فرات صالح : صورة أخي

صورة أخي

فرات صالح

“أن هذا أخي له تسعٌ وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة “

قرآن كريم

لم تكن سوى صورة باهتة

على الجدار

لكن أمي – وهي تَعُدّ الحرائق –

ذابت أمام زجاجها

ولم تترك غير كفين

تائهتين

كديك الرياح

ومن بين أصابعها

أنسلّ أبي إلى عزلته

بينما كنت أعيد بعيراً عنيداً

من السماء القديم

إلى تل مهيض

وأسقي الجدار بالذكريات

فيخضر الزجاج

وتضيع الملامح في الخشب

هل كان الانتظار

الذي ربيته في حوض من الأمل

قرشاً لينقض علي ؟

أم كان طول المسافة

يفتك بي مثل مرض خبيث

وأنا لا أعلم ؟

لم أكن أعرفك

غير أني انتظرت

لم أكن أؤمن بالتاريخ

ولم أتوقع من الجغرافيا

طباعاً جديدة

غير أني انتظرت مثل أبله

على طرقات ذاهبة

حقائبك المليئة بالشعر

ويديك اللتين تخترعان قمحاً

للحمام

وحماماً للأضرحة

. . سُلمك الموسيقي يصعد بي

الى غيمة

تغسل عن كفي أمي

غبار العدم

وتقشر عنهما الأدعية اليابسة

. .

هل كنت مغفلا ً

لانتظر جنتك

بينما عمري يحترق ؟

. . .

. . .

هل كنت أخي

لأمنحك نعجتي الوحيدة ؟!

*عن صحيفة تكست – العــدد السابع

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| عدنان عبد النبي البلداوي : “ذكراك نور” مهداة الى روح الشريف الرضي في ذكراه الخالدة .

ذِكراكَ  نورٌ، تسامَتْ فيه دُنـيانا                             يا رائـداً  قــد مَلَكْـتَ القـلبَ أزمانا فكنتَ أصْدَقَ مَــن يَهوَى بناظِـره                           حتى …

حــصــــرياً بـمـوقـعــنــــا
| عبدالقادر رالة : الزعفرانة.

    لمحتها في المحطة تنتظر القطار …    الفتاة الوحيدة  التي تقرأ كاتباَ ؛ كتاب في  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *