غوغل وزها حديد
فاتح عبد السلام (ملف/36)

غوغل وزها حديد

فاتح عبد السلام

حدث كبير عندما يحتفي محرك البحث غوغل الذي لا يستغني عنه اي نسان في الارض اليوم، بالمعمارية العراقية الراحلة زها حديد، لمناسبة يوم المرأة العالمي.

غادرت حديد (65 سنة)، وهي في قمة العطاء وأمامها أحلام كثيرة ومنجزات قيد التنفيذ، عجزَ عمالقة المهندسين والمعماريين في العالم على مجاراتها.

وفي بلدها الذي ظلت تعبر عن اعتزازها الكبير به في جميع الاحتفالات العالمية، لا يوجد استجابة احتفائية من الدولة بهذه العبقرية الفذة التي حملت اسم العراق بالرغم من انها اغتربت عنه اربعة عقود.

زها حديد رحلت، ليس بها حاجة لتكريم من العراق أو امتيازات أو حفاوة أو استذكار، وكل ما كان ينبغي للحكومة العراقية أن تفعله تخليداً لذكراها إنّما هو فخر للعراقيين جميعاً، إذا يصلح الاحتفاء بذكراها يوماً وطنياً لتكريم المرأة العراقية التي لم تنقطع سلالات ابداعها. بل كان يمكن للسلطات أن تغسل ببهاء اسم الراحلة شيئاً من أدران السلطة التي تثقل خطواتها وشكلها وكلامها.

زها حديد، نالت أعلى الاوسمة والميداليات والجوائز في حياتها، وحصلت في عام 2012 على لقب “Dame” وهو أرفع لقب تمنحه ملكة بريطانيا للنساء، على سبيل المثال. أعلم ان لدى النساء العراقيات طاقات كبيرة، لم تفسح لها المجالات للظهور والمنافسة الدولية. وأملنا أن تولد في العراق مؤسسات تعنى بإبداع النساء العراقيات في صنوف العطاء من دون استثناء.وقبل ذلك كله وبعده، لا توجد امرأة في العالم مثل العراقية تحمّلت هذا الكم الهائل من اعباء الحياة ومصائبها وحروبها الداخلية والخارجية وجور القوانين، وذلك البلاء كله اسهمت في وجوده السلطات بأنواعها.

زها أوبرا سيدني

*عن جريدة الزمان

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

د. قصي الشيخ عسكر: نصوص (ملف/20)

بهارات (مهداة إلى صديقي الفنان ز.ش.) اغتنمناها فرصة ثمينة لا تعوّض حين غادر زميلنا الهندي …

لا كنز لهذا الولد سوى ضرورة الهوية
(سيدي قنصل بابل) رواية نبيل نوري
مقداد مسعود (ملف/6 الحلقة الأخيرة)

يتنوع عنف الدولة وأشده شراسة ً هو الدستور في بعض فقراته ِ،وحين تواصل الدولة تحصنها …

تعليق واحد

  1. Abdullah ashaikh

    اسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
    ماتوا وانتهوا قبل وفاة زها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *