فؤاد العبودي : الفنانة سماء الامير وقصة حب أسطورية (ملف/12)

إشارة :
هذا الملف البسيط تقدّمه أسرة موقع “الناقد العراقي” تحية للطفلة الفنانة “سماء الأمير” وأمّها الأديبة والصحفية “أسماء محمد مصطفى” ؛ لـ “سماء” لأنها أثبتت أنّ في الفن حياة ثانية أكثر فعلا للمُعاق من حيوات بليدة لأصحاء كثيرين ، ولأمّها “أسماء” المكافحة التي ضربت الأنموذج الحيّ للمثقف الإنسان والأمومة المُبدعة التي حوّلت الإعاقة إلى دافعٍ للخلق. فتحية لهما.

الفنانة سماء الامير وقصة حب أسطورية

فؤاد العبودي

(قال الامير الصغير للبطل الذي جثت طائرته في الصحراء : أنا من كوكب آخر ، وحبي للزهور لايعادله أي حب آخر).
هذا مقطع من رواية الامير الصغير للروائي انطوان دي سانت اكزوبري….
من هنا أقرأ في لوحات الفنانة الشابة سماء الامير تراتيل الحب وعشقها للحياة وهي التي تقول أنا بريشتي حين أرسم أمسك الحياة بكل مافيها من ديناميكية التعلق بها والتشبث بتفاصيلها ، وحين أجد أمي ، وهي صحفية معروفة ، تغدق عليّ بحنان وتواصل جهودها الاستثنائية معي في كل خطوة يصبح عندي للحياة والناس طعم آخر .
وعلى امتداد 6 معارض فنية تشكيلية لسماء كنت ألمس تلك الروح الوثابة لترسم …. روح سماء الامير هي التي ترسم وهي التي تحاور المتلقين بهمس الخطوط والألوان التي تقترب أكثر فأكثر لتلامس قلوبا أحبت سماء الامير، وأعجبت لصبرها واندفاعها باختيار موضوعاتها بهارمونية الفعل الذي تسيل من بين جوانبه الألوان وكيف توزعها على سطح اللوحة بقياسات مايفرزه قلبها من علاقة جدلية بين اللون ورفيف الروح وتنامي شعورها بأن هذه الألوان قد تصنع الفرح والبهجة لمن ينتظرها على موعد افتتاح معرض جديد ، فاللوحة عند الفنانة سماء الامير هي نوع من التطهر الروحي وكذلك انعتاق من سجن الزمن وخروج حر لحدائق الإنسانية .. وهي التي تقول …. الحياة بلا حب كالأرض القاحلة ، فأنا أزرع على أديم لوحتي مايجعل روحي تشارك مهرجان أرواح الناس عموما وبخاصة الأطفال والصبايا مثلي ….
لذا دائما ما تجد في لوحات سماء الامير تلك الأعراس التي تتداخل بين ثناياها رائحة الخزامى والجوري والكَاردينيا … بحزمة من الألوان المبهجة بعيدا عن اللون الرمادي إلاّ في حالات الضرورة الفنية التي يتطلبها المكان على اللوحة .
أعمال سماء الامير أصبحت من الأعمال الجادة وليست فقط هواية او لتزجية الوقت ، إنها تأريخ يؤرشف لفنانة استطاعت أن تحفر اسمها وتقيم نصبا خالدا لموضوعاتها عبر هذا النوع
من الرسومات لفنانة يقتضي واجب المتابعة من قبل التشكيليين أن يلتفتوا اليها بكل إهتمام ، لأنها تجربة من نوع آخر .. تجربة تحكي صمود واصرار سماء الامير على المضي في طريق الحرير ، طريق المتعة البصرية والأسلوب الخاص بأعمالها .

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

د. قصي الشيخ عسكر: نصوص (ملف/20)

بهارات (مهداة إلى صديقي الفنان ز.ش.) اغتنمناها فرصة ثمينة لا تعوّض حين غادر زميلنا الهندي …

لا كنز لهذا الولد سوى ضرورة الهوية
(سيدي قنصل بابل) رواية نبيل نوري
مقداد مسعود (ملف/6 الحلقة الأخيرة)

يتنوع عنف الدولة وأشده شراسة ً هو الدستور في بعض فقراته ِ،وحين تواصل الدولة تحصنها …

3 تعليقات

  1. شكري وتقديري وتحياتي انا وسماء الى الكاتب الصحفي فؤاد العبودي وموقع الناقد العراقي

  2. أحمد القاسمي

    لوحتان رائعتان يا سماء. فنّ حقيقي أصيل وجميل، أتمنى لك مزيدا من النجاح، فإنت مشروع فنّانة حقيقية. أتمنى مشاهدة أعمال فنّية أخرى لك. تستطيعن أن تقولي أنني أحد معجبيك، وعددنا سيزداد مستقبلا بلا شك، إن واصلت طريق الفنّ. الفنّ بالذات يضفي على الحياة معنى أجمل ويجعلنا نحبّها أكثر. شكرا لك على منحنا شعورا أجمل بالحياة.

  3. الاستاذ أحمد القاسمي تحية طيبة . شكرا لكلامك الجميل . نقلته الى ابنتي سماء وهي ممتنة لك وسعدت كثيرا لاسيما وأنها تحب ان تصنع اشياء جميلة في الحياة من اجل الحياةالاجمل .. تحياتي وتقديري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *