الثورات الملونة
لَمْ تَعُدْ قَبلَ حُروبِ الوقتِ
بالخيبَةِ عنقودَ دراما
لم تَعدْ ميثاقَ ذُعرٍ او يَمامَةْ
لَمْ تَعدْ من خَيمةِ “الثورةِ ”
رؤيا للقيامةْ
انما عُدتَ طريداً لِمشاعاتِ العويلِ
ومَعرّاتِ مَلامَةْ
*
لَمْ تَعُد اَنتَ تُلبي حاجةَ السِّحرِ الى السّاحرِ
بل اصبَحتَ، يا لِلهزءِ ساحِر
فالطيورُ غادرَت اعشاشَها خَوفاً على موتِ النهارِ
وبقيتَ انتَ وحدَك
مُفردُ العينينِ وَالوَحمُ على جلدِكَ قصديرِ حَراشِف
آملاً ان تَرِثَ البَحرَ بِحاراً من دَمارٍ
وبقيتَ انت وَحدَك
مثل خُلجانِ الغُبارِ
فيهِ تَدوي كَذُهولِ النائِحاتِ
*
وبقيتَ اَنتَ وحدَك
حَذرَ الموتِ بأشفارِ العذابِ
كي تُلبي حاجَةَ السيف الى هذا البَكاء
باقتِباساتِ نُصوصٍ من رَمادِ النملِ مَعصوبِ العيونِ
كَي تَؤُمَّ ورعَ التيهِ على مَنهَجِ تَأويلِ البُروج
فالرسالاتُ اختِزالٌ من فلولِ الغائِبينَ
او فُروضٌ جَسَّدَت وَحشَةَ مَدٍّ من مجاهيلِ الجَحيمِ
او نُصوصُ المَرجِعيّاتِ لِأقصى دَبَقِ “الثوارِ” من بابِ حدودِ التَّجرِبةْ
او زَوايا من ثَآليلِ الحَديثِ
وَهيَ تَزني بِالحَياة
*
سَخرَ الواقِعَ مِنا وَتَجلى
نسخَةٌ من خيبَةِ العصرِ المُدمّى بِهراءِ الفَسَقةْ
نسخَةٌ مَن باعَ ديناً
بِعروضٍ مِن بقايا نَزَق الدنيا الدَّنيَّةْ
جُندَبٌ يَنثرُ مَوتاهُ لِيَغفو
في كُشوفاتِ الوباءِ الابديَّةْ
دَنِسُ الكَفِّ فّقيهاً في نِظامِ الآلِهَة
وسَيَبقى
مُخلِصاً حقاً لِزنّارِ القبيلةْ
وفَضاءاتِ الدَّمار
*
وَطَني يَبقى سُؤالُ الروحِ عَن روحٍ زَكِيَّةْ
وَطَني يَبقى خَرابٌ
تَحتَ اسلابِ قضاةُ الهمجِيَّةْ
حِينما تبقى غواياتُ المذَلةْ
نعمةً لِلمنشدينَ
عندَ بَدءِ المهرَجاناتِ
وتَسميمِ الضِّياءْ