إيجاز قراءة (١)
(الرقص على إيقاع الغياب )
للروائي عادل المعموري
بلغة هادئة مسترسلة مع قارئها تتمشى أحداث وشخصيات الرواية معك بعيداً عما يوحيه فعل الرقص المذكور في العنوان من حركة حادة وعنفوان، فكل من جميلة وسالمة ونبيل وهم الشخصيات الرئيسة ومن خلالهم نتابع الأحداث وتحولاتها يروون لنا الحكاية من وجهات نظر مختلفة وبهدوء ومن دون توتر حتى لو استدعت الضرورات الفنية ان يكون هناك توتر او انفعال وتفاعل مع ما يجري وهذا ينبغي الالتفات إليه في الأعمال القادمة فلكل حال لغتها وطريقتها في السرد، وبشكل عام فإن رواية ( الرقصة على إيقاع الغياب ) تعد رواية حرب تتناول مشاهد من حياة العراقيين سنوات الحرب العراقية الايرانية وترسمها بريشة بارعة أهنيء الكاتب عليها وأرجو له المزيد من التطور في مشغله السردي، ومع ما مثلته الرواية لي من مسارات إيجابية في السرد خاصة وأنها الرواية الأولى مما يشير إلى بداية جيدة إلا أنني سجلت ملاحظتين رئيسيتين أتوقع أن يوفق الأستاذ عادل في الالتفات لهما في منجزه القادم وأولاهما وهي الأهم ضرورة أن تغتني الرواية من ثقافة الكاتب ومن ما رافق أزمنتها من أحداث واقعية لا شك أن لها تأثير على الحياة العامة في زمن الرواية، فمع أن الرواية رسمت لنا حياة الناس ومعاناتهم أبان تلك الحرب لكنها لم تذهب أبعد من ذلك فجميلة مثلا وهي شخصية أساسية ولدت في الاربعينات من القرن الماضي لم نعرف عن طفولتها شيئاً ولا عن صباها خاصة وان عقود الاربعينات وما بعدها شهدت احداثا كبيرة من غير المنطقي أغفالها.
أما الملاحظة الثانية فهي تركيزه في المقطع الأول المعنون بجميلة على موضوع السحر والجن وما شاكل ثم عدم التطرق اليه بعد هذا المقطع في كل الرواية عدا اشارة صغيرة وهذا مما يعتبر خللاً في البناء الروائي، لكن مع هاتين الملاحظتين فأن الرواية كانت ناجحة على عدة مستويات وأتوقع لكاتبها الصديق الروائي عادل المعموري النجاح والتميز وأتمنى له ذلك مع المحبة .
صدرت الرواية عن دار أمل الجديدة – دمشق.