تاجيه البغدادي.. سيرة موجزة ونصوص مبكرة (ملف/1)

تاجيه البغدادي
تاجيه جواد البغدادي (بريطانيا).
ولدت عام 1944 في بغداد.
حاصلة على البكالوريوس من كلية الآداب – فرع اللغة العربية – بغداد.
تعمل مدرسة للغة العربية في أكاديمية الملك فهد في لندن.
دواوينها الشعرية: هل غيض صوتك شهرزاد 1993 – تكلم أنت أيها الصمت 1996.
نشرت قصائدها في مجلة الطليعة الكويتية, والمرفأ, والطليعة الأدبية, وكذلك في الاغتراب الأدبي, والشرق الأوسط في لندن.

غداً يا امرأة الهمِّ
غداً تنزاحُ عَنْ صدري

عشيّاتٌ بها أنسلّ عن همّي

وأحملُ ما تبقّى من رغيف الصبرِ

بل أستلُّ أجفاني

وأدنو ليتني أدنو قليلاً

من سماء الرب أمضي بين كفيهِ

معاً يارب أسمعه ويسمعني

وأنصر جرأةً في الروح

أشكو هجرة التين مع الزيتونِ

عن سكِّينة حزَّت

رؤوس النخل عن كفٍّ تدلَّت من

فضاء الرملِ

أخشى أستفزّ الصمت إذ أمضي

وكلّي هاجس يَهْمي

وأخشى لو تدور الريح

يدنو الخوف من قلبي

وأُمسي زهرةَ الصّبار في المنفى

وأخشى أن يضيع الدربُ من دربي

غداً تنزاح عن صدري

عشيات بها بتنا أليفَينِ

أنا واليأس عند البابِ

أشرب حزنيَ اليوميَّ عند البابِ

أعرف أن هذا الباب لن يكذبَ لو مرّت خطى الغيَّاب

وكم كنت أرى قلبي

ترجَّاه قبيل الفجر أن يأتي بمَن لا يهتدي لو غابْ

وكم بتنا أليفينِ أنا والهاجس المحموم والمعراجُ

علَّ الغائبَ المفقودَ يأتيني يدقُّ القلبَ

يرمي صخرةً في الصمْتِ

يهرب من كلاب الموت

يطرقُ ساحلَ الظلمات والساعاتُ لا تتعبْ

وأرقب خطوة الشباك والساعات لا تتعبْ

وألمحه وأصرخ أيها العائدْ

ترجَّل أيها المتعبْ

ترجَّل وانفضِ الأشواقَ

خذ مني فناء القلبِ

واغمرني يضيق الصدر.. ضاق الصدر إنْ قالوا غداً يذهبْ

أمِثْلي قد جفاك النومُ هل تستاء لو أعتِب

وهل لو سحَّتِ الأشواقُ من كفيك غير اللثم ما أطلب

وأبكيه وأذكر عندما أبكيـه أياماً سقاها القلب

وحدثني عن الناجين عن صخرٍ أضاء الدرب

وأفتح ثغرة في الصمتِ أشرحُ ما جَنَتْهُ الحربُ

أصرخ أين ولَّى العقل لو دقت طبول الحرب

وأرتدُّ مع الأصداءِ أعرف أنني أحلمْ

وليت الحلم لا يكذبْ

وكان الزائر الليليُّ يدلي باعترافاتٍ

عن النخل الذي لم ينكسرْ في الريحِ

مذ هبّت عليها غيمة سوداءُ

مسَّتْ دهشة الأحلام عند الصبحِ

واكتظّت بها أرض الفراتين التي مذ مسَّها الطاغوتُ

ما اغتسلتْ وما خلعتْ ثياب الحزنِ

لم تدفن وصايا صوتها المكسور يوم الجسرِ

لم تسألْ عن المنِّ أو السلوى

تمطّى الحارس المزروع خلف الباب..

مرت قبل ساعاتٍ بقايا ثوبه المدميِّ..

واصطكت رصاصاتٌ

ولم يأبه حوار الصمت إذ مرت تضيء الليلَ

كان الليل ملتاعاً

ومرَّتْ كالصهيل الحادِّ

يرسم صورةً للموتِ

وامرأةٌ تقص الشَّعر

أبصرتُ بها وجهين

ها قُومي اشهدي الوجهين

وجهاً ثابتاً كالرمحْ

ووجهاً نزوة في الريح لا تُمحى عن العين

وقالت سمِّني ما شئتَ..

وانسلَّت تلمّ الوقت تحسد ما تبقَّى من رصيد الوقتِ

حثّتْ آفة النسيان أنْ ترسو بعيداً عن عيون الدمع

كم كانت تحب الحلم حين الحلم لا برّ له في الكذْب

يكفي أن يجيء الوقت تبني أينما حطَّتْ طيور البحرِ

يكفي ان تضم الجنح فوق الجنح لو مرَّت ولو يوماً سيول الخيل

يأتي يستحث الخطو يبتلُّ سرابُ الرملِِ

صَرّ الباب

همّتْ رعشة قد حوصرتْ بالبابِ

همَّ القلبُ همَّت تخلع المجهول والحسّ الذي يرتاب

لقد عادَ, لقد عادَ

وهمَّتْ فاجأتْها شرطة السلطانِ

صاحت مثلما ضَجَّتْ صنوج الغابِ

مَن في الباب.. مَن في الباب?

أيا امرأةً تشدُّ الجرح.. عمَّن تبحثين الآن في لائحة الأسرى.

*عن موقع البابطين

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

حــصــــرياً بـمـوقـعــنــــا
| أحمد خيري : الكتابة وفضيلة أن نكون اجتماعيين “قراءة في كتاب اعترافات بلا كمامات” .

قد يكرّس المثقّف موهبته لحملِ رسالةٍ ما، أو تمثيلِ وجهة نظرٍ ما، أو موقفٍ ما، …

| عبد الرضا حمد جاسم : الاحتلال الأمريكي للخليج و الجزيرة العربية 1/4 .

مقدمـــــــــــــــــــة: ونحن في أيام ذكرى الهجمة الامريكية الصهيونية العربية لتدمير العراق و من ثم احتلاله …

2 تعليقان

  1. هناء حمد الماجد

    كانت معلمتي أ.تاجية بأكاديمية الملك فهد في لندن ، اكن لها كل احترام و تقدير🌷 ياترى هل تتذكرني؟

  2. هناء حمد الماجد

    قديرة جججججدا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *