مقداد مسعود : أرباض (وحدات شعرية) (2)

(5)
كلما تكسرت السلالم بي ،على مرأى جنائن الملصقات الملوّنة، أغمضت ُ عينيّ على جمر العينين، وبسطت ُ – لست ُ شحاذا – راحتي اليسرى: فأشرقت فيها زهرة صفصاف، ثم تسطحت صحنا طائراً ………………………………..
لا أرى
: أنين حدبات الأرض – الكراسي – الأسّرة – لا أرى غبار المكتبات ولا الحدائق النائمة في خضرتها الملحية . لست ُ معنيا بالمجذايف ولا نقيق آراء المياه الراكدة .لا أكترث العقيق ولا زمردة التكوين. لا أتوسل القديسين شموعهم . ولا أبحثُ عن قوائم كرسي تناسلت منه مرويات ٌ: جمحت / رمحت وصيرت البيوت علفا وأسطبلات ..أمضي سادراً، لأرتّل التوت وحده/ وحدي : كلانا مِن وحدانية المعنى المؤجل : التوت وهذا الذي لا يشبهني الآن .

(7)
أنا وهذه البرية نتشارك بوفرة الأخطاء.هي الأفضل في الصبر والتصابر . منذ شفق ارتطم بأخضرار الضحى وحتى كتابة هذا الكلام بالنيابة عني : أنا مازلت أصيح مل ء القلب ..لعله يسمعني ذلك الدغل الذي تسللت ُ منه ..ليته يسمعني / يسامحني فأنا خدعت ُ الدغل َ وأستعملته جسرا للتملص من لزوجة الغابة وتخليت ُ عن أخوتي : هديرالنمر والهديل وزئير الملك وهرولة النعامة وقفزة السنجاب و عزف نقار الخشب وحكمة الفيل وطرائف القرد ..مللت ُ من نقاء الندى وسماحة العشب.
كيف تغمض عينيّ الآن وأنا تخليتُ عن معونة قرود مشلولة وجِمال مجذومة ونمور كفيفة وخيول مضربة عن العلف والسباق ..
خيل تركمانية، تشتاق روحي إبتساماتها الدائمة، تشتاق راحتيّ لتمسيد ما يتلاصف من ذهب ٍ يشع من أجسادها ..إ
وبتوقيت ماجرى/ يجري مَن لي بلحظة رزينة مثل خيول الغجر ..
لحظة كثيفة من ذيول خيول غجرية ..

(9)
من طراوة الأخضر الوديع، يدويّ بياض الفل وتنفتح مراوح على سرعتها القصوى، فيثمل هواءٌ معطرٌّ..لكن الفل يستحي مثل الفيل ومثل الفيل والفل يستحي الحصان …وحده الماعز لاحياء له ومنه أنبجست عنكبوت التقانة .

(11)
العلو: يستنكف.. الأشياء، لذا ينظرها بالعين (الزغيرة)
: المركبات : علب كبريت .
البشر :محض نقاط تترامش .
المباني : ظلال ..
الحرائق والنكبات : دخان عقب سيكارة ..
لذا علينا أن لا نقترض سريرا من فرويد. ولا مرآة من لاكان، ولانفتش لحية ابن سيرين لعلنا نحصل على مرآة رؤيا . إذن لنخطف العلو ونقذفه في لجة ما يجري من أحتباس مروري وطفح مياه ثقيلة وعشوائيات حياتنا اليومية المداسة مثل عتبات لا بيوت لها .

(13)
غرباء دخلوا المدينة. فشلَ النشالون وهم على دراجاتهم النارية في خطف حقائبهم . أرتجفت الفوهات من جبروتهم. تختض الأشجار حين يمرون وتهج العصافير والديدان والساقية. .ويربض غيم غليظ على سطوح المؤسسات والمعامل والحقول.الغرباء يعرفون المدينة وشوارعها وبيوتها والآهلين …الغرباء في شفق داهم الضحى : تغربوا فيما بينهم .كل واحد منهم يسأل صاحبه: مَن أنت ؟ هؤلاء مَن؟ والآخر يبتسم ويسأل صاحبه : من هؤلاء الذين معنا؟ ومن أنا؟ يتباسمون، يتضاحكون ..ثم يقهقهون.. الآن في جوشن الليل بتوقيت منتصف الألفية الثالثة..تتعالى قهقهات وتتخاطف أشباح تتدحرج أمامهم كرات ذاكرتهم ينقسم الأشباح فريقين ويلعبون كرة قدم وسلة وطائرة . .
ترتج الأرض تختض البيوت يفشل لصوص وترتجف فوهات ٌ..ثمة جني يفرك كفيه ويهامس معشوقته الجنية : سينسبون كل شيء لنا وينسون غربة هؤلاء الغرباء !!

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| بدل رفو : من ادب المهجر “عيناك”.

عيناكِ..   كالمزن تهطلُ عشقاً ،  ضوءً للمسافات البعيدة..   وصباحات المدن الحزينة ،   تتسكع في جزر …

| كريم الأسدي : أينَ صوتُ المسيح ؟!.

أينَ صوتُ المسيحْ ؟! عواءُ الذئابِ تفشّى بليلٍ بهيمٍ ومثلجِ ريحْ وغادرَ أعيننا الحُبُ أنّى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *