فؤاد العبودي : حرث البحر (ملف/13)

إشارة :
هذا الملف البسيط تقدّمه أسرة موقع “الناقد العراقي” تحية للطفلة الفنانة “سماء الأمير” وأمّها الأديبة والصحفية “أسماء محمد مصطفى” ؛ لـ “سماء” لأنها أثبتت أنّ في الفن حياة ثانية أكثر فعلا للمُعاق من حيوات بليدة لأصحاء كثيرين ، ولأمّها “أسماء” المكافحة التي ضربت الأنموذج الحيّ للمثقف الإنسان والأمومة المُبدعة التي حوّلت الإعاقة إلى دافعٍ للخلق. فتحية لهما.

حرث البحر
فؤاد العبودي

هذه الجملة تقال للذي لايحصل على شيء من ما يروم تحقيقه حتى يصل الى المستحيل ويعود خائبا….لكن الجملة مع الزميلة والقاصة اسماء محمد مصطفى يختلف حالها … والدليل رحلتها الشاقة والمثمرة والتي حرثت خلالها البحر وحصلت على أكبر لؤلؤة ، بعد أن وجدت عند ابنتها سماء الامير استعدادا منقطع النظير لتصبح واحدة من الفنانات بشكل أذهل من شاهد معارضها الستة ، فقد دخلت سماء عالم الفن التشكيلي وهي الفتاة التي تعيش وضعا استثنائيا بجلوسها على كرسي متحرك … هنا وفرت لها والدتها كل أسباب استمرارها وبدأت مشوارها
برسوم الحياة … الطبيعة .. الدنيا بحلاوة الحب وتغريد العصافير … لتتجه الى التصميم …. أليس في هذا كله حرث للبحر ولتقف الفنانة سماء على ساحل الرسم وهي تعانق ألوان القوس قزح….تمزج بين هذا اللون وذاك لتنتج لوحاتها المفعمة بحب الحياة ولتؤكد أن الحياة لوحة بما فيها من بعث لروح الاصطفاء مع تعبيرات تنثال كالفجر وخيوطه الذهبية…
تعتقد سماء أن الدنيا بلا حب هي مجرد أيام خاوية تمر بلا لون او طعم او حتى رائحة….
تلك هي سماء في رحلتها التي بالتأكيد لم تكن سهلة بعد أن طوعت المستحيل لصالح طموحها الفني بالرسم …. والتصميم أيضا ولتتسع دائرة الضوء حولها وترتسم حدقات عيون المشاهدين وأعني المتلقين لرسوماتها ….وتنطلق عبر رحلة أقل مايمكن القول عنها إنها رحلة شاقة وطويلة طافت فيها على كل أنواع التشكيلات الفنية لتكون حصيلتها هذا الجهد المبارك ومن على مقعدها المتحرك الذي هو الآخر أبدى اندهاشه لهذه المخلوقة الرقيقة الشفافة ، وعجبا يقول كرسيها إنه بدلا من أن تحوله الى مجرد كرسي للعاجزين أصبح من خلال أنامل الفنانة سماء الامير الى واحة عطاء بعثت منها رسائل تطمين لمحبيها والمعجبين بها وبفنها إن من يريد حرث البحر فإنّ باستطاعته فعل ذلك شرط ألا يخاف من سمك القرش وأقصد به اليأس ….
لها ولأمها الصديقة والزميلة الصحفية أسماء محمد مصطفى فهما ينتصفان النجاح على الرغم من أن الحصة فيه لسماء أكبر بإنجازاتها المبهرة .

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

د. قصي الشيخ عسكر: نصوص (ملف/20)

بهارات (مهداة إلى صديقي الفنان ز.ش.) اغتنمناها فرصة ثمينة لا تعوّض حين غادر زميلنا الهندي …

لا كنز لهذا الولد سوى ضرورة الهوية
(سيدي قنصل بابل) رواية نبيل نوري
مقداد مسعود (ملف/6 الحلقة الأخيرة)

يتنوع عنف الدولة وأشده شراسة ً هو الدستور في بعض فقراته ِ،وحين تواصل الدولة تحصنها …

تعليق واحد

  1. تحياتي وتقديري للكاتب الصحفي فؤاد العبودي ولموقع الناقد العراقي كذلك . دمتم بخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *