لا أحد يستيقظ
بلقيس خالد
القصيدة المشاركة في أحتفالية يوم الشهيد الشيوعي/ قاعة الشهيد هندال 14 شباط 2019
اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في البصرة
-1-
في هذه المناسبة
ربما يتساءل الشهداءُ
كيف اشرق َ هذا الصباح
هل تحرر الوطن..
هل ترفل بالسعادات بيوتنا
وهل ارتدت النساء ثيابا.. تليق بقلوبهن الخضر؟
………………………………….
ويحي ..
حيث مواطىء الخيبة تقودني الحروب
وأنا أنين
تكدسَ في جسدٍ
ثم تشعب َ
في مواويل،
تحدق ُ في نوم أحمر
محمولا على الأكتاف
-2-
استيقظوا
استيقظوا
مختنقة ٌ ظلالِكم
لا يليق برشاقة ِ قاماتِكم هذا النوم
حزينة ظلال البساتين
الدرابين حزينة
وأنا مازلت احلم بأبنائي.. صغارا،
اتذوقُ قبل الافطار خدودهم
احلبُ ضرع َ الفجر واسقي بالدعاء أساميهم.
وانادي..
انادي..
لا أحد يستيقظ
اهيأ الثياب والعطر والساعة..
احدق.. ولا عين لي
سوى أساميهم
التي صيرتني ظلها
يتفيء به أراملكم واليتامى
ثكلى.. لا طاقة لي..
انادي..
انادي.. يا لذة الاسماء بفمي
انادي..
ولا احدَ يستيقظ
أنادي..
يجيبني صدى أخضر
مِن ابتساماتِ صوركم
الاحتلال الغاشم المشؤوم
يبقى فيّ ..
عنوانا ً..
لأرض ٍ قاست الويلات و الاحزان
جنود الترك و الرومان
جنود الفرس و العربان
تنادت لاحتلالك َ يا عراق الموت
سماؤك َ ظلمة ٌ و غيوم
نهارك َ لوعة ٌو هموم
و فيء البصرة الشمّاء
بدا كدماء لون الفجر
ذبيحٌ .. مرهق ٌ .. مكلوم
………..
في هذه المناسبة , و ما سبقتها , و ما تتلوها من مناسبات , ستبقى أسئلة الشهداء تحوم في مفازات الموت البصرية المتسعة على الدوام …
سيبقى الشهداء ينتظرون – و نحن معهم – كيف / متى ستشرق الصباحات الطافحة بشموس الحرية و الكرامة و العيش الرغيد على ربى البصرة و بقية الوطن السليب …
ستبقى تساؤلاتهم / تساؤلاتنا …
( هل تستذكرون ثورة عمال الميكانيك في ميناء البصرة عام { 1918 } الذين ارغموا المحتل القذر على الانصياع لمطالبهم نتيجة الموقف البطولي الصلب الذي وقفوه بالضد من الارادة الاجنبية البغيضة ) ؟؟
( هل تستذكرون انتفاضة عمال الغرابيل البصريون عام { 1932 } و من سقط فيها مضرجا بدماء العشق العراقي الرابض في الاحشاء البصرية الموجوعة حد الوله ) ؟؟
( هل تستذكرون تلك الملحمة الكبرى التي اجترحها عمال الموانئ مرة اخرى عام { 1953 } تضامنا مع اضراب عمال اللاسلكي و عمال الحفارات في مدينة الفاو والسيبة والمعقل , ذلك الاضراب البطولي الذي استقطب تأييد عمال الموانئ الكويتية و الإيرانية والسعودية و تضامن طلاب ثانوية البصرة الذين تظاهروا تأييدا لعمال الموانئ المضربين , و كذلك تأييد طلاب كليات بغداد ومدارسها ) ؟؟
………………….
لن يستيقظوا ابدا ً …
أيا بلقيس .. و نحن من حرب ٍ الى حرب ٍ الى منفى الى سجن الى تشريد يغمرنا العذاب
علي الكندي