة إلى المبدع “شاكر خصباك”: “النجف وحدها تضع مائة رواية أهم وأخطر من ” مائة عام من العزلة”. واعتزازا بتجربة جابر السردية المتفرّدة تبدأ أسرة موقع الناقد العراقي ملفها عنه وتدعو الكتّاب والقرّاء إلى إغنائه بالمقالات والصور والوثائق.

صاحب المواركة بيننا 
جابر خليفه جابر … جزء من ورقة 
محمد علوان جبر

عزيزي ، سوف لا أتحدث عنك كما تحدث عنك الكثير من النقاد والقراء أوكما تحدثت أنت عن نفسك ، سوف لا أتحدث عن البرحية التي زرعها جدك الفاوي والتي ولدت تحتها وشربت من غرين الماء المحيط بالبصرة والفاو ، لان هذا الوصف وهذا الحديث لايكفي لوصف قامة بصرية اذهلنا تواصلها مع الابداع والجمال ، بل سأتمادى اكثر واترك كل ماكتبت ، ساترك المواركة ومخيمها وطريدون واصوات اجنحة جيم وزيد النار وجيم الجديد ، لكني ساكتفي وبعجالة بمحاولة لقراءة قصة ـ ساعة آمنة ـ هذه القصة التي قال عنها الناقد المعروف بحماسته وانحيازه للقصة العراقية واعني الناقد المختص بعلم نفس الابداع ، الدكتور حسين سرمك حسن بانها ” يعني قصة ساعة امنه ـ ( قصة تقطع نياط القلب واضاف بانها ينبغي أن تعلق على لوحة شرف القصة العراقية القصيرة وخص الادب العراقي السردي لمرحلة مابعد الاحتلال الامريكي البغيض )

من اليمين: الروائيون عبد الكريم السعيدي – محمد علوان جبر – جابر خليفة جابر

أذن لماذا قال عنها حسين سرمك هذا الكلام الذي اعضده ، لأني وبقراءة سريعة للقصة التي احالتني الى الوطن وتشكلاته وعلاماته عبر المقارنات الذكية بين ” سوق حنا الشيخ ” في البصرة و متجر سلفريدح في لندن اوكسفورد .. وهو شارع شهير يؤمه الناس من كل العالم كان فيما سبق اسطبل للخيل وتنبعث منه الروائح الكريهة . حينما قرر بعد سنوات من قرار سلفريدج الانكليزي أن يفتح سوقا في مكان نائي يطل على نهر العشار واستطاع أن يسحب المتبضعين من اشهر اسواق البصرة ـ سوق الهنود و سوق شارع الكويت ـ عبر تخفيض الاسعار وعرض البضاعة الجيدة .. نجح حنا الشيخ كما نجح سلفريدج .. وفي لندن يقف بطل قصة ساعة امنه ليشتري ساعة لابنته وقميصا لابنه وقنينة عطر لزوجته .. ويقف عاجزا امام اسئلة ابنته المشاكسة لماذا لانمتلك بضاعة مكتوب عليها ” صنع في العراق ” لكنه يقف امام سؤاله المهم ” لماذا لانكتب تاريخ امنكننا التاريخية ” أن نتناولها تاريخيا . فكما حنا الشيخ خلق المكان الذي يؤمه اليوم الاف المتبضعين كذلك فعل سلفريدج من تحويل الاسطبلات الى مكان تجاري يؤمه الاف المتبضعين في العالم فيرد موضوع ابنه عمار عبر ربطه الذكي بين ثورة الحجارة في فلسطين وثورة الحجارة في البصرة التي اوقدت شرارة المقاومة التي يهمس احدهم في اذنه أن اول من قذف الهمفيات الانكليزية هو ابنه عمار .. الذي يقرر عبر ساعته المتصلبة التي تشبه ساعة سلفريدج أن يهجر البصرة متخذا من بغداد مأواه .. ليجد نفسه امام نهر دجله ودمه يختلط مع مياهها العذبة .. جابر وعبر هذه العلامات بدءا من الساعة ـ وسوق حنا الشيخ ومتجر سلفريدج وتمثال الحرية في امريكا ودجلة وعمار ثورة الحجارة .. كلها علامات صنع منها اجابة الى ابنته التي قالت لماذا لايوجد شيء مصنوع في العراق .. استطاع أن يجيبها بان ” عمار صنع في العراق ” .. القصة اعدها وجبة سردية جميلة يستحق جابر خليفه جابر أن نشكره عليها ..

 
تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

د. قصي الشيخ عسكر: نصوص (ملف/20)

بهارات (مهداة إلى صديقي الفنان ز.ش.) اغتنمناها فرصة ثمينة لا تعوّض حين غادر زميلنا الهندي …

لا كنز لهذا الولد سوى ضرورة الهوية
(سيدي قنصل بابل) رواية نبيل نوري
مقداد مسعود (ملف/6 الحلقة الأخيرة)

يتنوع عنف الدولة وأشده شراسة ً هو الدستور في بعض فقراته ِ،وحين تواصل الدولة تحصنها …

تعليق واحد

  1. جابر خليفة جابر

    الروائي والقاص المتميز الأستاذ محمد علوان جبر تحياتي لقراءتك المتفردة هذه ومحبتي لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *