سلسلة خواطر إثرائية الى صاحبة الجلالة
( تـغـريـدةُ فـَم )
يافسحةُ الزمن الباقي ….
ياأكفاً احتوتني إحتواء الأزاهير لفراشاتها، وأجنحةً تعانق المياسم ، يتسابقان شَمّاً وتقبيلا ، كي لاينصرف ربيعهما على حين غَرّة .
يانهرَ الحقيقةِ الناصعه …
يا ألقاً …. يثير في النفوسِ مهابةً ، ويرسم حوله أكثر من علامةِ استفهام ، فارزة ، علامة تعجب ، نقطة ، سكون ، ضمّة ، وحتى كل علامات الاعراب .
ألقٌ … يجعلكَ تبحث في مكامنهِ ، وتُفتّش عن سرّ دفائنه .
القٌ …. ازليّ .. ليس كالبرق فيتلاشى ، او كالبَرَدِ فيذوب ، او كالبحر مدّاً وجَزراً .
القٌ …. ثابت الخطى يمشي ملكا ، كأنه بالأمس مولود .
القٌ …. لاتُغَيره الفصول الاربع ، بل هو عالمها ، وزانها بخامس .
القٌ …. عَزّعليَّ فراقه ، فأهيم في ملكوت الله ، كمتصوفٍ يبحث عن حقيقةٍ غافل عنها .
القُ …. اهيمُ به هيام الطفل بأمه . فراقُ لحظاتِهِ ، كأنهُ امتداد الزمن السحيق ، ولقائهُ كأنه فيك ازلي .
فمٌ …. يعرف كيف يسكب الحروف . قد ادَّبَ ذاته بذاتهِ ، فنطقَ عن محاسنِ قولٍ .
ولسانٌ …. لايحتال على الأذن فيغريها ، بل قد أَغراها خلقاً وأدباً ، ورضابهُ فصلٌ وبيان .
جِـيدٌ …. زادَها رونقاً وبهاءً ، يُضاهي أعناق الريمِ جمالا ، وأعناق المَها دلالا .أقسمُ لوعانقته لغفوت .
أذرعٌ …. إِن احتوتني ، فكأنما تشابَكْتُ بأغصان الياسمين .
عطرٌ هنا …. وعطرٌ هناك . ..
فيضٌ هنا …. وفيضٌ هناك ….
أمتَزِجُ بها كأمتزاجِ حروفها بمعانيها القاتلة ، فأكون أما صريعها او أميرها ، ولم أَصحُ إلّا على تغريدِة فَم يُرَدد ..
((يأخذني من تحـت ذراعي ..
يزرعني في إحدى الغيمات …
وأنا.. كالطفلـةِ في يـدهِ ..
كالريشةِ تحملها النسمـات……….))*
………………………………………………………..
*المقطع من قصيدة (كلمات) للشاعر نزار قباني