
4- إصدارات جديدة للباحث العراقي د. خيرالله سعيد
عن دار كنعـان بدمشق ، صدرت للباحث العراقي المعروف د. خيرالله سعيد ، أربعة إصدارات جـديدة، تخص ثلاث منها الشعر الشعبي العراقي وأعلامه المعروفين، فيما كان الكتاب الرابع هو بمثابة إعادة إصدار لكتابه السابق ( من وجـدِ ديوان الوجـد ) بمناسبة الذكرى العشرون لرحيل أستاذه المفكر العراقي المعروف الأستاذ هـادي العلوي .
وقد كان الكتاب الأول مخصّصاً للشاعر العراقي المعروف ( مظفر النـوّاب) وهو دراسة نقدية عن مراحل تطوره الشعري الشعبي في العراق، وكانت الدراسة بعنوان ( مظفر النواب – ذروة الإبـداع في الشعر الشعبي العراقي ) وقد جاء في كلمة الغلاف:
* الدارسون لشعر مظفر النوّاب يجمعون على أن شعره متعدد الأساليب والأشكال، وهو متطوّر من مرحلة لأخرى، الأمر الذي يعطيه ويكسبه حالة من الديناميكية المتطورة بشكل دائم، لاسيما بعد مرحلة الستينات، المرحلة التي قفز بها من الشعر الكلاسيكي الى شعر الحداثة المعاصرة، لذلك شكّلت قصائده بأسلوبها المعاصر قطيعة عمّا سبقها من قصائد الشعراء الكلاسيكييّن في العراق من الذين سبقوه، وقد ألهمت قصائد النوّاب السبعينية – وهي الأكثر نضجاً وحداثة – الكثير من شعراء الجيل التجديدي الشباب الذين جاؤوا بعده، وبصورة لم يستطيعوا فيها تجاوز عطاياه الإبداعية . في هذه الدراسة يقدم الباحث د. خيرالله سعيد ،صورة مختلفة عن باقي الدراسات التي كتبت عنه، من عدّة زوايا مختلفة تخص رؤية النواب ذاته الى شعرهِ الشعبي بشكلٍ خاص .
فيما كان الإصدار الثاني مخصّصاً للشاعر الكبير الأخر شاكر السماوي، كدراسة نقــدية حملـت عـنـوان : ( شاكر السماوي – الإيقاع المنفرد في القصيدة الشعبية العراقية) وقد جاء في كلمة الغلاف :
* شاكر السماوي ، يشكّل حالة فريدة في شعره الشعبي ، فقد كنت ألاحـظ – وأنا أصغي إليـه للمـرّة الأولى، أنـّه كان يربط – في هـذه القصيدة- كل خواتم مقاطع قصيدته الشعرية، ذات المضمون الفلسفي في” البـعد اليسـاري” دون أن يقـع في فـخ الأيديولوجيا اليسـارية- من حيث النظـم- لكنـّه يتسـاوق مع محمولها اليساري بمعنى التوظيف الدلالي للمحمول السياسي، وهـو واضح في أغلب المقاطع، وممـّا استرعى انتـباهي، أيضاً، في تلك الليـلة وأنا أستمع إليه هـو” الشكل الخـاص بـرتــمِ القصيدة” وشكل الأداء المصاحب لهـذا الرتـم، وترادف هذا الإيقاع الراقـص، والذي يختلف عن بقيـة الشـعراء الشعبيّين المجايلين لـه في تلك المرحلة، لاسيما في بداياته ، ،وظـل هـذا الإيقـاع حاضـراً في ذهني وسمعي ، حتى التقـينا سـويـّاً في دروب المنـافي القسرية، وكانت دمشـق أولى محطـاتـه، ولـمدة طويلة، قاربت العـقــد من السـنين، الأمر الذي جعلني أتفـهـّم أكثر تلك الإيقـاعيـة الشعريـة، بشكل أعمق وأصـدق، وأن تعـود بي الذاكرة الى ” تلك الليلــة” وتلك السـنوات الخـوالي من أيـّام النضــال .
فيمان كان الإصدار الثالث مخصّصاً للكاتب نفسه ، حيث قـدّم قصيدته الملحمية ( جبت كل العراق وجيت) وهي اول ملحمة شعر شعبي في العراق، بلغ مجموع أبياتها ( 1580 بيتاً ) من الشعر الشعبي، وقد قام النـاقـد العراقي المعروف أ د عبد الرضا علي ، بتقديم نقدي هام لتلك الملحمة الشعرية، وقد جاء في كلمـة الغـلاف :
* تشكّل ملحمة ( جبت كل العراق وجيت ) قـفزة نوعية في التراث الشعري الشعبي العراقي، من حيث مضمونها وأسلوبها، فهي أوّل قصيدة ملحمية يكتبها شاعر شعبي في العراق،( 1580 بيت ) يستعرض فيها تراث العراق السياسي والإجتماعي، وانعكاس ذلك في خريطة الأدب الشعبي في العراق، الأمر الذي يشير الى وجود نظرة عميقة عند الشاعر ليعالج بها كل موضوعاته السياسية والأدبية، بإسلوب خارج المألوف والسائد في الساحة الشعرية، ليضع بصمة جديدة على مسارات الشعر الشعبي في العراق. والملاحظ على سياقات القصيدة الملحمية أنّها جاءت بمفردات شعبية تحاكي كل بيئة وخصائصها، ممّـا شكل مفردات قاموسية شعبية، يمكن الرجوع إليها من قبل دارسي الفولكلور والتراث الشعبي في العراق .
فيما كان الإصدار الرابع ، هـو بمثابة إعــادة للنشر لكتاب المؤلف د. خيرالله سعيد المعنون بـ ( من وجــد ديوان الوجـد ) والذي خصّ بـهٍ أستاذه الراحل المفكر العراقي المعروف الأستاذ هـادي العلوي، بمناسبة مرور الذكرى العشرين لرحيله .
وفي هذا الكتاب النقدي، يسير المؤلف مع إيقاعات ومفردات كتاب أستاذه ( ديـوان الوجـد ) لإيجاد وحـدة تطابق في الرؤية والبنية والموقف، لآراء ومواقف الراحل هادي العلوي، حتى أنّـك تلمس حالة من التطابق الفكري والمنهجي بين التلميذ واستاذه، من حيث ( تعــدد الموضوعات وإشكالاتها ) إضافة الى ما قام به المؤلف د. خيرالله سعيد من إضافاتٍ هـامة على كتاب أستاذه هادي العلوي – لا سيما فيما يخص ( أدب العامة ) الخاص بتمثيلات الوجد عندهم وشكلِ ظهـوره ، حتى أن ( غلاف الكتاب ) جاء فيه ثلاثة أبيات شعرية كتبها التلميذ لرثاء أستاذه جاء فيها :
تـواجـد شــيخنا وبــه اهـتديـنا بـوجـد الوجـد نطربُ كـل حــانِ
فـإن عطشَ المُحب فليس بـدعاً ففي الـديوان يشربُ كــلّ فـــانِ
وإن جــاء المُريـد بفيض وجـدٍ فـإن الشــيخ في قـلب المعــاني
الاستاذ الباحث د.حسين سرمك المحترم
أعضاء فريق عمل الموقع المحترمون
اتقدم باالتهئة والشكر للباحث د،خيرالله سعيد على هده البلورات المعرفية خير جدارة الفهم والإفهام ٬ وأقدر إبراز لما يكتنفها من أثر شديد في التعدد النقدية والوحدة الإجرائية في تجلياته المختلفة٬ بدءا من أبراز الأهمية لدراسة مقامات ٬ في المواقف من الأبداع والمبدعين٬ وما حملت بكل تجلياتها والبيانية الفكرية الجميلة٬ بأعتباره خير من يمثل بجدارة تتبع الضرورات في التفكير العلمي المنهجي٬ وبلاغة معالجات ذلك بحرص منطلق النقد الذي ينبغي الالتزام وايحرك الذهنية في الأسئلة والتحقيق عما تحدده معالم الموضوع٬ وتشكيل خارطة دراسته٬ وخطة السير فيها٬ ولا شك السياق الفكري٬ والنسق المعرفي٬ التي يمتاز بها منطلقه. ولا شك ينأى عن عشوائية المنطلق وفوضوية المعالجة وطلك بالحرص على دقة المنهج وسلامة آلياته وإجراءاته.. من قضايا فكرية أو معرفية أو روافد ما تدور حوله البلاغة وما يتصل بها من حسن الاتصال من نظريات الفهم والإفهام .
ولحرص الشكر والثناء لاسرة موقع الناقد العراقي على اتاحتهم لنا الاطيلاع والمعاينة من ارسال واستقبال الجديد للمبدعين وما يتعلق بهما من حسن الهمة و إرادة التواصل بمنتجهم الابداعي٬ وهو ما يتجلى في جهد الباحث لرئاسة تحرير الموقع وآعضاء فريق التحرير ٬ الذين يعلنون التمسك بالموضوعية والعقلانية والأسس والمبادىء الاخلاقية الاجرائية٬ وخير شاهد على هذا الموقف من نشر الخبر ٬ معلومة بقضايا ثقافية جوهرية.
نهنى الباحث د. خيرالله سعيد خير الوفاء والالتزام٬ أملة بفرحي هذا٬ له التوفيق والصحة والعافي يا رب.
إشبيليا ـ وكالة ناسا للفضاء
كل الشكر والتقدير للدكتورة إشبيليا الجبوري على هذه الملاحظات النقدية والجميلة، وقطعاً ستكون أجمل لو كانت ( هذه المؤلفات ) تحت يـدها، ونأمل أن نوصلها لها حال وصولها إلينا