نيران
إلى صلاح فائق
ذاكرة تسكنها ألوان ملتهبة ،
فصول بين غدها ويومها
تنصب موائد
لمناف لن تتعبها الأسفار .
وحيد يشعل نار ذكرياته
ثم يتساقط مؤتلقا
مرة يأخذنا إلى النهار
ومرة إلى كواكب
بلا مراكب
يقبل في لهب
ويقبل في إشارة لا تنتحب
ها هو في نيران تلائم الأيام
وفي أحلام تعشق كثيرا
صحو الكلام .
هذا همس نازف
وهذا اشتعال واقف
يا صلاح ابن فائق
كنت واحدا
وحدك تقول
لا أزال بين المزارع
أطوي العالم في مواقد الأحلام .
تحمل أحزانك
نحو فضاء مغامر
ونحو مدن تكلمها كائنات لا تعرف زهدها
فأسرارها انشطار يحدق في وجوه مشتعلة
وحاناتها ليلة تدنو من جدار لجدار .
اللهب لا يشقى لكي يحيا
والدمع لا ينتحب لكي يبقى
وأنت بين الأسماك
وفقراء الزمن
تستغيث بلا خوف
مثلما يلتهب مجرى الزمان ،
هذا غناؤك
يدخل في رحم الذاكرة
ولا يغفو
وهذا شعر يبني نوافذ
تصدق أغنياتي
وتدنو
وحدك تمر
وحدك تنتظر
ودمك المحروق
لا زال يفتش بين كل العصور
فبين أسئلتك
وبحار تغفو
متاحف للوقت
وأصوات لا تصمت ،
أنت شاهد
ومن جهات أربع تقاتل
كيف لا نذكي إذاً
شعلة أغنية
ولو للحظة
من الطرف الآخر .