المشهد التاسع عشر
وقد تبدد قلقها وإرتسمت الإبتسامة على محياها الى إن انتهت أيار من سرد الموضوع ، وأنا حائرة في هذا الأمر حتى الدراسة لم أسيطر عليها .. ما العمل ؟ أعتدلت مروة في جلوسها حكّت أنفها ثم تنهدت قائلة : عزيزتي كل الأحداث التي سردتيها لي أنا على معرفة تامة بها .. لأن أمي على إتصال دائم بأمك وأنا أعرف الأخبار منها وأنا أعجب كثيراً عليها إذ كيف تخفي عليكِ مثل هذا الموضوع .. عجيبٌ غريب .. ذُهلت أيار .. أقلقتني يا مروة بحق السماء عليكِ ان تقولي لي كل ما تعرفينه عن إجابتها : بالطبع لأنكِ لست صغيرة على مثل هذه الأمور سأشرح لكِ الموضوع من البداية الى النهاية حتى وأن غضبت أميمة مني وزعلت..لأنكِ لابد ان تكوني على علم بتلك الأمور التي تجري في البيت ، وأنا متأكدة من أنكِ ستعذرينها على كل شئ ..تحمست لسماع الموضوع فتشبثت بمروة قائلة بالله عليكِ لاتطيلي الحديث وأدخلي في صلب الموضوع لأني أتعذب لكلام أمي عن القتل .
مروة : حالاً حالاً .. أسمعي فالموضوع يا أيـــار ليس بالتعقيد والصعوبة التي فهمته بها ملخص الكلام إن والدتكِ أميمة حامل .
أيار مستغربة فقلبت شفتيها وأقطبت حاجبيها وبصوت عالٍ وبغضب : ماذا ؟؟؟ ماذا حامل ؟ لا..لا.. هذا أمر لا يصدق يا مروة .
مروة مبتسمة : ولمَ لا يصدق .. أجريمة .. أم عيب ؟!
أيار أغمضت عيناها وقالت أوه يا إلهي ثم أعتدلت في جلستها وسألت : وما علاقة هذا الذي ذكرتيه بالشخص الذي تهدد بقتله …
مروة بإستغراب : ماذا ؟ أيعقل إنكِ لم تفهمي بعد كل الأحداث بمجرد ذكر كلامي لكِ.
أيار : نعم أنا الأن لا أفهم .. أنا أجهل من الطفل الساذج ، فالأحداث تشابكت في دماغي ولا أعرف كيف أفسرها ، أرجوكِ ساعديني على الفهم والتفسير .
مروة ضاحكة : عزيزتي .. سأشرح لكِ الحديث بالتفصيل .. أما أنتِ أنصتي وكوني كُلكِ أذان صاغية فقط .. أن والدتكِ لم تكن تُريد حملاً أبداً .. لكنه رزق الله جل وعلا .. وحال معرفتها بذلك .. ثار غضبها .. وأصبحت عصبية المزاج .. لذا قررت ان تتخلص منه أي تجهضه وعبارة القتل هي أن تقتل الجنين أي إجهاضه ، وهذا هو الرجل المجرم المرسوم في ذهنكِ ووالدك يخوفها بغضب الله ، وكذا أمي وصديقاتها .. أما نحن وقبل أيام ، قررنا ان نقنع أميمة بأن لا تجهضه ، وحال ولادته سوف نأخذه نحن ونتبناه ، وهي بذلك سوف تتخلص منه من غير أي معصية .. ومن الجدير بالذكر أن أمكِ .. مهتمة بمسألة إنها في الأربعين ومسالة مخزية بالنسبة لها سماع اولادها بهذا الخبر المعيب .. إلاّ إني متأكدة .. من أنها سوف تذعن للأمر الواقع ، وسوف تبقي الطفل ينمو في أحشائها ، علها تكون أختاً صغيرة لكِ .. وأيار تصغي واضعة قبضة يدها على خدها .. مذهولة لما سمعت من أمر لم يكن يأتي على البال ولا يمر على الخاطر .. فسألتها : مروة اتريدين ولداً أم بنتاً .. قلبت أيار شفتيها ثم قالت لها مروة .. أذن علقي على ما سمعتي .. أجابتها : مهزلة مهزلة .. ولا يعجبني أن أعلق على مثل هذه المواضيع الجوفاء .
مروة مبتشرة : قلتِ قبل قليل أنها صباح اليوم ذهبت الى المستشفى وأنها تعاني من ألام الأسنان واللثة كما قلتِ ذلك ، أذن أستنتج من ذلك أن سراج الدين نجح في إقناعها وأخذها بنفسه الى المستوصف لغرض التلقيح ، ويجب عليكِ التخفيف من الألم الذي تحس به لأن حالتها النفسية سيئة وكما ترين .
أيار : وماذا تُريديني أن أفعل أأحتفل بالطفل الجديد .. اللعنة التي ستحل علينا .
مروة : لا تقولي ذلك أنه لنا سنتبناه حال ولادته وماما هيأت له ما يحتاج منذ اللحظة .
أيار بتذمر : والحمل وظهوره على بطنها متى ستعلنه ؟
مروة : لا تكوني بهذه الأنانية قلتُ لكِ إن والدتكِ المسكينة لم تكن بإنتظاره أبداً لكنه رزق الله تعالى .
فنهضت أيار وخرجت الى بيتها وهي مستاءة لما سمعت وحال دخولها البيت سألها .. مُعاذ ..هل عمتي مروة في البيت لا أفهم شيئاً من الأنكليزي .. أجابته وهي ماشية .. نعم .. سألها : ما بكِ .. أجابته : لا شئ .. لا شئ ، فصعدت السلم ثم دخلت الى غرفتها جلست على الكرسي ووضعت رأسها على المكتب ، وهي حزينة ثم أخذت تتذكر عندما قالت لها ممازحة .. أكل هذا كرش ، ثم رفعت رأسها وقالت : ولماذا تخفي عليّ ذلك وأنا ابنتها الوحيدة المفروض ان تثق بي ، وتطلعني على كل الأحداث التي تصادفها وتشكو لي إذا اقتضى الأمر.
رن جرس الهاتف فأتت الى الهاتف ماشية بتثاقل متذمرة وبعد ان تنهدت رفعت السماعة قائلة : ألو .. أجابها المتكلم ألو .. قالت : نعم .
باسم : الله ينعم عليكِ .
أنسام : تنهدت ثم قالت : من المتكلم .
باسم :عجباً عليك أنسيتي صوتي يا ترى .. تذّكرينه الآن ؟
أنسام : ابتسمت وقالت : عمي وهاب أنت .
باسم : كلا أنا لستُ عمكِ وهاب … احزري من أكون ؟
أنسام : لابد ان تكون خالي صباح .
باسم : ضحك وقال : كلا انا لاعمكِ وهاب ولا خالكِ صباح .
وبينما هما كذلك دخل أخوها جاسم .. فسألها : من على الهاتف يا أنسام ..
لم تجد بد من أجابته : إلاّ أن قالت له : ها .. أنها أيار .. ثم جلس لمشاهدة التلفاز .. حيث كان في مكان قريب من الهاتف استمر الحوار وأنسام لا تستطيع غلق الهاتف .
باسم : كيف حالكِ يا أنسام .. ومشكور هذا الذي ناداكِ بإسمكِ .
أنسام : نعم يا أيار هذا اخي جاسم ها أنتِ حفظتي صوته .
باسم : صراحة يا أنسام … أنا إرتحت لكِ لأول نظرة .
أنسام : مبتسمة : ماذا … دمكِ خفيف يا أيار .
باسم : صدقيني يا أنسام لم يكن إتصال سوء وإنما أردت أن أجرب حظي والحمد لله .. تعرفت عليكِ .. اتمنى ان نتكلم دائماً يا أنسام .
أنسام : وما أسمها .
باسم : وقد ضحك.. ها .. عفواً .. أسمي باسم الباسم .
أنسام مبتسمة : وداعاً … الله يسلمك .. واغلقت السماعة .. وهي تكاد تنفجرُ ضاحكة لولا جلوس أخيها قربها.
فسألها : سمعتكِ تقولين لها .. الله يسلمك تُرى سلمت على مَن .. وقفت أمامه .. وقالت : او .. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. لقد نسيت انها سلمت عليك .. أجابها وعليها السلام .. ثم دخلت غرفتها مسرعة لكي تخرج الضحكة المخبأة في صدرها .
أيار في المدرسة ويبدو انها أفضل من الأيام الماضية .. يبدو أنها مع هبة وشلتها وهيفاء وانصاف وسبأ قد استعادت بسمتها ، ورضت بالأمر الواقع في البيت ، واليوم أنسام تقصُّ قصتها الطريفة المضحكة من وجهة نظرها (كيت وكيت) فضحكن كثيراً كثيراً عليها وكل واحدة منهن تصنف عليها ..
نادين : ولمَ لم تقولي له .. ان الأذن ليست باب القلب وانما العين باب القلب .
أنسام : لم تفتن هذه قلتها له .. ثم أغلقت السماعة بوجهه .
هبة ضاحكة : وكيف ستصل لكِ الهدايا في الهاتف يا ترى .
هند ضاحكة : لا سوف يغمض عينيه ويقول لها تخيلي هذه الهدية وهي تغمض عينيها وتستلمها وهي مغمضة العينين .
أنسام : لا يهم ذلك .. إذا رأيت باسم وأعجبني وتقدم لخطبتي سأوافق رغم أنف الجميع ..أما إذا لا .. ثم فرصة للتسلي معه في أوقات الفراغ ..
رن جرس الهاتف في بيت أنسام .. رفعت السماعة هي .. الو .. أجابها .. الو مرحبا ..اهلاً..
باسم : كيف حالكِ أنسام ؟
أنسام : من أنت .؟
باسم : أنا باسم .
أنسام : ما هذه السخافة .. وبأي حق تتصل بي .. ثم أغلقت السماعة مبتسمة فإتصل مرة أخرى .. رفعت السماعة .. نعم .. قال لها : اسمعيني فقط وماذا تخسرين .
أنسام : انا لا أحب مثل هذه السخافات في الإتصال الأول قلت صدفة .. واليوم تبجحت وبغير حياء تتصل وتسلم علي وبإسمي وكأننا على تعارف .
باسم : : دعيني أتكلم رجاءً .
أنسام : بعد أن تنهدت تكلم وأنا أسمع ما تقول لاني وحدي في البيت .
باسم : حسناً أنا أسمي باسم قاطعته .. عرفت هذه الإسطوانة اسمك باسم الباسم وماذا تريد .
أجابها :عفواً صدقيني بأني غير متلاعب وانا إنسان سوي وطالب في إعدادية التجارة وبإمكانكِ السؤال .
أنسام ضاحكة : عجيب أمرُ هذا الرجل ولماذا أسأل عنك ياترى وهل أنا أعرفك ؟
باسم : انا الآن لوحدي في البيت مثلكِ .. نحن ثلاثة نعيش في البيت .. والدتي موظفـــة في المِصرف وأختي باسمة طالبة في الجامعة أما والدي فمتوفي .. وان قدرت لي الأحداث ان احبكِ عن طريق الهاتف .
أنسام ضاحكة : يا أخ باسم أنا لست بعيدة عن هذه التصرفات وأعرف جيداً أمثالك واحبُّ ان اقول لك ان العين هي باب القلب وليس الأذن … اثبت لي ذلك .. ثم سدت السماعة بوجههِ لكنها حقيقة أنشدت كثيراً لكلامه ، لأنه بدأ يحسسها بالإهتمام وأن كانت لا تعرفه ولم تره لكنها تعرف صوته جيداً .. وأخذت ترسم صورته في خيالها .. من خلال صوته الدافئ ومشاعره الفياضة .. وأنها لابد أن تكلم صديقاتها بهذا الأمر المهم ولابد من أن تسأل عنهُ ، وخير وسيلة تستخدمها لمعرفة كلامه صحيح أو خطأ هي الإستعانة بهبة بالطبع ، فقالت في دخيلة نفسها أنا مجنونة ، أغلقت السماعة في وجهه على الأقل أنه يسأل عني دائماً في الهاتف ، ويؤنسني في مثل هذا الوقت وانا وحيدة في البيت الى أن يأتي موعد المدرسة في الإتصال القادم ، سأسمح له بالإتصال يومياً نعم نعم .. قد يكون صادقاً في مشاعره وأنه كما قال شخص سوي غير منحرف وأنه رجل بيت ، ثم تذكرت .
خصصت مروة يوم الخميس للإستراحة من جدول الإسبوع الثقيل المضني والجلوس في الحديقة مساءً بعض الوقت لتواصل سماع زكية حول أخيها عصام وأختها ولاء أم عابد ، ولم يثر الأمر تساؤل الوالدين فليس بالأمر الغريب على ابنتهما الجلوس مع الخدم … لأنها تعودت البساطة .
زكية : أصبح لأختي أم عابد … حياتها الوظيفية والمادية المستقلة وعلاقات متطورة مع زملاء العمل ، وحياة مستقلة في بيتها الجديد المليء بأنيق الأثاث في الطابق العلوي الذي تستقبل فيه صديقاتها وتستقبلني عندما أذهب لزيارتها في الأعياد ، وتستقبل زبائنها في غرفة مستقلة خصصتها لماكنة الخياطة ، وكانت كل شهر ترسل لولدها الهدايا بيد إحدى قريبات والده عندما تأتي لتخيط عندها ، وتتمنى أن يأتيها يوم من الأيام ليعيش معها ، ويرعوي ذويه عن تثقيفه السلبي ضدها ، لكن النقطة الأهم هنا والتي أود التطرق إليها كثرة المعجبين ، وأنها كما قلت لك جذابة ومتبرجة ولاسيما بعد أن أصبحت موظفة راحت تحاكي أخر الموظات ، وأنظارها مصوبه الى فلذة كبدها وعيونها لم تنفك عن الدمع كلما رأت طفلاً بعمره .
مروة : ولماذا … لم تجرب حظها في الزواج من جديد .
زكية مبتسمة : سيأتيك الحديث … أنستي لا تستعجلي … المعجبون كُثر من الموظفين ومن المراجعين … لكنها وان كانت تتمنى ان يجمعها الله تعالى بولدها ولا تتزوج … شدها أحد المعجبين من المراجعين ألتقى بها في موقع عملها ، وهو ينوي بناء عمارة له ومؤكد يحتاج الى كمية كبيرة من الطابوق وراح يتردد عليها بأسم العمل وحصل منها على رقم نقاله ، وهو برتبة مقدم في الجيش ، وبالتواصل والإتصال حدث نوع من التعارف بينهما ولا سيما وهي تعيش بمفردها في بيتها مما يتيح لها سهولة الرد والتواصل ، لاسيما وبعد ان عرف بأنها تحترف مهنة الخياطة ، فطلب منها ان تخيط ملابس لزوجته وأبنائه الثلاثة ، ليكون ذلك موطىء قدم للتعرف عليها وعلى مكان أقامتها ، وعندما تكتمل الملابس يكافأها بمبلغ مجزي أضعاف المبلغ الذي تطلبه كأجر للخياطة ، والأكثر من ذلك راح يُروج لخياطتها في موقع عمله ويأتي إليها بالقماش الى بيتها بعد ان تعرّف على عصام الذي يستلم منه القماش مقابل عمولة يتقاضاها ما دامت تكسب الكثير .
مروة : ولكنه متزوج وله أبناء … فماذا تقصدين … بالإعجاب هذا … أهو مجرد تعارف من أجل العمل .
زكية متنهدة : لا … ليس من أجل العمل … ولا تنسي بأن زوجها الأول متزوج وله أبناء ، المهم … تطور هذا التعارف الى إعجاب وتعود شديد بينهما ، حتى بدأ عصام يستقبله في بيته عندما يأتي ليأخذ الملابس ، لاسيما بعد صدمتها الشديدة بهجرة ولدها الى استراليا مع عائلتها .
مروة قاطعتها : ماذا ماذا ؟هجرة ولدها عابد مع عائلته ؟ وكيف ذلك بالله عليك؟!
زكية : نعم هاجروا الى استراليا جميعهم ، لأن ولده الأكبر أتهم بالتجسس لصالح دولة معادية للعراق ، ومع التحقيق الأولي ، وقبل ان تتطور الأحداث وأثبات تورطه في الجريمة وإحتمال ان ينسحب ذلك على والده وبقية أخوانه ، وتصل العقوبة الى ما لا يُحمد عقباه ، انفقوا الغالي والنفيس لإصدار الجوازات والسفر عبر كردستان العراق ، ونسقوا بدهاء الى هذا الأمر وبغضون ثلاثة أيام اصبحت العائلة جميعها في استراليا كلاجئين ، وانقطع حبل الوصل بينها وبين ولدها عابد .
يا أم قتيبة أتق الله وانتِ المؤمنة كيف يضحك عليكِ الشيطان بوسوستــهِ لك كيف تفكرين بقتل فلذة كبدكِ أطرقت أم قتيبة قليلاً ثم قالت : يا أم مروة إنها لمسألة عصيبة عليّ .. إذ كيف سيكون وقع الخبر هـذا على أسماع أبنائي ماذا سيقولون بالطبع سيقولون هل جنت والدتنا وهي في الأربعين تحمل … ضحكت ام مروة قائلة : عزيزتي ان كل الذي في بالكِ أوهام وتخيلات وأنا وعبد الرحمن فرحون كثيراً بالطفل الذي سنتبناه حتى أننا اشترينا له كل المستلزمات ، ثم إنها مسألة طبيعية لكل أمرأة وما دخل الأولاد بها ترى هل لقحت اللقاح الأول .. أجابتها : بصوت خافت نعم ، أجابتها ام مروة : آه كم أنا مشتاقة لرؤية الطفل كم أحب الإطفال لكني وكما تعرفين حرمت من هذه النعمة التي يمنُّ بها الله تعالى على عباده .. لكني رغم ذلك احمدُ الله كثيراً على كل حال من الأحوال .. وانا سأستبشر بالطفل الذي يأتي .
عجيب يا سُبــل أن شخصية أيار شخصية معقدة التركيب حتى اني أحار في تصنيفها من أي نوع هي .. كل يوم على حال ..
سُبــل : بالطبع انها تخوض مرحلة المراهقة أي انها في طور التكوين .
مروة : كلا ياعزيزتي لم ألاحظ أبداً عليها أية علامة من علامات المراهقين أو تصرفاتهم فهي تقلد الشخصيات الأكبر منها بكثير وتتكلم كلام أكبر منها حجماً ، أنها تطبق الكلام الذي تقرأه في الكتب على نفسها وهي تتكلم بلهجة حادة .. محركة يديها كما يفعل أبوها في المرافعة ، أو كما يعالج الطبيب مرضاه والمحير انها تكيفت مع الزميلات اللائي يختلفن عن شخصيتها .
سُبــل : ماذا ؟؟ تقصدين منحرفات السلوك .
مروة : بالطبع لا أستطيع ان أجزم .. على جميعهن .. إلاّ ان فيهن واحدة ، وأيار دائماً تحكي لي بطولاتهن الغرامية المسرحية وغير ذلك ما عدا بعض الطالبات مثل انصاف وواحدة جديدة اسمها سبأ .
سُبــل : وماذا ستفعلين الآن معها وأنتِ التي شجعتيها على فتح باب التعارف والصداقة مع الجميع .
مروة : هذا لأني أردتها ان تعتمد على نفسها في كل الأمور وتخرج من عزلتها والحمدُ لله تم ذلك ولكن .
سُبــل : لابد من ابعادها عن هبة لأنها مُراهقة فوق التصور في تصرفاتها وكل افعالها ولا تنسي بأن الصاحب ساحب .
مروة : ها … ماذا تقصدين انها تسحبها الى سوئها .
سُبــل : ربما ذلك يا مروة ..احذريها .
مروة : لا هذا مستحيل بل هو من سابع المستحيلات .. أنا أعرف أيار جيداً على الرغم من الغرور والكبرياء والعجرفة التي تتصف بها .. إلا انها محال أن تكن مثلها .. لأن هبة في بيئة سيئة ومهمله .
مروة : بالعكس أيار جيدة جداً فأنها تقرأ الكتب الخارجية وتحضر دروسها بجد وتحاول .. تدوين خلجات نفسها ونفثاتها على الورق .
سُبــل مبتسمة : أكل هذه الأشياء تقوم بها ، وقلقة عليها .
مروة : من الرائع انها تثق بي وتحدثني عن كل شيء ولدي احساس قوي بأنها ستنهي علاقتها بهبة يوما ما ، لأني كرهت الحديث عنها ، لكن خوفي من ان توقع أيار في مصيبة دون ان تنتبه إليها وهذه مسألة تُحيرني. سُبــل : لا داعي للقلق عزيزتي دعيها تختلط أكثر بالناس ولتميز هي بنفسها الخطأ من الصواب هذا أفضل من منعها وأبعادها عنهن وبالنهاية ستغربل كل زميلاتها واكيد ستختار من تتوافق معها بالفكر والخلق والعاطفة .
الدكتورة إخلاص باقر هاشم النجار: رســائــل بأنامــل الـقـــــدر (المشهد التاسع عشر)
تعليقات الفيسبوك