زمردةُ السَّحابِ ……الشامُ
__________________
اتسَّعي ماشئتِ ياصحراءُ ، فلقد أتقنتكِ حين اغتصبتِ عذريةَ أحلامي ، اخلعي عن وجهكِ الأقنعةَ البيضاءَ ، ومدِّي أذررعَكِ الطويلةَ على سهولي و تلالي ، تعقَّبي كوحشٍ عصافيري البريئةَ ، اصطادي رشيقَ الأيائلِ ، توسَّدي زروعي الخضراءَ إن شئتِ ، و سابقي أفراسي للشَّمسِ ، انفثي سمومَ غيرتكِ ، وأججي نيرانَ غضبكِ فهيهاتَ أنْ تصيبيني ؛ اذري ذهبَ سنابلي طعاماً للشتاءِ ، و تشفِّي من زنابقِ نجاحي ورهافةِ غصوني ، جففي نضارتي إنْ رغبتِ، و اشربي كؤوس فرحي ،اسرقي دنانَ خمري ، و اتركيني أذوي كنبتةٍ خريفيةٍ صفعتها الريحُ الشعواءُ ، فالربيعُ على موعدٍ مع حقولي ؛ على امتدادِ جسدكِ القاحلِ ، و رحمكِ العقيمِ ، يستطيل جذعي الدمشقيُّ إلى السماء ، و يهزُّ نخلَ القمرِ فتساقطُ الرطبُ ، وخيولي العتيدةُ ستركلُ جنونَ رياحكِ .
أنا رمشُ الشَّمسِ و زمردةُ السَّحابِ ، أصوغُ ألوانَ الحبورِ لأبناء السلامِ ،أكحِّلُ عيني الأرضَ بالنورٍ ، و أهدي قزحَ الجمالِِ للدُّنا ، أشجارُ اللوزِ والليمونِ بعضُ دمي ، براعمُ الكرزِ والجلنارِ تحكي قصةَ عشقي ،و أقمارُ الياسمين المتوَّجةُ باللآلئ تحصي أنجمي .
بين ضلوعي جزيرةُ جمانٍ ، طافحةٌ بالخصبِ ، أقسمتْ أن تلبسَ غرورَ رمالكِ ثوبَ الخذلان ، و في قلبي الصَّغير نهرٌ كبيرٌ يشعُّ ضياءً ، يتدفق أملاً ، يروي ظمأ الحزانى للسكينةِ ، و أبي السًّحابُ أقسمَ أنْ يزرعني شجرةَ إجاصٍ للعاشقين فهلاَّ عرفتِ أنَّي الشامُ .
_____________
مرام عطية
مرام عطية : زمردةُ السَّحابِ ……الشامُ
تعليقات الفيسبوك