إشارة :
من المهم القول إنّ المشروع الشعري للمبدع والمفكر الكبير الدكتور “خزعل الماجدي” قد استبطن مشروعه الفكري التجديدي القرائي للحضارات القديمة – العراقية خصوصاً – منذ مجموعاته الشعرية ومحاولاته التنظيرية الإبداعية الأولى في نهاية السبعينات. وعلى هذه الأمّة أن تفخر بهذا المريد الصوفي السومري الذي أصبح مُعلّماً. تتشرف أسرة موقع “الناقد العراقي” بأن تُعدّ هذا الملف عن المبدع الكبير الماجدي وتتمنى على الأحبة الكتّاب والقرّاء إثراءه بالمقالات والصور والوثائق.
خزعل الماجدي: الشعر طريقة حياة كاملة
احد من الأصوات الشعريّة العراقيّة المهمة، ومن أكثر شعراء جيله مثابرةً ودأبًا على الاهتمام بتاريخ الأديان والميثولوجيا. حصل على شهادة دكتوراه في التاريخ القديم من معهد التاريخ العربي ببغداد. مارسَ وظائف كثيرة محررًا ثقافيًا في دائرة الاذاعة والتلفزيون وفي صحف عراقية وعربية. شهد خزعل الماجديّ ولادة مرحلة ثقافية بملابساتها وتفاصيلها الكثيرة كلها. له ولع بالتقنيات وآليات الفن ولغة الجسد، والافتتان المفرط بالجمال. أوغل في التجريب ومفارقة السائد، وأسس مبكرًا لفكرة النص المفتوح، فكان نصه الشهير (خزائيل) الأكثر جرأة على نحت لغة تغادر ذاكرتها التعبيريّة والدلاليّة. راهنَ خزعل الماجدي على تجربته، فأدار ظهره للساسة، فسارَ بالشعر والمعرفة إلى ما يجنبه الوقوع في أغراض أخرى. لتجربة خزعل الماجديّ خصوصيتها وتداخلاتها وخرائطها وعوالمها الخاصة، لا أعتقد أنها تشبه تجربة شعرية أخرى. له من الدواوين الشعرية: يقظة أدلمون، وأناشيد اسرافيل، وخزائيل، وفيزياء مضادة، وفلم طويل جدًا. وفي الميثولوجيا: سفر سومر، وحكايات سومرية، وميثولوجيا الأردن القديم، آلهة الشام، العَود الأبدي. وصدر له قبل أيام: موسوعة تاريخ الخليقة. كان لنا معه الحوار التالي:
÷ ماذا استخلصت من تنقيبك في التاريخ عن معالم مهمة أفادت البشرية بأشياء كثيرة؟ وأين وصلت هذه الرحلة؟
} استخلصت أن الإنسان كائن مغفّل وعنيد، فهو يحتاج الى ملايين التجارب لكي يصل الى فهم حقيقة واحدة، عندما تقرأ التاريخ جيّداً تكتشف أن الحياة تولد مقلوبة في كلّ عصر ويتم تعديلها بصعوبة، ولا ينتفع بهذا الجهد الجيل القادم بل يعيد الأخطاء ذاتها ليصل بصعوبة إلى ما وصل اليه أسلافه. خذ مثلاً الثورة العلميّة التي قام بها الغربيون منذ عصر النهضة وإلى يومنا هذا مازالت عصيّة على الفهم عند الكثير من الشعوب الأخرى، ومنها شعوبنا العربية والإسلامية، رغم أنها بدأت منذ خمسة قرون، وترى هناك من يعتقد بالخرافات الدينية التي تفسر العالم والوجود بل والتاريخ، أيضاً، الى الآن، لا أحد يستعمل عقله.
وخذ مثلاً السعادة، فالكثيرون يبحثون عن السعادة في رحلات وطموحات عجيبة وغريبة، والسعادة بين أيدينا يمكننا العثور عليها ببساطة في الأشياء التي نحبها مباشرة، بمجرد أن نرخي العنان لرغباتنا وحاجاتنا الأساسية سنكون سعداء، السعادة في غنى الجسد والروح، وليس في السلطة والمال والمظاهر الشكلية الزائفة لكن اللهاث لا ينتهي وراء هذه الأمور.. وهكذا. هل يشك اليوم أحد بالتعليم وجدواه لكن نصف شعوب الأرض لا تراه مجدياً وربعها يمارسه بشكل محدود، رغم أن الجميع يحمل بين يديه ثمار العلم والتعليم.
البشرية انتقلت بصعوبة بالغة من عصور ماقبل التاريخ الى العصور التاريخية وكانت وسيلة الانتقال هي اختراعها للكتابة، وانتقلت من التاريخ القديم الى التاريخ الوسيط، في خطوة ارتدادية شاملة، عندما ظهرت الأديان التوحيدية الشمولية، وانتقل الغرب وحده الى العصر الحديث عن طريق العلم فهجر الفهم الديني للعالم وطبق الفهم العلمي ونجح في امتلاك العالم والفضاء والزمن، وبقينا نحن سجناء في التاريخ الوسيط.. ولن يحررنا شيء سوى العلم.
التاريخ المعاصر الذي نحن فيه يمشي بقوة نحو تحويل الحضارة الغربية الى حضارة عالمية تساهم فيها شعوب الأرض كلها وليس الغربيون فقط (كما كان في التاريخ الحديث)، ولكني محبط تماماً من وضع شعوبنا العربية والإسلامية التي تحب استهلاك منجزات العلم من دون أن تساهم فيه أو من دون أن تحترمه وتحترم منجزيه، هذا يسبب لي الألم ويجعلني أشعر بحصول كارثة كبرى مقبلة.
÷ ما هي طبيعة هذه الكارثة المقبلة؟
} أن تنفد ثرواتنا الطبيعية وأن يتخلف شبابنا ويلجأون للعنف أكثر فتصبح هزيمتنا سهلة جداً، وكل هذا سيجعلنا، بسبب الفشل والهزيمة، أعداءً للبشر المختلفين عنا في الدين والطبيعة، ولا شك أن هذا سيولد صداماً عنيفاً قد يبيدنا ويقهرنا نهائياً.
÷ وكيف ترى الحل؟
} الحل الوحيد بالتواضع ومصالحة الآخرين والاعتراف بهم واحترام خصوصيتهم والمباشرة ببناء أنظمة تعليم ومؤسسات قانونية رصينة وتبني العلم وبناء دول ديموقراطية ومجتمعات متطورة اقتصادياً وثقافياً، ونزع فتيل العصاب الديني والقومي والشعور بالراحة في كوننا بشراً عاديين مثل بقية البشر ولنا مساهمات متواضعة في التاريخ مثلما للآخرين ونحن لم نكن متفوقين عليهم في الحضارة أو في الدين بل متنافسين معهم وهم يملكون مثلنا حضارات وأدياناً عظيمة، علينا أن نفيق من الوصف اللاهوتي لنا كوننا خير أمة، فهذا لا يليق بنا، إنه خطأ حقيقي لا بد من وضع حد له، والتخلي عن أوهام العظمة.
الشعر
÷ الأدبُ متصالح مع الثقافة والمجتمع، بينما الشعر مضاد لهما لأنه يهدد أنظمتهما، إلى أي مدى ترى هذا الوصف صالحاً لنصوص عراقية كثيرة وبخاصة بعد 2003؟
} الحقيقة أن هذا الوصف، الذي صرحت به في حوارات كثيرة، هو وصف عام أراه يصلح لكل الشعوب ولكل الأزمنة، فالشعر غير الأدب؛ لأنه شيء آخر غير الأدب، فهو محتشد بطاقة لا تنتهي هي مصدر الأدب والدين، هو مشحون بطاقة المخيلة وطاقة اللغة المخبأة في مستويات عميقة. الأدب العراقي الآن في مرحلة استرخاء ربما، ولذلك تنشط فيه نصوص الأدب والسرد والنثر بشكل عام، وهذا يدل على علامة عافية من ناحية لكن المسار السياسي رديء جداً وهو الذي يجعل إكمال مهمة بناء مجتمع جديد وأدب جديد صعبة جداً. العراقيون بحاجة لفترة استرخاء واستقرار طويلة وستجدهم عندها يبدعون في كل المجالات. لكني لا أعتقد بحصول هذا قريباً، ربما سيأخذ وقتاً لبضع سنوات مقبلة وربما لعقود.
الشعر العراقي الحديث كان في السابق محتدماً ويشتغل بقوة ضد التردّي الحضاري والسياسي والإجتماعي ولذلك أنتج كل ذلك التراث المعروف منذ السياب وحتى آخر الشعراء الجيدين اليوم، أما اليوم فالشعراء متطامنون ومتصالحون مع المجتمع ومع الطوائف ومع السياسة ومع التخلف فلا يمكن أن يظهر شعر جديد بهذه الطريقة، إلا إذا أفاق الشعراء وانتبهوا للذي هم فيه وشحذوا قواهم وتحوّلوا الى كائنات مضادة للأعراف والتقاليد الاجتماعية والدينية والسياسية البالية وكتبوا نصوصاً جديدة بالكامل.
÷ للشعر العراقي خصوصية عبر أجيال كثيرة باتت معروفة، أين تكمن هذه الخصوصية تحديدًا في اللغة أم في التشكيل؟
} خصوصية الشعر العراقي أولاً بمضامينه المبتكرة الجديدة وثانياً بأساليبه الشكلية الجديدة وثالثاً بلغته المتدفقة، لقد أنجز الشعر العراقي في ظرف ستين عاماً (1947ـ2003) أعظم المنجزات الشعرية الحديثة التي تتصدر مشهد الشعر العربي المعاصر، وقد بدأ بالمنجز الشكلي في إنجاز شعر التفعيلة (الحر كما نسمّيه) ثم قصيدة النثر ثم النص المفتوح (وكل هذه أنواع شعرية جديدة ومبتكرة) وأنجز شوط المضامين الجديدة ثم أضاف المنجز اللغوي ذات الطبيعة الرؤيوية ثم المنجز الجمالي ثم الروحي، كل هذا تحقق على يد ستة أجيال متظافرة ومتجادلة فيما بينها.
÷ والفترة الأخيرة الجديدة بعد 2003، كيف تراها؟
} فترة مشوبة وغامضة استمرت فيها أغلب الأجيال الخمسة (جيل الرواد غاب عن المشهد) بإكمال منجزاتها وظهر شعراء جدد، لكن هناك مَن عاد بالشعر الى الخلف وحوّله نحو خدمة الأيديولوجيا والدين وهذه ردة شعرية لن تدوم فهناك الآن شعراء جدد ينمون تحت الأنقاض وسيعلنون فجراً جديداً للشعر العراقي.
÷ أصدرت في العام 2004 كتابًا، عنوانه (العقل الشعريّ) ما هي أبرز النتائج التي خرجت فيها عن الشعر العراقي والعربيّ؟
} الحقيقة أن (العقل الشعري) لم يكن كتاباً عن الشعر العراقي أو عن الشعر العربي في راهنيته أو ماضيه، بل هو كتاب في (النظرية الشعرية)، وهو يحاول تخليص موضوعة الشعر من المعالجة النقدية ويرى أن الشعر طريقة كاملة في السلوك والتفكير والنظر والكتابة توازي الدين والفلسفة والعلم ولها أنساقها الكاملة، وكنت في هذا الكتاب قد جمعت بياناتي الشعرية التي أصدرتها في الثمانينيات والتسعينيات وأضفت لها مقدمات مجلداتي في الأعمال الشعرية لي وبحوثي ومقالتي عن الشعر، لقد زعمت أن هناك عقلاً شعرياً هو الذي ينتج الشعر ونظريته وقد أوضحت أنساقه وفضاءه النظري والعملي.
خزائيل
÷ ماذا عن (خزائيل) عملك الشعري المطول، وهو أوّل نصّ مفتوح يُكتب في العراق آنذاك بمَ يختلف عن أعمالك الأخرى: يقظة دلمون وأناشيد اسرافيل وعكازة رامبو وغيرها؟
} خزائيل عمل شعري قائم بذاته، وهو يمثل أقصى تجربة جمالية وروحية كتبتها، هو نص مفتوح وليس قصيدة نثر وهو بذلك يختلف كلياً عن يقظة دلمون وأناشيد اسرافيل اللتين هما مجموعتان بقصائد تفعيلة، رغم وجود بعض المضامين المشتركة، أما عكازة رامبو فهو نص مفتوح هو الآخر ولكنه مختلف كليّاً عن خزائيل. أشعر بالسعادة والرضا، اليوم، لأني كتبت خزائيل في وقت مبكر (1980ـ1988)، فقد كنت في ذروة حماسي الشعري وكنت ملتهب المشاعر، وكانت رؤاي المعرفية ناضجة ومستعرة في الوقت نفسه، ولذلك أرى أن خزائيل يمثل أغلب طموحاتي الشعرية رغم وجود أعمال كثيرة أخرى أعتز بها بالدرجة نفسها لكني أنظر لخزائيل بخصوصية. وقد كانت لخزائيل مهمة التحريض الأساسية، في عراق الثمانينيات، لكتابة الشعر عن طريق النثر سواء من خلال قصيدة النثر أو النص المفتوح، وهو يكون بذلك قد أدى دوره الكبير منذ بداية الثمانينيات في العراق في ما يخص شيوع كتابة قصيدة النثر وهو دور أعتز به فقد كسرت به أحد أكبر التابوهات الشهرية التي كانت سائدة في حينها.
÷ للمرأة في كتاباتك رؤية خاصة وانت القائل: كل شعري هو ثأر للمرأة ومحاولة لعودتها كنصف حقيقيٍّ في المجتمع، كل شعري هو غناء لعظمتها ورثاء لما فعلناه بها، كيف ترى واقع المرأة العراقية بخاصة والعربية بعامة بعد التطور في التواصل؟
المرأة هي مركز شعري، مضمونياً، فقد كتبت لها كمعلمة حضارية وملهمة وحبيبة وكنموذج عظيم للجمال ومحتشد هائل للرموز، كتبت عن عقلها وروحها الكبرى وعن جمالها وجسدها وكتبت عن عظمة دورها من خلال غوصي في بحار الحضارات والأديان، لم تكن المرأة في حياتي وفي شعري وسيلة بل غاية نذرت لها حياتي كلها. لم تظلم امرأة على وجه الأرض كما المرأة العراقية فقد وقع عليها وزر الحروب والهجرة والتخلف والقسوة بأبشع الصور، واليوم هي ترزح تحت عبء الطوائف الثقيل وبحجة الدين والمذاهب تمرر عليها قوانين الاغتصاب والتعدي واستعمالها كأداة للمتعة والتفريخ ويستهان بكرامتها وعقلها لدرجة مسخها وجعلها تدافع عما حصل لها وتمجّد جلاديها. للأسف الشديد يقلقني حال المرأة العراقية ويدمي قلبي وأنا العارف بدورها الطليعي في نشوء الحضارة البشرية كلّها (أنظر مراحل النيوليث، ثم القوانين السومرية التي تعطيها أفضل الحقوق وانظر دورها في حضارات أكد وبابل وآشور ثم في بغداد العباسية) بل انظر الى مكانتها في العصر الملكي القريب وبدايات العصر الجمهوري الحالي، للأسف الشديد توضع المرأة اليوم داخل سجون الفقه والجهل والعشيرة ويسلب منها كل شيء.
المرأة العربية ليست أفضل حالاً فهي الأخرى ترزح في سجون التخلف ونظرة المجتمع الدونية لها، وأنا أقول هذا لأني أعيش في بلد غربي وأرى كيف تنعم المرأة بحريتها واستقلالها وتعليمها وحقوقها، الدولة التي أنا فيها تدير النساء أغلب شؤونها بنسبة 70 % ومجتمعها هو من أرقى مجتمعات العالم بسبب مكانة المرأة فيها، فكيف لا أحزن وأنا أنظر لما عليه المرأة في العراق وفي العالم العربي.
المسرح
÷ كتبت في المسرح عملين هما (نصب الحرية) و(نساء السواد) وفي الحضارات والأديان (الميثولوجيا المندائية) و(تأويل جلجامش) كيف تربط بين كل هؤلاء، وهل ثمة شيء مشترك بينها؟
} لا ضرورة بأن تكون هناك أشياء مشتركة بين الأعمال الإبداعية والأعمال الفكرية، رغم أن كتاباتي تعيش في خيمة واحدة، لكني شديد التنوع في ما يخص اختياراتي الإبداعية، فقد كتبت ونشرت 37 مسرحية كانت تمضي في مختلف الاتجاهات والمشارب والألوان بعضها في نكهة التاريخ وبعضها فيه نكهة الأساطير، بعضها فيه التداول اليومي، بعضها حسيّ بعضها روحيّ وهكذا.. وينطبق هذا على الشعر.
أما الحقل الفكري، فيعمل في ثلاثة حقول مميزة هي علم وتاريخ الأديان، علم وتاريخ الحضارات، علم الأساطير (ميثولوجيا). ويزيدني سعادة أن شحنات كثيرة من حقولي الفكرية تتسرب الى الشعر والمسرح فتزيدها ثراءً، بصراحة شديدة لقد أنقذ هذا التنوع في اهتماماتي مشروعي الثقافي من الجمود ومن التوقف.
÷ ما يلاحظ على دواوينك حضور لافت للأسطورة، وهذا بحكم تعمقك في هذا المجال، كيف وظّفتها في بناء النص؟ وأي منها تعتقد بأنها قادرة على خدمة نصوصك أكثر؟
} الأسطورة إحدى أهم المشغّلات الأساسية لكتاباتي الإبداعية عموماً في الشعر والمسرح، فهي تحمل قوى لا تنضب يمكنها أن تشحن الشعر في مختلف عصوره، والمهم دائماً كيف نجعل منها تفعل ذلك وقد سقط الكثيرون وما زالوا في الاستعمال الشكلي للأسطورة في الشعر وهو ما تجنبته كلياً منذ بداياتي الشعرية، لا بد من طرق عميقة الغور وبعيدة عن الشكلية والكلشيهية، الأسطورة يمكن أن تكون خزيناً هائلاً، ويجب التعلم منها كيف يمكن للنص الشعري أن يكون أكثر بكورية وأكثر عفوية.
ولا أخفي انحيازي الخاص لأساطير وادي الرافدين لأسباب كثيرة منها أنها تشكل نواة الأساطير الأولى في العالم ثم أنها مكتوبة بطريقة اللاشعور الجمعي الذي تؤديه الجماعة بعقلها الباطن الخصب عبر كهنتها وقادتها الروحيين الكبار، وتشيّع نصوصها بين الناس وتتداول شفاهياً ثم تجمع كتابةً، وهذا ما يجعلها تختلف كلياً عن الأساطير اليونانية مثلاً والتي كتبها أديب بأسلوبه هو هوميروس أو هسيود وغيرهما، الأساطير المصرية والشامية تشاركها هذه الصفة.
*عن الجسرة الثقافية الالكترونية-السفير-