الجزء الثالث والعشرون
أيار بدهشة : حدقت في وجهها .. كلا .. أعتقد إني رأيتكِ خيراً !
هدى : نعم وأنا أراكِ يومياً أيضاً .. وأعرفكِ وعائلتكِ لأننا جيران ، في نفس الشارع وأزيدكِ علماً من اننا نسكن هذه المحلة منذُ عشر سنين .. أنا أبنة جاركم أبي لطفي .
أيار : أوه .. انها مدة طويلة .. أما نحن فتقريباً ندخل السنة الثانية .
هدى : أعرف .. أعرف ذلك جيداً لأني أتذكر عندما سكنتم المنطقـــة ولكم أنا سعيدة بمعرفتي بكِ لأني كُنت طوال هذه المدة اتمنى التعرف عليك .. وهذه الرغبة بالطبع نابعة من إعجابي الشديد بكِ وبشخصيتكِ الفريدة .
أيار : وهي تحس بالخيلاء .. أوه .. كلامكِ له وقع على الأسماع لكن وكيف تعرفين شخصيتي فريدة من نوعها وأنتِ لتوكِ تتعرفين بي ؟
هدى : تلكأت .. أ .. ثم قالت بالطبع انك معروفة ومتميزة وجذابة في المدرسة .. ولا تنسي ان صفك قرب صفي وأخباركِ .. اسمعها من الطالبات بالطبع .. وشلتكِ أيضاً .. لأني وكما قلت لكِ شديدة الأعجاب بكِ .. وكنت أتحرى أخباركِ دائماً .
أيار بغرور وكبرياء : شكراً على مشاعركِ تجاهي .. والآن اسمحي لي .. فقتيبة وصل .. الى اللقاء .
هدى : الى اللقاء .. لنكن على اتصال دائم يا أيار .
أيار : ابتسمت .. وسارت الى السيارة .. من غير ان تتفوه بكلام حتى انها لم تعرض عليها الركوب في السيارة ما دامت أبنة جارهم ..وأخذت تصدر ابتسامات وهي في السيارة .. الى درجة انتباه أخيها لها .. فقال لها وهو مبتسم أراكِ اليوم باسمة .
أيار : نعم ألم ترَ هذه الفتاة التي كانت واقفة معي قبل قليل .
قتيبة : كلا .. أيُّ فتاة .. لم أنتبه لها .
أيار : تقول انها معجبة كثيراً بشخصيتي .. وتقول : ان شخصيتي فريدة .. على الرغم من اني اليوم عرفتها .. وتقول أيضاً انها ابنة جارنا ابي لطفي .
قتيبة ضاحكاً : ها ها أبنة جارنا .. أبو لطفي … وما اسمها .
أيار : اسمها هدى .. وهي تعرفنا جيداً … ولكن ما الذي يثير الضحك .
قتيبة : هدى .. لا أعرفها .. ومن أين لي أن أعرفها … إذا أردت معرفتها هي جارتنا أم لا .. سلي معاذ .. فهو مختار المنطقة ويعرف الجميع .
أيار : لا … داعي لسؤاله … فهي زميلة من الزميلات واحبت ان تتعرف علي ثم ان الأمر ليس بغريب دائماً يتعرفن عليّ بعض الطالبات ويعربن عن اعجابهن بي .
قتيبة : وهل كسبتي صديقة مقربة الى روحك طوال هذه المدة .
أيار : الصورة لا تزال مشوشة أمامي والغربال لم يصف بعد من أريد التواصل معها فعلاً لأنهن كُثر .
باسم : الو .. كيف حالكِ حبيبتي ، مشتاق لكِ كثيراً … أكثر مما تتصورين .. حتى وأنا أكلمكِ فالشوق لرؤيتكِ يزداد كل يوم ويكبر .. أحبكِ.. أحبكِ .
أنسام : أوه .. باسم .. انا بخير كيف حالك انت ..ثم أغمضت عينيها .. وقالت بهدوء وأنا أيضاً .
باسم : حبيبتي .. اطلقي لسانكِ .. ولا تبخلي بكلمات حب تنسال من ثغركِ الباسم .. لأني أعرف هذا الوقت بالذات تكوني أنتِ وحدكِ في البيت وأخوكِ الصغير الذي ابن خمس السنوات ووالدتكِ في العمل .
أنسام : نعم هذا صحيح وهو الآن يلعب مع الأولاد في الباب .
باسم : أذن .. أُريد ان أسمع هل انتِ تُحبيني هل تكُنين لي مشاعر فياضة مثل مشاعري .
أنسام متنهدة : حبيبي صدقني أنا تعودت على سماع صوتكَ يومياً .
باسم : أذن لماذا .. لا تتصلين بي .. أتعرفين أين كنت عصر أمس ؟
أنسام مستغربة : أين كنت واقف ؟؟؟
باسم : واقف قرب باب المحامي حسين .. مقابل بابكم … لأقف معه في إستعداده لعرسه الذي سيقام في قاعة قوت القلوب وأكيد سأراك لأنه أكيد سيدعوكم وهناك سنلتقي بسهوله .
أنسام مندهشة : مَن ؟؟؟ حُسين .. المحامي .. وأنت صديقه … وعرسه في النادي .
باسم : نعم … ألا تصدقين … أنا أعرفهُ لكن للأسف لم أركِ اليوم .
أنسام : أكيد سأبذل المستحيل للحضور لكن أطمئن فوالدتي علاقتها قوية جداً بوالدته.
باسم : وأنا غداً مدعو لتناول وجبة العشاء عندهُ وسأحضر قبل زوال الشمس لأتمكن من رؤيتكِ ، وأنتِ تتمكنين من تمييز شكلي .. سأرتدي اللون الأبيض .. (من قميص ، وبنطال ، وحذاء ..) مع النظارات السوداء.
أنسام : حسناً حبيبي .. وأنا .. سأرتدي الثوب الأحمر وسأتظاهر بأني أريد أن أدخل أخي الصغير .. وأن لم نتمكن من رؤية بعضنا في الغد أكيد لقاؤنا في يوم العرس في النادي ان شاء الله .
باسم : أه .. حبيبتي كم أنا متلهف لرؤياك .. كلي شوق .. كلي حب .
أنسام : مشاعر متبادلة حبيبي .. والآن نحن على الإتفاق وأنها لفكرة جيدة والى متى ونحن نتواصل بصوت بلا صورة ، لابد ان نرى بعضنا ، ثم تتم الخطبة هذا رأيي .
باسم : لا ننسي … حبيبتي …. قبل الزوال سأقف عند الباب .
أنسام في سرحة ذهنية : مستذكرة هبة وهي تقول لها : أنا أحب ان يتعذب الرجال من أجل النساء وحتى يمكنكِ معرفة صدق عواطفه عذبيه في الإنتظار .. فإذا ما حضر يوم ما لرؤيتك … انظري له من خلال النافذة من غير ان يراكِ … حتى يمل هو من الإنتظار .. وعندما يعاتبكِ قولي له لم أستطع الخروج وهكذا عدة أيام .. حتى تجزع روحهُ .. ويزداد شوقاً .
باسم : ألو … ألو … أين ذهبتي .
أنسام مستيقظة من سرحتها الذهنية : ها ها … أ … سمعت طرقات الباب … فسكتت لأتأكد … ثم غلظت نبرتها وكيف تتكلم أنت … أعلم وأفهم بأنه إذا ما سكتت فذلك يعني وجود خطر يهدد إتصالنا .
وفي نهاية الدوام الرسمي وحال وقوف أيار في الباب لإنتظار السيارة جاءت هدى وحيّتها بلهفة أستغربت أيار لكنها بادلتها التحية وهي على إستغرابها فسألتها بإبتسامة عريضة .. ها .. هل عرفوني ذووكِ ؟
أيار : أ .. عفواً ما تقصدين بالضبط ؟
هدى : أقصد هل عائلتكِ تعرف عائلتي كجيران ؟
أيار : بصراحة … لم أكلم الا واحداً من العائلة .
هدى : وبلهفة .. ها .. ها .. وماذا قال لكِ ..؟
أيار : قلبت شفتيها … ماذا تقصدين ؟ لا أفهمك …سألت أخي أنس .
هدى : أ ..أ .. وهل سألتي أخوكِ الأصغر عني ؟ أردت معرفة ما إذا كانت العائلة تعرف عائلتنا كجيران .
أيار : والله لا أرى أحداً في العائلة يهتم لأمر الجيران .. سوى أخي مُعاذ وسأسأله عن بيت أبي لطفي .
هدى فرحة : حسناً .. وأنا سأنتظر الأجابة يوم غد .
أيار قالت في نفسها : انها فتاة غريبة الأطوار .. لابد ان في الأمر سراً .. وإذا كان غير ذلك .. لما كانت تنتظر معي .. حتى اخرج .. ثم تخرج هي .
هبة : أ .. وقالتها مستطيلة .. عليّ .. يا هُدى .. انا .. أعرفكِ جيداً .. تخفين شيئاً ما.
هُدى : تلكأت ..أ .. أ.. ماذا تقصدين ياهبة ؟ أنا ليس لدي أي شيء .
هبة ضاحكة : ها .. هُدى .. ها .. لا تُخفي حقيقة الأمر .. فأنا أعرفكِ كل المعرفة .
أيار بشدة : أية حقيقة تقصدين يا هبة هل في الأمر … ؟
هبة : أجل .. وهُدى .. ستعترف بهذه الحقيقة أمامنا .
هُدى بإرتباك : أ .. أية حقيقة هذه التي تتكلمين عنها .. ثم بعد ذلك استأذنت وذهبت الى صفها الذي هو قُبالة صفهنّ وبخطى سريعة .
هبة ضاحكة : أنا مزجتُ بين الجد والهزل .
أيار : ما هو الجد في كلامكِ .. وما هو الهزل ؟
هبة : الجد .. هو شكي بأن تقرب هُدى لك وبهذه اللهفة العمياء المبالغ فيها .. لسبب ما يدفعها للتقرب منها وبإندفاع بادي للعيان .
لينا : هذا جانب الجد .. تُرى ما هو جانب الهزل الي تزعمينه يا هبة .
هبة ضاحكة : جانب الهزل ياعزيزتي .. عندما أقنعتها بأني أعرف الحقيقة وفي الحقيقة أنا لا أعرف عنها أي شئ سوى أسمها الثلاثي وأنها تسكن قرب مسكن أيار.
هند : ها .. قد تكونين مُحقة ياهبة لو لم يكن في الأمر شئ لما إرتبكت هكذا .
هبة : ولماذا لاذت بالفرار مستأذنة وبخطى سريعة جداً .
أيار : بدا القلق يدبُّ في أوصالي .. إذ قد تكونين مُحقة في شككِ هذا .
هبة : لكن إطمئني سأسحب البساط من تحتها حتى تسقط أمامي في الحديث وأعرف الحقيقة برمتها أعدكِ.
هبة تسأل أنسام : لكن صفي صوت حبيبك وأنا أعرف شكله من خلال الصوت ..
أنسام : صوته صافي تماماً من أي شئ .. دافئ .. أي نبرته جميلة دافئة .. نبراته عندما اسمعها كأنها مطارق تطرق على أوتار قلبي ..
هبة ممازحة ضاحكة : هذا هو اذن عرفت صفاته ، لحظة دعيني أبرمج الكلام قبل خروجه فأصدرت من فمها صوت ( تدل على البرمجة ) ثم قالت .. إنه طويل .. طول معتدل .. بدين بدانة معتدلة .. كلا .. كلا .. اقصد بأنه ممتلىء ..أه .. له عينان .. زرقاوان كبحرين سلسبيلين يجريان وله بشرة جميلة صافية بيضاء وفي وجهه خال ، وشعره أسود مائل الى الشقرة .. وفمهُ صغير .. وأنفه طويل معتدل .. ثم قالت : يا له من فتى جميل .. انك لا تستحقينه ، لذلك لابد لي من حمايته منك .. قبل ان يقع في شباكك سأرعي وارمي شباكي عليه ، ثم بعد هذا الفاصل المضحك ، سألن أيار عن آخر أخبارها مع حبيبها .
استغربت أيار .. ها .. من أحب .. في البداية نست كذبتها ثم بعد ذلك تذكرت وتداركت الموقف .. سألتها هبة .. ما بكِ .. (تُغشمين) نفسكِ أم إن الحياء يمنعكِ من القول .. من انكِ غير متأكدة من مشاعره تجاهكِ ..أجابتها قائلة : الصراحة يا فتيات .. انا خجلة ووجلة في نفس الوقت سألتها ليلى ولما الخجل والوجل ياترى نحن شلة ولا اسرار بيننا ، أجابتها : عجيب ان أيار الجريئة .. تخجل من الحب ، واستمر الحوار بينهن حول مشكلة أيار التي غلبها الضحك وقالت في نفسها.. يا لهن من فتيات مراهقات .. فعلاً مراهقات كما قالت مروة ، لكن اعجب على نفسي .. كيف فلت لساني وقلت أبن خالي .. لماذا.. لم أذكر أي أسم ما دام الحديث كذباً أبيضاً .
مُعاذ : اليوم وفي الساعة الثامنة مساءً .. انتم مدعوون جميعاً .. الى الحفلة التي يُقيمها البروفسور قتيبة .. بمناسبة عيد ميلاده وتقطيع الكيكة اللذيذة التي ستصنعها الخالة العزيزة أم سالم .. حب .. مرح .. فرح .
أيار : أراك اليوم سعيداً يا معاذ .. وهل صحيح ما قلت ؟
مُعاذ باسماً : نعم بالطبع صحيح .. يا أختي العزيزة .
أيار مبتسمة : يا للهول … أختي العزيزة … ما الخطب يا مُعاذ .
مُعاذ : ولمَ … الإستغراب … فأنا أحبك وأحب كل عائلتي … وبفضل إختلاطي مع الأخرين أيقنت جيداً مدى افادة المرء من الناس المحيطين به ، ومدى أهمية الطرب والموسيقى والخروج للتنزه والإستجمام .. ولا سيما الإنسجام مع إيقاع الطرب الذي كنت تزدرينه عندما كنت أنسجم مع جزئياته .
أيار مبتسمة : يسعدني جداً سماع ذلك ، ولابد ان تعلم بأني لا أزدري الموسيقى ، لقد أصبحت في نفسي الرغبة لسماعها وبالذات هذه الموجودة لديك ذات الإيقاعات الصاخبة للتعرف عليها ، والإهتمام بالحفلات والمهرجانات وغير ذلك من الجوانب الترفيهية التي تشعر الفـــرد بإنسانيته .
مُعاذ بدهشة وفرح : هذا عظيم يا أختاه .. وأيضاً لابد من معرفة شئ مفيد في الحياة الحكمة ، وحكمتي إذا أردت أن تمشي سعيداً .. فكُل قليلاً وأضحك كثيراً .. إنها حكمة جميلة لأحد الحكماء الرومانسيين .. فضحكا كثيراً على ذلك ثم بعد أن همّ بإعطائها أقراص الموسيقى التي تكلمت عنها .
مُعاذ : وطبعاً ستذهبين غداً الى عرس جارنا البعيد المحامي حسين وان كنتم لا تعرفونهم إلا إني أعرفهم فهم يسكنون في نهاية الشارع الرئيس المؤدي الى شارعنا الفرعي قبالة بيت زميلتك أنسام … فعائلتنا مدعوة .
أيار مبتسمة : ماذا المحامي حسين وقبالة منزل زميلتي أنسام ، ومن أين لك الوقت لتتعرف على كل هؤلاء الجيران في هذا الوقت القياسي ، إني صراحة لم أكن أتوقع انك مختلط بالجيران بهذا المدى البعيد .. ثم تذكرت قائلة .. أ .. تذكرت وما دمنا بصدد الحديث عن الجيران لدي سؤال أريد ان أسألك عنه ، أتعرف فتاة شقراء هنا في محلتنا .. تقول انها ابنة جارنا .. وتقول : اسمها هدى ابنة جارنا ابي لطفي .
مُعاذ باسماً : ها ها … هذه أخت صديقي لطفي .. وبيتهم قريب جداً من بيتنا ، أهي معكِ في نفس المرحلة .
أيار بغير رضا وقد أختفت الإبتسامة على محياها : أراك تتكلم عنها وكأنها إحدى قريباتك ؟
مُعاذ باسماً : يا أختاه .. قلت لك انها ابنة جارنا .. وأنا أعرفها كما أعرف الأخريات من بنات الجيران .. وما الضير من عرفتي بها وبأخيها … فأنا أعرفها كما أعرف لطفي … وهما أيضاً يعرفاني … ثم قال ضاحكاً ولا تنسي بأن أخاك رجل جذاب … وموسيقار مشهور وبديهي أن أكون محط أعجاب كل الفتيات .
أيار : ومن هذه البلهاء … التي تُعجب برجل راسب في صفه .
مُعاذ : اعلمي بأني أحيي الحفلات الوطنية في المدرسة والكل يصفق لي ويثني على عملي والكل يسأل كيف تعلمت العزف على العود وعلى البيانو وعلى القانون بدون دراسة جامعية ، صحيح أنا لا أنجح كل عام ولكني أتعلم وأزداد خبرة وممارسة على الأدوات الموسيقية ، وأعلمي أيضاً بأني تعودت منذ الصغر بأن يصفق لي الجميع لا لأني متميز في الدراسة وإنما لأني متميز في الكثير من المواهب التي يفتقدها بعض المتميزين .
وفي هذا اليوم .. تعالت أصوات الطرب والغناء .. وزغاريد النسوة في الأفق ، وكذلك أصوات السيارات والضوضاء .. والضجيج هذا يقهقه وهذا يتكلم .. وهذه تزغرد … إلخ ذهبت عائلة سراج الدين الى حيث قاعة قوت القلوب المقام فيها العرس وأختفى مُعاذ بين المدعوين حاملاُ (كيتاره) ، وبينما أيار جالسة حول الطاولة مع عائلتها ، رمقت أنسام من بعيد .. وعيناها تُراقب .. تُريد رؤية الباسم .. وهو موجود في الحفل يدخل ويخرج دون ان تشعر هي بوجوده .. ثم دنا باسم من حسين وقال : اين هي ؟ فأشار لها بطرف خفي .. فنهض الباسم وتوجه نحو أنسام وقد انفردت بأحد الأعذار مع اخيها الصغير ليأكل على طاولة مستقلة وكانت والدتها منشغلة مع ام حسين واستمرت عينا أنسام في التحري عنه دون ان تجده في الصورة التي ارتسمت في مخيلتها ، أشقر الشعر أصفر العينين ، تنظر وفي فمها قصبة العصير ، حتى باغتها هو واقفاً أمامها .. وتكادُ البسمة تشقُ شدقيه عفواً .. أقدم لكِ نفسي أنا باسم الباسم .
أنسام : عندما رأته تحنطت مكانها وهي ترنو إليه … ولم تنبس بأي كلمة وكأنها غارت في جوف الأرض .
.. يتبع