كريم الأسدي : ! هكذا تكلمت البروفسورة (نصٌ نثري)

إشارة:
“كريم الأسدي” إبن العراق النجيب؛ المبدع الغيور الأنموذج؛ يتصدى لمؤامرة كبرى تسربت إلى كل مفاصل الكتابات التآمرية عن العراق وهي أن “العراق كيان مصطنع”. وهو المصطلح الذي اعتمده الأمريكان الغزاة في تبرير مشروعهم “التحريري” لتقسيم العراق إلى ثلاث دول مُنغّلة. واجه كريم هذه الأطروحة على لسان الأستاذة الألمانية بشكل صادم وغير هيّاب. وأرجو منه أن يقول لهذه “البروفيسورة” إنه قد تم العثور على أختام سومرية في الهند وباكستان وبوليفيا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية. وإن كانت لا تعرف فنحن مستعدون لتعليمها كما علمنا أجدادها والبشرية من قبلها لا الكتابة فقط بل كيف بلبسون الأحذية.

! هكذا تكلمت البروفسورة

نصٌ نثري

كريم الأسدي ـ برلين

( العراقُ دولةٌ مصطنعة )

( Der Irak ist ein künstlicher Staat )

هكذا تكلمتِ البروفسورةُ المستشرقة
قالتْها في الألمانية الحديثة في قاعة المحاضرات في الجامعة وهي تتلمظ

فكيف لا يكون اعتراضي مدويّاً ومستمراً ليس لأنني أبن العراق وشاعر من العراق فحسب ، ولا بتأثير عاطفةٍ أو تعصب ، بل لأنني أريد ان أصححَ الزيفَ ، وأرفعَ الظلمَ ، وأنتصرَ للحقِ والحقيقةِ ، وقد صار ـ للأسف الشديد ـ البهتانُ موضةً، والتزييفُ حكمةَ حياةٍ ، والانتهازية وسيلةَ عبورٍ حتى ولو على جثث آلاف بل ملايين الضحايا

لم تكن أول مَن قال هذا فهناك استاذُها أو بالأحرى سيِّدُها برنارد لويس الصهيوني الساخنُ ، والمتنقلُ بين دوائر المخابرات بين بريطانيا وأميركا، وراسمُ مشروع دويلات
الشرق الأوسط الحديث قبل أكثر من نصف قرن ، حيث العراق يتكون ـ في خرائطه ـ من دويلة كردية في الشمال ودويلة سنية في الغرب ودويلة شيعية في الجنوب

ُتقول البروفسورة خادمة برنارد لويس : ان العراق دولة مصطنعة!! .. ونحن نتسائل مستندين الى تاريخ الأدب ، والأدب من المؤرخين للأمم والشعوب : كيف وردَ اسم العراق في الشعر الجاهلي وفي ادبيات عصر فجر الأِسلام وشعر العصرين الأموي والعباسي اذا كان العراق لا يوجد قبل ، وماذا كان المتنبي يقصد حين قال

لتعلمَ مصرُ ومن بالعراق
ومن بالعواصمِ انّي الفتى

وماذا كان أبو العلاء المعري يقصد حين قال

كلفْنا بالعراقِ ونحنُ شرخٌ
فلم نلممْ بِهِ الّا كهولا

وردنا ماءَ دجلةَ خيرَ ماءٍ
وزرنا أشرفَ الشجرِ النخيلا

بغداد المحروسة

وماذا قصد قبلهما قيس بن الملوح حين قال

الا يا حماماتِ العراقِ اعنني
على شجني وابكينَ مثل بكائيا

وماذا كان يعني حين قال

يقولون ليلى بالعراقِ مريضةٌ
فيا ليتني كنتُ الطبيبَ المداويا

.!!فهل من حقنا ان نستشهد بقوله أم تقولون انه لَمجنون ؟

.!ثم هل كان هؤلاء وسواهم من الادباء والشعراء يقصدون العراق بدجلته وفراته وموقعه الحالي أم انهم يقصدون جزيرة من جزر الواق واق ؟

العراق دولة مصطنعة تقول ، ثم تضيف : لقد أسسه البريطانيون في العام 1921

.!العراق الذي يعني في واحدة من أعرق لغات العالم : العراقة أو البلد العريق !! .. اسسه البريطانيون

وكل مؤرخ عارف منصف يعرف ان الإمبراطورية البريطانية لم تكن موجودة أصلاً حينما كان الشعراء والأدباء من أقدم العصور وما تلاها يتغنون بالعراق ويحلمون بزيارة العراق ونهري العراق وجنائن العراق ونخيل العراق وتراب العراق وهو للأسف نفس التراب الذي مشت عليه دبابات الاحتلال ، ولوثته قذائف اليورانيوم المنضَّب وهبطت عليه مئات آلاف الأطنان من القنابل والمتفجرات ، وزارته الأهوال وأرتال المجرمين والشواذ التي كان من قوّادها الأوائل المستشرق برنارد لويس وعبيده ومقلديه ومن بينهم البروفسور المستشرق الجاسوس والبروفسورة الطرطورة وكل من يريد ان يرتفع ويبلغ غايته بأي وسيلة بينما هو يهوي انسانياً وضميرياً وروحياً ، بل وعلمياً أيضاً ـ والحديث هنا عن علمٍ وجامعات.!! ـ.. لقد بدا الأمر ويبدو وكأن مَن يريد ان يضمن مستقبله عليه ان يكون جندياً في الجيوش التي زحفت على العراق أو مخبراً للشبكات التي تريد ان تلتف على عنق العراق !! ومن يريد ان يكفِّر عن ذنوب أبائه وأجداده عليه ان يعتذر للضحايا القدماء والسادة الجدد حتى لو أجرموا بحق
.وطن للأِنسان اسمه مهد البشرية أوبين النهرين أو أوروك أو العراق .. ارجعوا علمياً للنظريات والتواريخ التي تبحث في أصل تسمية العراق أيها العلماء والعالمات
البروفسورة التي تقول في العام 1993 وفي أشد وأقسى فترات الحصار على اطفال العراق ان العراق دولة مصطنعة أسسها البريطانيون في العام 1921 هي نفس
البروفسورة التي كانت تزور العراق في الحرب العراقية ـ الايرانية لتنزل ضيفةً على حساب العراق في أرقى فنادق بغداد والبصرة حاضرةً المهرجاناتِ والاحتفالاتِ التي تتغنى بالحرب ، لتستمر الحرب ويستمر تدمير المنطقة تمهيداً لتقسيمها حسب خرائط السيّد الأستاذ ، ولكي يسيطرَ الأفضلُ وتستمرَ تجارةُ السلاح وهي نفس البروفسورة الصديقة المكرمة من قبل الجامعة العربية التي يشغلُ العراقُ أحدَ أمكنتها ويكوِّن أحدَ أعمدتها الأساسية ، بل انه عضو مؤسس لها ومصدر من مصادر تمويلها

*******

ملاحظة : زمان ومكان كتابة هذا النص في الثاني والعشرين من كانون الثاني 2019 في برلين

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| فراس حج محمد : تخليد الأصدقاء في الكتابة أمر بالغ الأهمية.

كم بدت لي هذه المسألة مُهمّة، الكتابة عن الأصدقاء، هكذا فعلتُ- على سبيل المثال- في …

حــصـــرياً بـمـوقـعـنـــا
| رنا يتيم : إشكاليّة المثقّف والحداثة .

بطيئة كانت عجلة التاريخ فيما يتّصل بالابتكارات، والتحديثات. ثم كانت الثورة الصناعية، بمآزره فكريّة فلسفيّة، …

11 تعليق

  1. باهرة محمد عبد اللطيف

    الاديب العزيز الاستاذ كريم الاسدي:
    بورك قلمك ولسانك الفصيح وانت تقوم الاخطاء المقصودة التي رددتها هذه المستشرقة الالمانية عن وعي او بدونه. هذا النوع من الطرح الدنيء استهدف ومازال الشخصية العراقية بغية تفتيتها وتذريتها، وقد استعان به الغزاة على اختلاف جنسياتهم، بالامس واليوم، وانتقل الى البعض من “مثقفينا” وهنا تكمن الطامة الكبرى!
    تحية من القلب.. لك وللدكتور حسين سرمك في اشارته الضافية لمقالك المهم.

    باهرة عبد اللطيف/اسبانيا

  2. كريم الأسدي

    شكراً عزيزتي الدكتورة والأديبة باهرة ، وشكراً للأخ والصديق الدكتور والأديب حسين سرمك وأعضاء تحرير موقع الناقد العراقي الذي هو موقع العراق بالفعل .. أسجل هذا الشكر وسأحاول الرد عليكما بالتفصيل لاحقاً .

  3. كريم الأسدي

    شكراً عزيزتي الدكتورة و الأديبة باهرة وشكراً للأخ الصديق الدكتور والأديب حسين سرمك .. سأحاول الرد عيكما بالتفصيل لاحقاً . في هذا التعليق أحببت فقط ان اسجل شكري.

  4. كريم الأسدي

    الأخ الدكتور حسين سرمك..
    تحياتي وتقديري..
    فيما يخص الأحداث الجسام التي وقعت في العراق مامن حدث أتى بالصدفة .. هناك برنامج بل برامج تتضمن الخطط والخطط البديلة ، وقبل هذا كله هناك البحث عن مواضع و مواطن الخلل والضعف عند العراقيين أنفسهم بشكل خاص والعرب عامة ، ومنها اشراكهم في عملية هدم وطنهم أو موضع اعتزازهم وافتخارهم ، والعراق عند العرب هكذا ، يكفي انه كان مركز الامبراطورية العباسية وبغداده أم العواصم .. هذه ( البروفسورة ) صدى لما خطط له المتنفذون وصوت كومبارس، وقد رددته طائعة.

  5. كريم الأسدي

    الأديبة الدكتورة باهرة ..
    تحياتي وتقديري..
    لا أعتقد ان ماورد على لسان هذه الأستاذة جاء عن لا وعي .. كل شيء مخطط ومرسوم سلفاً ، وهناك بيادق وجنود تثفذ ومنهم من بيننا كما جاء في تشخيصك. شكراً لك وللدكتور حسين.

  6. كريم الأسدي

    الزميلة الأديبة الدكتورة باهرة عبد اللطيف والزميل الأديب الدكتور حسين سرمك ..
    تحياتي و تقديري و محبتي..
    الأعلام سلاح مجرَّب في المعارك والثقافة والتثقيف سلاح معروف أيضأ ..
    في العقود الأربعة الأخيرة خسرنا نحن العراقيين والعرب والشرقيين والمسلمين هذا السلاح واستخدمه الذي يريد ان يتحكم بمصائرنا و شعوبنا و أوطاننا و ثرواتنا .. هناك ستراتيجية لتهوين وترخيص وتبخيس الشيء أو البلد تمهيداً لضربه .. هنا الرسالة تقول : أنا صنعت كيانك ومن حقي ان ألغيه ، أو الآخر صنع كيانك أو بلدك ومن حقه ان يعيد النظر في قرار صنعه ، ولا سيما ان الكثيرين يعتبرون أميركا امتداداً لبريطانيا الأنجلوسكسونية ، لذا ذهبت ألفيات من التاريخ الانساني محض هباء ومن ضمن ذلك نصوص تاريخية ادارية صريحة تثبت ان العراق كان دولة أو ولاية والا كيف نفسر الخبر التاريخي مثلاً ان الخليفة عمر بن الخطاب قد عيّن سعد بن أبي وقاص والياً على العراق!
    أما تاريخ الأدب فمليء بالأمثلة والشواهد.
    كل الأمنيات بالتوفيق لكما.

  7. أكد الجبوري

    الاستاذ الباحث د. حسين سرمك حسن المحترم
    اعضاء فريق تحرير الموقع الأعزاء

    لصاحب المقال المحترم

    مداخلتي موضعها محدد في سؤال٬ ألا وهو: هل يمكن أن يوضح لنا؛ ترتيب الجملة عن تراتبية سياقها٬ موقع مكان القول٬ في أي جامعة من ألمانيا٬ وهل قائلها/تها تشغل منصبها حاليا ومستمرة فيه٬ و موضوع الحلقة النقاشية٬ وسبب المداخلة٬ أي كيف تم خروج هذه الجملة في حرم جامعي؟!
    (اسم الجامعة٬ المدرسة/الكلية٬ اسم الاستاذ/ة وعنوانه/ها الوظيفي٬ التخصص والمرحلة٬ اسم المادة العلمية وعنوان المحاضرة٬ رقم القاعة والوقت ..واي ملاحظات) …

    شخصيا٬ إنها لظاهرة أصابتني بالذهول والارتجاج… حين تقال في حرم جامعي..٬ ما يدعوني شخصيا متابعتها مؤسسيا٬ لاسترجاع حقك المعنوي. علما أن جميع المحاضرات الأكاديمية مسجلة بكاميرات مراقبة٬ لغرض مراجعتها علميا مؤسسيا في الجزاء والدفاع القانوني.

    مع التقدير

    أكد ـ دافوس

  8. كريم الأسدي

    الأستاذة المحترمة الدكتورة أكد الجبوري..
    تحياتي وشكري على هذا الاهتمام بالمقال والموضوع وابداء روح التعاضد الجميل..
    الموضوع هنا يخص ويهم العراق ولكنه يهم الانسانية والعالَم ، مثلما يهم العلم والأخلاص للمعلومة التاريخية.
    أود ان أقول لكِ انني كتبت قبل حوالي اسبوعين رسائل الى منابر ومؤسسات أكاديمية وعلمية وثقافية عديدة في المانيا أطلب فيها مواجهة ومقابلة هذه ( البروفسورة ) أمام لجنة مختصّة لشكوك عندي في مصداقيتها العلمية ووقارها الأكاديمي ، ومن الرسائل ما وجهته الى زميلات وزملاء لها هم رؤساء أقسام في جامعات المانية ، واساتذة قدماء وجدد ، حيث أعلنت لهم استعدادي لمحاورة ومناقشة هذه الأستاذة في أمور كثيرة أمام لجنة من المختصين .. ارسلت اليها أيضاً نفس الرسالة على بريدها الألكتروني ولكنها الرسالة الوحيدة التي رجعت لي ، بيد انني أرسلت نفس الرسالة على عنوان جامعتها السابقة ، اذ انها متقاعدة الآن. كنت قد رددت عليها في المحاضرة ، ثم رددت من منبر معروف وكبير في المانيا هو بيت الثقافات العالمية أو ( Haus der Kulturen der Welt ) في برلين ، وذلك في لقاء ثقافي كبير خصَّ العالم العربي والشرق الأوسط والعراق حضره المئات من الجمهور وساهم فيه العشرات من العلماء والأدباء والأساتذة من مختلف أنحاء العالم : اميركا ، بريطانيا ، المانيا ، سويسرا ، النمسا وبقية البلدان الأوربية وبلدان العالم العربي وافريقيا وآسيا ، وقد تركت مساهمتي في الحوار أروع انطباع مثلما خبرت من الجمهور حال انتهائي من المداخلة في اللغتين العربية والألمانية حيث حرصت على ترجمة كلامي بنفسي لئلا يتلاعب به المترجمون أو يختصرون ويختزلون مضمونه أو يترجمونه بشكل رديء ، وأوردت الأدلة الأدبية والأبيات الشعرية التي تذكر العراق بالأسم المنشورة الآن في المقال في منبر الناقد العراقي .. مايخص طلبي في مقابلة هذه الأستاذة أمام لجنة وضعته الآن أمام اعين أقطاب من الأكاديمية الألمانية في نفس الأختصاص وسأنتظر بعص الوقت ، فالكرة الآن في ملعبهم ، مثلما يُقال ، أما من ناحية ملاحظتكِ بشأن تسجيل المحاضرات الأكاديمية فلا أعتقد ان الأمر هكذا في المانيا على الأقل في العام 1993 ، واذا كان الأمر هكذا فالتسجيل كان يذهب لجهات متنفذة والاطلاع عليه غير متاح للطلبة وعامة الناس ، ولا أعتقد انهم سيتيحون لي الحصول عليه ، وخاصة اذا تعلق الأمر بنقد استاذة هي في جوهرها بوقٌ من أبواقهم .. ثم انني ـ ومن تجربة خاصة وتجارب زملاء ـ لا أثق في القضاء الألماني وقد جربته حينما كانت لي مشكلة مع اساتذة يوم كنت في مدينة بون ، حيث غُبنت في نيل الدرجات التي أستحقها من قبل بعض الأساتذة ، ورغم شهادة اساتذة جامعيين أعلى منهم بحقي وكتابة تقرير لي يفضلونني فيه على زملائي وزميلاتي في الجامعة ويقولون فيه انني أسبق كل زميلاتي وزملائي علمياً وأدبياً بمقدار جليل ، مثلما ورد في التقرير نفسه ، لم تبدل الجامعة شيئاً ، ولا نفعني القضاء الألماني الذي سألته الاسناد ، الى ان نصحتني زميلة لي استشارت ـ دون ان اطلب منها ـ والدها المحامي الكبير في المانيا بالتخلي عن الدعوة لأن الأمر محسوم للجهة القوية المتنفذة مثلما أخبرها أبيها.. فيما يخص الأمر هنا سأنتظر الرد ولاسيما ان ملاحظاتي على هذه الأستاذة كثيرة ، وحججي ضدها قوية ، حينها سيكون لكل حادث حديث.شكراً من القلب لأهتمامك يا أكد.

  9. أكد الجبوري

    الاستاذ د. حسينن سرمك حسن المحترم
    أعضاء فريق عمل الموقع الأعزاء

    لصاحب المقال المحترم

    اولا: عند اطلاعي على ما وضعته (إدارة الموقع بالمقدمة ـ عن “إشارة”) تصورت للموضوع هناك جدية لما كتبه صاحب/ة المقال. فقط.
    ما جعل اهتمامي بالموضوع لشدة استغرابي …
    للتأكد من مما قرأت: للترجمة الالماني الخاطئة عن المتن عند نقلها للعربي في المعنى٬ وعن غرابة سماح القانون التعليمي والعلمي في المانيا ٬بمثل هذا الاسلوب الهمجي اللاعلمي اللامؤسسي ٬ لاغير.

    اخيرا٬ توضيحك٬ مشوش٬ وغير دقيق٬ بل لا علاقة بكل ما جاء لغرضه …. واستهجنته باستغراب أيضا: ما الهدف من كل هذا.
    عموما. أكتفي بسحب مبادرة متابعتي للموضوع٬ لطفا.
    أكد ـ ميونخ

  10. كريم الأسدي

    الأستاذة أكد الجبوري..
    تحياتي..
    مقدماً لابد ان أقول انني اعاني صعوبة في فهم نصكِ العربي!!
    أحاول بعض الأحيان ان أفهمه متعاطفاً معكِ ومع جهودكِ في الكتابة بالعربية ، فأترجمه لنفسي وأضع احتمالات تأويل لما تقصدين . لنأخذ معاً عبارتكِ في هذا التعليق حيث تقولين:

    ما جعل اهتمامي بالموضوع لشدة استغرابي …

    هذه جملة ناقصة ، وفيها شبهٌ من التراجم الآلية ولغة بعض المستشرقين حينما يحاولون الكتابة بالعربية!!
    لكي تكمل الجملة تحتاج الى كلمة اضافية بعد على الأقل ، كأن تكون:
    ما جعل اهتمامي بالموضوع كبيراً لشدة استغرابي
    أو :
    ما جعل اهتمامي بالموضوع يكبر لشدة استغرابي

    ثم تكتبين في التعليق بعد ذلك مباشرةً :

    للتأكد من مما قرأت:
    وأعتقد انك تقصدين للتأكد مما قرأت

    وبعد نقطتيّ الشارحة مباشرة تكتبين:

    للترجمة الألماني الخاطئة عن المتن عند نقلها الى العربي في المعنى

    وجملتكِ هذه ملتبسة وخاطئة برمّتها . وحدسي انك تقصدين:
    الترجمة الألمانية خاطئة في المعنى عند نقلها من المتن الى العربية.

    هذا بعض مايخص سلامة التركيب اللغوي وصياغة التعابير ونسج الجمل عند أكد الجبوري!!
    أما يخص خطأ الترجمة فأنتِ لم تكلِّفي نفسكِ في التبيان أين !
    العبارة في الألمانية صريحة وقد نقلتها مثلما سمعتها من ( البروفسورة ) !
    لا أريد هنا ان أمدح نفسي أبداً ، ولكنني أجد ان من الصحيح ان يبيِّن الأنسان الحقيقة ، وما له وما عليه ، حتى لا تلتبس الأمور ولا يحدث غبن واجحاف:
    الترجمة هنا دقيقة جداً ولا يمكن ان تكون أدق ، فما هو مقترحكِ ؟، ومن حقي ان ىأسألكِ عن رأيكِ ولا سيما انك المبادرة في التعليق!! وأنتِ تتهمين هنا أستاذاً في الترجمة ، حيث قمتُ بالفعل جامعياً بتدريس الترجمة من العربية الى الألمانية ومن الألمانية الى العربية بنجاح شهد له طلبتي الى درجة ان طالبة من طالباتي ذكية وصادقة وجميلة وصفت الفصل الدراسي الذي كنت أقدمه بأنني أفضل استاذ قام بتدريسها في كل حياتها. وقد سمعت هذا الرأي منها في قاعة الدرس مع آراء مشابهة لزميلاتها وزملائها بعد ان سألتهم في نهاية الفصل عن آرائهم أو انتقاداتهم المتعلقة يطريقة ومستوى تدريسي. أما الأستاذ الذي درست عنده مادة الترجمة طالباً في مرحلة الماجستير فقد كان يقول لي بعد ان يرى أعمالي ونشاطي المسموع والمكتوب: ( أعلى درجة في الجامعة قليلة بحقك .. يجب ان تستحدث جامعة برلين الحرّة درجة أعلى من الجيد جداً خصيصاً لك لأنني لم أر في حياتي أفضل من هذه التراجم لا داخل الجامعة ولا خارجها ، سوف أعطيك أعلى درجة ممكنة في الجامعة وأرجو ان تعذرني. )
    حدث هذا لفصلين والدرجات موثّقة في وثائقي الجامعية.
    فكيف تستعصي علي ترجمة عبارة واضحة وبسيطة مثل هذه العبارة اذا ما علمنا ان الذين كنت أتعامل معهم في تراجمي طالباً واستاذاً هم من كبار الأدب العربي والألماني مثل السيّاب ، توفيق الحكيم ، نازك الملائكة ، محمود درويش ، ادونيس ، هولدرلين ، نوفاليس ، يوسف فون آيشن دورف ، نيتشه ، ريلكه ، الزا لاسكر شولر ، جيورج هايم وبرتولد برشت ومن هم في مستواهم ؟!.
    تكتبين أيضاً :

    توضيحك مشوش ، وغير دقيق ، بل لا علاقة بكل ما جاء لغرضه …

    وهنا أحب ان أسألك يا أكد اين هو التشويش وعدم الدقة وكيف ان الكلام الذي هو في صميم الغرض يصبح لا علاقة له بالغرض ؟!

    ثم تقولين : واستهجنته باستغراب

    وهذا حشو وكلام زائد منكِ فلاداعي لأيراد كلمة باستغراب هنا لأن الأستهجان يتضمن الاستغراب منطقياً !!
    أما عن مبادرتكِ التي تريدين سحبها فأنتِ حرَّةٌ تماماً .. أنا من جانبي شكرتكِ من القلب وبلطفٍ وتهذيبٍ عاليين على تعاضدكِ الجميل ، وأخبرتك بما أنا فاعله الآن وأنتظر نتيجته وليس في هذا أساءة لمبادرتكِ.
    وختاماً أقول : انكِ لم تذكري ملاحظتكِ عن ترجمتي للعبارة في تعليقكِ الأول ، فكيف احتاج الأمر معك الى كل هذا الوقت رغم ان العبارة عبارة واحدة وقصيرة . ثم انك تتجنبين تسميتي باسمي ولا أدري لماذا ! وتكتفين بمخاطبتي ب:
    لصاحب المقال المحترم

    وصاحب المقال المحترم له اسم موجود مع المقال ، وينشر دائماً في نفس المنبر ، واسمه من كلمتين في حين ان تعبير ( لصاحب المقال المحترم ) يتكون من ثلاث أو أربع كلمات.
    نصيحتي لكِ التركيز في تعلم اللغة العربية حتى لا يضيع وقت القاريء في الحدوس فيما أنتِ قاصدة ، وأيضاَ حتى لا يهمل القاريء مستقبلاً مقالاتكِ ومواضيعكِ .. وأرجو ان تتقبلي نقدي بصدرٍ رحب .. لقد أضعت وقتاً في الرد عليكِ ، ومن حقي ان أطلب منكِ التأكد تماماً من صحة وجدوى تعليقكِ حول مواضيعي مستقبلاً ، والّا عدم كتابة أي تعليق حول كتاباتي يكلفني الرد عليه جهداً ووقتاً ومحاولة هدوء.

  11. أكد الجبوري

    الاستاذ الباحث د. حسين سرمك حسن المحترم
    اعضاء فريق تحرير الموقع الأعزاء

    الاستاذ كريم الأسدي المحترم
    تحية طيبة٬ وبعد

    واضح لحضرتك٬ ما كتبته٬ ردا على مما تفضلت به٬ لخلاف فيه٬ لأنها في النهاية وجهة نظرك٬ لها مني الاحترام والتقدير.
    اما النقاط التي آثرتها بالرد الأخير٬ إنها موضوع لمسئلة خلافية٬ تحتمل الاجتهاد٬ وما آرى فيها٬ أن أدلي لحضرتك بها ببعض التوضيح٬ وبأختصار:
    ١. عن عدم ذكر الإسم لحضرتك٬ لم أقصد به أدنى تجاوز أو معنى مخاف اللياقة٬ إطلاقا (لا سامح الله٬ لا يعو على ما خلقه الله الا الله العظيم ٬ سبحانه).

    ٢. فبالتسبة للترجمة٬ نعم غير دقيه٬ لان فيها من الظاهر ما ليس قصد ما حملته بالترجمة لحضرتك. فلا وجه لها من الصواب٬ كالذي ترجم عن قول (الدين أفيون الشعوب٬ لخلق الضغينة والتشجيع على الكراهية وعدم التسامح) علما أن المؤسسة العلمية والتعليمية لها منهج فلسفي صريح “نحو بناء فلسفة الأمة” وليس “القطرية” في جميع توجهاتها العلمية والاقتصادية والفكرية الثقافية والسياسية والاجتماعية٬ منذ عهد بعيد….الخ

    ٣. أما٬ بعد إطلاعي عن ما تفضلت به من توضيح٬ وإشارتي هنا٬ متعلقة بـ”مشوش”٬ هو للتخفيف عن جهد التفكير لحضرتك٬لأن الترجمة كـ(تفسير لمعنى) لا تعني بما قصدته بترجمتك٬ لتحمل إزر شيئ يتطايف مخيلتك٬٬٬ وأعني التهوين لتوالي حضرتك الهدؤ والسكينة٬ وليس هناك من داعي للتضخيم٬ وأن تتوجه التفكير لمستقبلك٬ تحقيق اهدافك القادمة… لاغير. ما دعاني ألقول بالنهاية ٬ مستهجنة لأنفعال لا ضرورة إليه٬ ومستغربة على هذا الإندفاع المهيمن اصرارك المتخيل عليه من تأويل وتفاصيل. …قمت بتوجيه ونقاش من معي من أخواني عن مشورتهم بكتابة (.أكتفي بسحب مبادرة متابعتي للموضوع٬ لطفا.) كي يتلطف الموضوع٬ بعد ان تفهمت الموضوع خاتمة به ذلك. لتشجيعك وحثك لمستقبلك أهم بالتواصل والمثابرة والتكليف المناسب لبجديد ما تراه احق لمشاريعك٬ على أي وجه لليقين تراه.

    وأخيرا٬ على الرغم من جميع الاعتراضات التي تفضلت بها٬ لم أجب عليها٬ لا ضرورة إليها بالرد. ولا تستحق. أو أنها وجهة نظرك٬ لا بد من أحترامها. وليس هناك تقليل لشخصك الكريم ولا نبذ واستهجان عن وجهة نظرك/ هذا حقك وعلى أن احترمة بأصغاء وتكليف تقدير ايضا. والاعتدار إن كان هناك ماورد يسئ توارده خوطر أحد سهوا.

    ادعوا الله تعالى العفو والمغفرة عن الزلل والجرح لأحد يا رب.
    مع التقدير

    أكد الجبوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *