سلمان داود محمّد : صورة شمسية للقمر

صورة شمسية للقمر
لم تستطع أغنية ” آجا .. آجا ” انقاذ شامي كابور من مكائد ” بران ” المتخصصة بأدوار الشر في وضح الهند السينمائي ، ولا قصائد طاغور استطاعت أن تنقذ أطفال العشوائيات من النوم بلا عشاء كالعادة ، ولا السيد النباتي غاندي استطاع أن ينقذ إبل الروح من سكاكين الضيم الوطنية ..
سعد الصالحي كان هناك ، في الهند ، وبالتحديد في ” قصابة الغُدد غير الحميدة ذائعة الصيت ” أو في مستشفيات معالجة السرطان – حصرياً – على أية حال ، إلا أنّ ومن العبث الرائع أن نظن بـ ” أميتاب باباجان ” بوصفه بطل كل الأفلام الهندية أن ينقذ سكان المدن النائية من النأي ، ولا معالجة زحام الشوارع من تعديل أو طرد البقرة المقدسة من بنود قانون السير هناك …
إذن ، ماذا يفعل هذا الولد العراقي في نيودلهي ..؟ ، ها ، ماذا يفعل ؟؟ ..
الجواب : لا شيء ، سوى إطعام مشارط التداخل الجراحي بالمزيد من شرائح عنقه وحبال صوته التي لم تعد قادرة – كما كانت – على الغناء ..
فليس من تأويل لوجود سعد في الهند سوى تأويل واحد هو أن الهند تعرّضت الى احتلال عراقي بلا خطط عسكرتارية ولا جنود ولا معدات حربية ولا بروبينكدا تعبوية ومثيرة للحماس القتالي سوى ولد رافديني يمتد على سرير في مستشفى يدير ومثل اي مايسترو حشود الجراحين بأناقة ، وما من شيء يضيء في ليل الهند في حينه سوى هذا الولد الساطع من كثرة الحنين وجرعات الإشعاع الطبي التي تنبثق من حنجرته لتنير عتمة العالم … لذلك يمكن القول أن :
عاش الجنرال الشعري / السردي / الموسيقي سعد الصالحي وعاشت الحرب العراقية الهندية العادلة …. الى الأبد ….

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| كريم عبدالله : كلّما ناديتكِ تجرّحتْ حنجرتي.

مُذ أول هجرة إليكِ وأنا أفقدُ دموعي زخّةً إثرَ زخّة أيتُها القصيدة الخديجة الباهتة المشاعر …

| آمال عوّاد رضوان : حَنَان تُلَمِّعُ الْأَحْذِيَة؟.

     مَا أَنْ أَبْصَرَتْ عَيْنَاهَا الْيَقِظَتَانِ سَوَادَ حِذَائِهِ اللَّامِعِ، حَتَّى غَمَرَتْهَا مَوْجَةُ ذِكْرَيَاتٍ هَادِرَة، …

تعليق واحد

  1. رياض داخل

    مرحبا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *