حزمُ النورِ …. تزنِّرُ الربيعَ
_________________
الأرضُ حُبلى بالزَّهرِ ياولدي ، لاتحفلْ بفستانها البنيِّ الطَّويلِ وشحوبِ محيَّاها ، ولاتأبهْ لتثاقلِ خطوها ، براعمُ النَّبتِ الضاحكةُ تحت فستانها الفضفاضِ تنبئكَ بمولودٍ قشيبٍ لعائلةِ الطَّبيعةِ ، مازالَ جنيناً في رحم أمهِ .
أمَّا الريِّحُ فهي غاضبةٌ كامرأةٍ حسودٍ ،ثارتْ على عشقِ السَّحابِ لأميرةِ الدُّنا ، وكلَّما انهمرت قبلُ السَّحابِ دافئةً على ثغرها اعتصرَ قلبُ الرِّيحِ ،واستطارتْ غيرتها ، فانهالتْ تصفعُ الشجر والبشرٍ بقبضتها الحديديةِ ، وهذا الصَّفيرُ غليانُ جنونها ، فالزمْ العشَّ ياصغيري حتى تقوى جناحاكَ ، هكذا قالت أنثى العصافير لصغيرها حين حاولَ الطَّيرانَ في العاصفةِ: لاتخفْ لن يطولَ أسرُ الشِّتاءِ ، فأمنا الشَّمسُ التي تحرسُ الطُّفولةَ ، وتحمي العاشقين ، تتأوَّجُ السماءَ، فتتأرَّج قرى السَّحابَ بعطرها ، والآن تحتضنُ أمومةَ الأرضِ ، وتلفُّها بذراعيها خصرَ الصباحِ ، ألا تراها تصارعُ الريحَ ليولدَ الربيعُ بعافيةٍ و اكتمالٍ ؟؟
غداً ستزنرُ حزمُ النورِ الطفلَ السعيدَ ،و تحررُ الشمسُ أسرى الشِّتاءُ من سلاسل الرِّيحِ ، سيتراقصُ الفراشُ بفرحٍ على الرُّبا والسهولِ ،وتعودُ أسرابُ النحلِ لغزلِ الرحيقِ ، سنحتفلُ بوليدها مع جميعِ المخلوقاتُ ، وعلى خطا الرَّبيعِ البهيِّ ستبتسمُ أحلامنا ويسعدُ البشرُ .
________
مرام عطية
مرام عطية : حزمُ النورِ …. تزنِّرُ الربيعَ
تعليقات الفيسبوك