الجزء السادس والعشرون
زكية تواصل حديثها الإسبوعي مع مروة : نعم أنستي برسالة نصية صغيرة انهى المقدم طاهر عاماً كاملاً … كما أسلفت … فإنتكست أم عابد .
مروة : يا لها من صعقة غير محسوبة … من حقها … تنتكس … أرجوك أكملي .
زكية : لم تمر العاصفة بسلام … رقدت أثرها في المستشفى لمدة شهر كامل … والحمدُ لله تعافت وعادت الى عملها الذي يمدها بالحياة مقررة التواصل ، وذاعت بين الناس بالإتفاق مع عصام بأنها هي منَ فسخت الخطوبة لأمور عرفتها مؤخراً عنه … وكلما تتزاحم الأحداث تتقادم الأخبار .
مروة : أشدُّ على يدها … فهذا … رجل وضيع … ويجب ان تكون أقوى من خداعه … وان لا تمنح الثقة لكل من هب ودب … وان تفوض أمرها الى الله تعالى .
زكية : وهو كذلك .. عادت الى وظيفتها في المعمل … والى مهنتها في الخياطة … وزبائنها كثُر لأنها تجيد خياطة كل أنواع الملابس النسائية والرجالية ، والطريف في قدرها انها محط اهتمام الرجال في موقع عملها ، وقد أخبرتها احدى الموظفات ان احد زملائها معجب فيها ، لكنها ردتها رداً عنيفاً ، وحذرتها من قول هذا الكلام لأن جروحها لم تتعافَ بعد من أكذوبة الإعجاب وتمثيل الخطبة ، ولكن زميلها نزار هذا غير متزوج شاب مقبل على الحياة ، تقرب إليها بكل أدب وأحترام لغرض الخطبة ، فقالت له وماذا بعد الخطبة ؟ اجابها :
ان تشاركيني حياتي ، فوافقت شريطة ان لا تطول الخطبة أكثر من أسبوع وان لا تعلن الخطبة إلا يوم الزفاف ، فوافق بالحال وراح يسرع بخطى عملاقة لإكمال اجراءات العقدين الشرعي والقانوني في المحكمة ، وأقام لها حفل زواج كبيراً … وقد بكيت كثيراً من الفرح لأجلها … عوضها الله خير على معاناتها .
مروة مبتسمة : الحمدُ لله .. وبالفعل ردت إعتبارها لنفسها أمام الناس على الأقل خبر يثلج الصدر.
زكية : كان نزار رجل رائعاً… أحبها بصدق حول حياتها الى جنة عدن ، وقد رزقها الله تعالى بولد بعد ان ذاقت الويلات جراء حرمانها من ولدها عابد ، وفي العام الثاني رُزقت بولد ثانٍ أدخل السرور وزرع البسمة على محياها ، وتشاركا كما يقول المثل على الأيام الحلوة والمرة في حرها وبردها ، وعلى الرغم من كونه موظفاً بسيطاً إلا أنه أستطاع ان يشتري قطعة أرض في إحدى المناطق بالتقسيط وقد تمكن من تسديد كل الأقساط ، ثم اتفقا على الإقتراض من المصرف لبناء هذه القطعة أفضل من بعثرة المال على الإيجارات ، وقد لاقت الفكرة استحسان ولاء ما دام التسديد يتم من راتبيهما ، وقد تم الأمر وحصلا على القرض وتم بناء منزل صغير ولكن بطابقين ، وكانت فكرة نزار إستثمارية وهي الإفادة من الطابق العلوي بإيجاره والإفادة من مبلغ الإيجار ، المهم … انتهى القرض ولم ينته بناء البيت ، فقاما ببيع كل ما لديهم من غالٍ ونفيس وإستدانا من بعض الأصدقاء المخلصين حتى اكملوا النواقص في الطابق الأرضي فقط أما الطابق العلوي فمؤجل الى حين ميسرة ، المهم تخلصا من شبح الإيجارات .
مروة مبتسمة متنهدة : وأخيراً … حصلا على السكن لأن السكن وطن … الحمدُ لله رب العالمين لقد عوضها الله تعالى بهذا الرجل حفظه الله لها ولأولادها ولم شملها بولدها عابد .
زكية مبتسمة : وعاودت مهنة الخياطة من جديد وعلى الرغم من انه حي جديد إلاّ ان احترافها في الخياطة جعل كل من يرى إبداعها يعلن عنه ، وراحت تسدد بعض الديون مما تحصل عليه وكلاهما متعاونان وسعيدان يذهبان الى العمل ويعودان سوياً وأطفالهما معهما ، والجميل تفهمه لها بقدر حبه ، ويفهم حاجتها إليه في طلب المساعدة في الحصول على أخباره ولا تطمع أبداً بأكثر من ذلك ، ولأنها أم تفهمت لوعة ولاء على ولدها عابد ، وراحت تتقصى أخبارهم من بين الأقرباء حتى وجدت رقماً فإتصلت بالحا%