الدكتورة إخلاص باقر هاشم النجار: رســائــل بأنامــل الـقـــــدر (الجزء الرابع والعشرون )

الجزء الرابع والعشرون
باسم : مابكِ حبيبتي ..؟ لمَ انتِ صامته ؟ها أنذا حضرت كما قُلتِ لي .
أنسام : كلا لا شيء .. أهلاً وسهلاً .. وفرصة سعيدة تعرفت بك .. ثم قالت : أرجوك أبتعد ،فوالدتي قادمة وهي ترنو لي ثم نهضت بإرتباك مسرعة لتعود الى مكانها وبينما هي متجهة لمحتها أيار ، فنهضت مبتسمة وتوجهت إليها لتفاجئها بهذا اللقاء وعندما وصلت إليها في منتصف القاعة وجدتها على غير عادتها ، عابسة شاردة الفكر غير عابئة بأي مناسبة ، لكن وكأنها ترى مُعاذ يتكلم مع إحدى الفتيات ، فراحت تتكلم مع أنسام وأنظارها مصوبة إليه لتستطيع تميز الفتاة التي يضحك معها، فحالما رآها تقدم نحوها قالت له تعاتبة أين أختفيت ؟ ثم قالت أعرفك بزميلتي أنسام .
مُعاذ : فرصة سعيدة أنسام … ثم خفض صوته وتكلم قرب اذنها ولماذا تسألين هذا السؤال .. طبعاً لأجلس مع أصدقائي ومعارفي من أبناء وبنات الجيران .. وأنتِ كذلك مع صديقتكِ أنسام تجلسين سيما وان بيتنا قريب جداً ، ثم إنصرف وبقيت هي تواصل حديثها مع صديقتها ، التي أختفت عنها علامات البهجة والسرور وماتت الإبتسامة التي كانت مرسومة على محياها قبل قليل فجلستا ليكملا الحديث : هل حضر الباسم.
أنسام عابسة : نعم .. حضر .
أيار مبتسمة : وأين هو ؟ أشيري إليه .
أنسام عابسة: لوح بيده من بعيد قبل قليل ثم خرج فأنا أحسدك يا أيار أحسدك ولا أغبطك لأنك مرتاحة البال .
أيار مبتسمة مندهشة : تحسديني !!على ماذا ؟؟ ثم ما بكِ حزينة ؟؟ من المفترض ان تكـــوني سعيدة بلقائك بحبيبكِ .
أنسام : لا أعرف أيار فأنا في حالة من الإرباك … وأشعر بأني لا أستطيع حتى تجميع كلمة واحدة.
أيار مبتسمة : هذه مسألة طبيعية وكما يقول المثل ( لكل جديد دهشة ولكل غريب وحشة ) فدهشتك يجب ان تكون معقولة وليس بهذا الحجم وكأنك في مأتم ، تظاهري على الأقل بالإبتسامة لأن حزنكِ الظاهر هذا يعرضكِ الى الإنتقاد … والتساؤل … تفادي هذه المسألة .. وغداً إن شاء الله نلتقي في المدرسة ونتكلم على راحتنا .. والآن اسمحي لي بالإنصراف فوالدتي تشير لي لعلها تريد الإنصراف … الى اللقاء .
لينا : أنسام .. بما تفكرين .. أراك شاردة الفكر .
أنسام متنهدة : أنا في ورطة وأفكر بالخلاص من باسم هذا الذي خرج لي من الهاتف وبإتصالاته الكثيرة المزعجة حتى عدت لا أطيق سماع صوته .
أيار : سبحان الله سرعان ما تنتقلين من الترغيب الى الترهيب ومن الترهيب الى الترغيب عجيب أمركِ في الأمس تُحبينه وتتحرقين شوقاً لمعرفة أخباره واليوم تمقتينه
لينا : لكن أخبرينا .. على الأقل عن الأسباب ..؟؟
هبة ضاحكة : قد يكون فقيراً … ومدّ لها (طاسة) رثاء الحال ؟
أنسام : يا إلهي أكاد أصاب بالجنون إن شكله مفزع لم أكن أتوقعه ابداً .
هند : كيف أن شكله مفزع لم أفهم ؟
هبة ضاحكة : ولمَ أنت حزينة .. جربي رقماً أخر في الهاتف .. والأفضل أن تستخدمي رقم نقال .
أنسام : يبدو من شكله ان عمره كبير وهو طويل القامة وبدين أسمر البشرة لدرجة السواد .. وفمه عريض وانفهُ أفطس وأسنانه مفلجة ، يا ألهي لا أستطيع المواصله حتى في وصفه .
نادين : ما دام الأمر هكذا فلابد من التفكير بحله بعقل فلابد من أن تُكلمي الباسم وتنهي علاقتك به بأسلوب . أيار : هذه مشكلة كبيرة ولا أعرف كيف ستخرجين منها.
لينا : أخبريه بأن أهلك أجبروك على القبول بخطبة ابن عمك .
أنسام وقد ترقرقت دموعها : أنا حائرة في أمري ساعدوني في التخلص منه قبل أن يسبب لي مشكلة .
هبة : أمسحي دموعك فأنا للمهمات الصعبة ، نعم بالطبع سأساعدكِ فقط وفري لي رصيداً فئة عشرين ألف وسأتكلم معه شخصياً ومن نقالي ، ثم استطردت قائلة : سأقول له بأنها فزعت منك لأنها لم تكن تتوقعك بهذا الشكل المخيف ظنت انك اشقر ملون العينين .
أيار : هذا قول رهيب يا هبة وهل ستجرأين ؟ اما الرصيد فعلى حسابي .
هبة : وهل أنا أيار … فأنا مختصة في حل وإلغاء مثل هذه المسائل ؟ وحال عودتها الى البيت اتصلت هبة بالباسم .. لكي تتكلم معه كما وعدت .. ألو .. مرحبا.. عفواً هل باسم موجود ؟
باسم : نعم تفضلي … المتحدث .
هبة : وكيف أعرف أنك باسم … مع الإعتذار .
باسم مبتسماً : والله لا أعرف … ولكن أسأليني مثلاً ؟؟؟
هبة : أنا من طرف من تحب ، أريد التكلم معك .. لكن اعطني اسمها لأطمئن .
باسم بدهشة مبتسماً : أسمها … أنسام … ولكن هل أنت أيار ؟
هبة مبتسمة : كلا أنا لستُ بأيار .
باسم : المهم حياك الله تكلمي أريد أن أسمع أخبار حبيبتي أنسام فأنا أتعذب لأجلها .. لماذا لا تريد الكلام معي ؟ لماذا ؟ لا ترفع السماعة لأسمع صوتها فقط كما عودتني هي ؟ احببتها كثيراً أكثر مما تتوقع .
هبة : وقد أحتارت بماذا تكلمه وهو يُشكي لواعج حبه ثم قالت بهدوء أخي الفاضل أنت انسان واعٍ ومثقف ومهذب وتعي الأمور جيداً ، فان أنسام تبادلك الشعور ولكن طرأت على حياتها ظروف جديدة لا تسمح لها الإستمرار بالعلاقة هذه وبالسماع .
باسم : أنا لم أقل أريدها عبر السماع أنا مستعد لخطبتها غداً .
هبة : ولماذا كل هذا العناء ان الفتيات كثيرات ، أما أنسام فليس لك نصيب معها وهي تقول لك أنساني وأبتعد عني أي لابد من قطع العلاقة وبالسيف ثم أغلقت السماعة .
باسم : لحظة … ولماذا ؟تتكلمين بالنيابة عنها ، ومن أنت حتى تتكلمين بالنيابة عنها وتقررين ذلك ؟ ما الذي حدث ؟ أريد ان أسمعها ولا أصدق هذا الكلام وأعتبره هراء .
وخطة أنصاف مستمرة في عملية التقريب والإفادة من أيار في تدريسها للإنكليزي وتطلب منهما الإبتعاد عن الصف الى حيث الساحة حتى ولو لربع ساعة في نهاية الدوام ، أو في درس الشاغر أو في درس التربية الرياضية ، لا سيما وان أيار تجلب (الآي باد) معها وفرصة تطلع عليه لأنه ليس بمقدور أي كان اقتناء مثل هذه الأجهزة الغالية ولاسيما هيفاء الطيبة ابنة الفلاح الطيب ، المنحدرة من بيئة ريفية نظيفة المنشأ والتي تضحك على أتفه الأمور على السليقة والجميل تكيف زميلاتها عليها وانهن يعتبرنها أنقى أنسانة في العالم لبساطتها وهدوئها وتواضعها ، فنقالها متواضع أكل الدهر عليه وشرب ولا تعرف (النت) إلاّ من خلال الدراسة ولا تفقه استخدام الأجهزة الحديثة لذا فلا تعرف ماذا يُقصد (بالواتس أب) وغيره من التقنيات الحديثة مثل الأجهزة اللوحية وغيرها ، فإقترابها من أيار وسبأ أبنة المهندس الزراعي يُعرفها على مثل هذه الأجهزة ويُعلمها حتى استخدامه وهي تعرف مسبقاً بأن السادس الاعدادي هو أخر مرحلة سيسمح لها والدها وهو متفضل عليها ، بعدها ستتزوج ابن عمها ، والشيء الأشد أعجاباً بشخصيتها رضاها عن بيئتها وواقعها .
سبأ : أيار هل تعرفين الأديبة اللبنانية مي زيادة ؟
أيار مبتسمة : نعم ومن لا يعرف مي زيادة الأديبة الرائعة صاحبة الحب العذري الطاهر الذي جمعها بالأديب جبران خليل جبران عبر المسافات … ورسائلهما منشورة لكل من يريد الإطلاع عليها .
هيفاء ضاحكة : الله حب … عبر المسافات … وخطيبي أمي لا يفقه القراءة ولا الكتابة .. أتقصدين رسائل بالنقال فقط ، ثم ان الرسائل لا يمكن أبداً ان تكتب بدون قوة الحب ، فهي طاقة لا يملكها الجميع ؟؟!!
سبأ مبتسمة : لا بل عبر الرسائل وقد كان يسكن في الولايات المتحدة الأمريكية وهي في لبنان ومصر .
هيفاء : كم جميل … أحسدهم .. تزوجوا بعد رسائل وحب … أغبطهم .
أيار ضاحكة : حسدتيهم … قبل ان تعرفي أنهم ماتوا من العشق .
هيفاء : يعني … ماتوا … تعبيراً مجازياً ام حقيقياً ؟
سبأ : لا … بل ماتوا … ودفنوا … ولم يتزوجوا … رسائلهم رائعة وكأنها أتون شوق لحب طاهر قل نظيره ، عبارات رنانة مسطرة بلألىء الأدب والأخلاق وشلال الحنين العارم … وعلى الرغم من رسائلهم الرائعة التي تشدُّ القارىء إلا أن النهاية مؤلمة جدأ … موت جبران خليل جبران غريب في الولايات المتحدة الأمريكية وموت مي زيادة في موطنها لبنان .
أيار متنهدة مبتسمة : أتعرفين يا سبأ … أن هيفاء قالت حكمة رائعة جداً لم تثر انتباهكم ، بأن كتابة الرسائل للأخرين طاقة كامنة لا يملكها الجميع ، تتقد في اتون الحب فيتفجر الشوق العارم الذي يكتب كالقلم الألكتروني ليصف لواعج العاشق والمعشوق بتواصل روحي لا يفرقه إلاّ الردى .
سبأ واضعة قبضة يدها تحت خدها منصتة بإعجاب مبتسمة متنهدة : الله .. يا أيار افحمتينا بوصفك الرائع هذا للحب والشوق وحركتي المشاعر في سويداء قلوبنا بإسلوبك الفذ ، حفظك الله وجنبك رفاق السوء والغفلة .
أيار وقد غارت ابتسامتها وهي تفهم قصدها وبهدوء : أوه لماذا تجهزين على البسمة وتغتالينها في النهاية.
تحاول والدة سُـــبل أن توازن ما بين متطلبات العيش وما بين متطلبات الدراسة بين أبنائها ، فحالما تحصل على المصروف الشهري تسرع الى تنظيم ميزانيته وتخصصه بحسب الأولوية ، فضلاً عن توفير الطعام لثلاثين يوما ً ، تخصص جزء كبير لسُــبل لمتطلبات كليتها وإيجار السيارة ، إلاّ إن أهم ما علّمت أبناءها عليه هو إعتزازهم بنفسهم وعدم البوح بأي عوز والتظاهر بالرضا براتبهم التقاعدي بعد وفاة والدهم وإيجار دكانه الذي كان يعمل فيه عصرأ ، ولا تعرف سُـبل كيف انها قبلت الحقيبة الطبية التي أهدتها لها مروة عندما دخلت الكلية الطبية ، والتي كلما رأتها قبلتها وعانقتها وكأنها معها ترافقها في كل مكان في الكلية ، ولعل أبرز ما تعودوا عليه الحصول على مكافأة مادية صغيرة من سُــبل عندما يحرزون درجات عالية على أقرانهم ، وفي هذا اليوم جاءها أخوها علي وهو يطير إليها بجناحي الفرح حاملاً بيده ورقته الإمتحانية الحاصل فيها على درجة مئة بالمئة وهو يصيح سُــبل ، لقد حصلتُ على أعلى الدرجات وهذه الورقة ، فعندما سمعته طارت فرحاً أخذت الورقة وقبلته فتناولت حقيبتها بخفة ورشاقة ولهفة لتقدم له المكافأة ، ولكن تأخرت يدها وهي تجوس داخل الحقيبة دون ان تصطاد ولا عملة صغيرة،فراحت تقلبها وتفرغ محتوياتها على الطاولة لعل عملة ملتصقة بأحدى جدرانها،فتحت الجيب الداخلي الصغير والمحفظة الصغيرة ولكن دون جدوى اليوم نهاية الشهر وهناك يومان على وصول المرتب لكنها لمحت الجكليته ، فحملتها وقالت له أقدم لك هذه الجكليته الجميلة اللذيذة التي كلما أردت آكلها قبلتها وأرجعتها الى مكانها والآن حان آوان آكلها خذها حبيبي وسأعوضك بعد أيام ان شاء الله .
علي : الله … كم هي جميلة هذه الجكليته … وحجمها كبير لم أرَ مثلها … أشكرك … ألا يوجد لديك واحدة ثانية لأختي علياء … عندما تراها عندي ستسألني .
سُــبل مبتسمة : لا حبيبي … ليس لدي ثانية … وأفضّل ان تبلغها بأنها مكافأة … والمكافأة لا يحصل عليها إلا من بذل جهداً في الحصول عليها .
علي : أخشى أن تتألم عندما تراني آكلها امامها والأفضل ان أقتسمها معها،ولكن الأجدر بي أن أخبئها في حقيبتي ،وآكلها في المدرسة إذ قد تعتب علياء عليك،وتفهم بأنك تفرقين بيننا،لأنها تعرف بأنك تكافئيننا مادياً ولم تألف أبداً مكافأة من هذا النوع .
سُـــبل متنهدة : أعدكما بتوفير كل شيء تحتاجانه عندما تكون لي عيادة مستقلة … وستذهب كل هذه الأيام سدى المهم ان تستمر في نشاطك هذا …بارك الله فيك .
علي : أنا متميز والمدرّس دائماً يطلب من الطلبة التصفيق لي … كم أتمنى أن أرتدي ملابس جديدة مثل صديقي الذي يرتدي أفخر وأحدث الملابس .
سُـــبل : حبيبي لقد وعدتك بأني سأشتري لك كل ما تريد أمهلني ألا .. تثق بكلامي .
علي : أنا أثق بك وأصدق كلامك وبدون قسم لأنك مثلي الأعلى سأكتب كل ما أحتاج في ورقة من نقال ولابتوب وألعاب ألكترونية وكل ما أريد،وعندما تصبحين طبيبة ستكون القائمة قد أمتلأت،وسأخبر علياء بالحال ان تدون في ورقة كل ما تحتاجه .
أنصاف تلاحظ بأن هناك أمراً يشغل مجموعة هبة مما يجعلها تتكلم بالهمس حال وصول إحدى الطالبات منها ، ولكن هدفها هنا هو ان تجمع بين أيار وسبأ غير مكترثة بالأخريات ، فذهبت الى أيار وقالت لها تعالى أطلعي على دفتر مذكرات سبأ كم هو جميل … ملون ومزركش لم أرَ مثله … تعالي تعالي فسارت معها الى حيث تجلس سبأ وهي تشدُّ على يدها .
أيار مبتسمة : ها … دفتر مذكرات ليس له مثيل .. دعيني أراه .
سبأ مبتسمة وقد سمعت الحديث : أخرجت الدفتر من حقيبتها ووضعته في يد أيار … فراحت أيار تتمعن فيه وتقلب صفحاته الملونه .
أيار : حقاً … انه جميل … وألوانه رائعة كألوان الطاووس .
سبأ : هل أعجبك ؟
أيار : أكيد دفتر رائع لكن لماذا أجده فارغاً أين الذكريات التي تستحق أن تُكتب في هذا الدفتر ؟!
سبأ بغرور : لا … تعليق .
أيار : استغربت الى هذه الإجابة المقتضبة غير المهذبة وأرجعت الدفتر الى سبأ ، وعادت أدراجها وجلست على مقربة منها دون ان تنبس بكلمة وإعتبرت الرد إهانه وإنها لم تعتد ان تكلمها زميلة بهذه اللغة الركيكة.
أنصاف : هل أعجبك الدفتر ..؟
أيار : لماذا تهولين الأشياء التي بيدها… انه مجرد دفتر … وبأفلاس بخسة … ثم أنبهك بعدم تكرار هذا الموقف ، أنا أيار … تقول لي … لا … تعليق … هزلت .
أنصاف : هذا اسلوبها … الإعتيادي وأكيد لم تكن تقصد … فهي مثقفة … ولا أعتقد بأنها قصدت الإساءه .
أيار منزعجة : وما هو دور الثقافة في الأمر ؟؟؟ وهل تستطيع الإجابة عن السؤال التالي ان كانت مثقفة : كلمة مكونة من ستة حروف إذا حذف منهما الحرفان الأخيران يبق اسم الله،فإختبريها ان كانت مثقفة أم انه مجرد وهم وغرور وسراب تمثله علينا .
أنصاف : سؤال صعب … لكن … اخبريني بالكلمة او بالحل .
أيار مبتسمة : لا أذهبي الى المثقفة وهي تعطيك الجواب ؟؟وإبلغيني بعدها وهي تنظر إليها.
أنصاف : توجهت الى سبأ حاملة السؤال وقالت لها عن حسن نية بأن أيار تريد أختبار ثقافتك ، لكن وقع الكلام ثقيل على مسامعها فإنزعجت وتمنت لو لم تسمعه منها ، فغار الكلام في أعماقها ولم تعلق بأي كلمة وأعتبرت كلامها هذا تجاوزاً في رأيها ، فإستطردت أنصاف قائلة : حقيقة لا أعرف ماذا حدث ؟ لماذا زعلت أيار منك ولماذا زعلتي أنت منها ، وكأني دخلت في دوامة والله دخت ؟ فنهضت وتوجهت الى هيفاء تكلمها لتستنجد بها من هذه الأزمة المباغته ، التي لم أتوقعها زرعت التجاذب وحصدت التنافر ولا أعرف كيف اجمع بينهما من جديد ولاسيما بأن أيار طلبت مني ان لا أكرر هذا الموقف بزعمها تارة أخرى .
هيفاء مبتسمة : لا … تهتمي … فلنطبق وصفة جدتي الفاعلة لنشترى قطعة حلوى ونقسمها الى قسمين بالتساوي ونضع كل قسم في فم إحداهن … فيتحول حديثهن الى سكر معسول .

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| فراس حج محمد : تخليد الأصدقاء في الكتابة أمر بالغ الأهمية.

كم بدت لي هذه المسألة مُهمّة، الكتابة عن الأصدقاء، هكذا فعلتُ- على سبيل المثال- في …

حــصـــرياً بـمـوقـعـنـــا
| رنا يتيم : إشكاليّة المثقّف والحداثة .

بطيئة كانت عجلة التاريخ فيما يتّصل بالابتكارات، والتحديثات. ثم كانت الثورة الصناعية، بمآزره فكريّة فلسفيّة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *